الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في كتاب مرشد المغترب للسيد محمد سعيد الحكيم: وعلينا أن نلفت أنظاركم لأمور تخصّ دينكم ودنياكم، تعينكم في أمركم بإذن الله تعالى. إياكم والجزع والهلع، والشعور بالوهن والفشل والخيبة والإحباط، لكثرة المشاكل المحيطة بكم. فإن الله تعالى قد منّ عليكم بأعظم النعم وأجلّه، وهو دين الإسلام العظيم، وطريق أهل البيت عليهم السلام القويم، الذي ارتضاه لخلقه، ولم يرض لهم غيره. سبق أن المؤمنين معرضون للبلاء، فينبغي للمؤمن إذا حلّ به البلاء أن يزداد بصيرة في دينه وثباتاً في يقينه، كما قال عز من قائل: "وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً * مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً" (الاحزاب 22-23). ومن ما يزيدكم قوة في أمركم، وسلوة في محنتكم، ومعرفة بعظمة نعمة الله تعالى عليكم، حين عرّفكم نفسه ودينه وأولياءه أن تمعنوا النظر في حال الأمم الأخرى، ولاسيما التي حللتم بين أظهره، فتأملوا حالها في البعد عن الله تعالى، والذهول عن دعوته، والانغماس المزري في المادة، والاندفاع وراء الشهوات، ومجانبة الحياء، والتحلل من القيم، والتفكك العائلي، والضياع، وفقد الهدف، متجردة عن شرف الإنسانية، راضية بضحالة الحيوانية، والانحطاط في حضيضه، بل قد تزيد عليها وحشية وشراسة وتفاهة.
جاء في موقع الحكيم عن السنة والشيعة للسيد محمد سعيد الحكيم: السؤال: علمائنا الأفاضل، أتقدم لسماحتكم بعد أن ملأت الحيرة قلبي، سؤالي بسيط، لكني أعلم أنه متشعِّب: ما الفرق بين السُّنة والشيعة؟ ولماذا اختلفوا؟ وما وجه الاختلاف في العقائد والعبادات؟ حفظكم الله، وجعلكم ذخراً للأمة وسنداً لها. الجواب: الشيعة هم أتباع الإمام علي عليه السلام وآل البيت عليهم السلام من بعده، والذين يرونهم أحقّ بالخلافة ، ويدينون بولايتهم ، اعتماداً على مجموعة من الآيات الكريمة مثل آية التطهير: "إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً" (الاحزاب 33)، ومجموعة من النصوص النبوية، مثل حديث الغدير، وحديث السفينة، فقد روى البخاري عن جابر بن سمرة، أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (يكون بعدي اثنا عشر أميراً)، أما السنّة فهم أتباع مدرسة الخلفاء، وقد يطلق عليهم أبناء السنة والجماعة، أما لفظة الجماعة فقد أُطلقت عليهم بعد سيطرة معاوية بن أبي سفيان على مقاليد الحكم، بعد استشهاد الإمام علي عليه السلام، وصُلحه مع الإمام الحسن السبط عليه السلام، حيث اجتمعوا على أمارة معاوية، فسمّي ذاك العام بعام الجماعة.
جاء عن دار السيدة رقية للقرآن الكريم في استفتاءات المراجع للمرجع السيد محمد سعيد الحكيم: السؤال : "إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً" (الاحزاب 33)، تشمل زوجات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؟ أم لا ؟ الجواب: لا تشملهن، بل هي تختص بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين والزهراء والحسنين عليهم السلام، كما صرحت بذلك الروايات المتظافرة ، خصوصاً الروايات المروية عن أم سلمة رضوان الله عليها. ولما هو المعلوم من تعرض بعض زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم للعظائم، كخروج عائشة لحرب إمام زمانها أمير المؤمنين عليه السلام، وتظاهرها هي وحفصة على رسول الله صلى الله عليه وآله حتى نزل في ذلك قرآن يتلى، إلى غير ذلك مما يمتنع معه شمول آية التطهير لهن.
جاء عن دار السيدة رقية للقرآن الكريم في استفتاءات المراجع للمرجع السيد محمد سعيد الحكيم: السؤال : قال تعالى : "وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ" (الاحزاب 53). أليس المقصود بكلمة الحجاب الواردة في الآية المباركة هو حجاب النساء قطعاً، لأن نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم كنَّ يرتدين الحجاب الشرعي قبل وبعد نزول هذه الآية المباركة. فضلاً عن أنه لو كان المقصود به حجاب النساء لكان توجيه الخطاب في الآية إلى نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم أولى ليأمرهن باتخاذ الحجاب بدل توجيه الخطاب إلى المسلمين، فما هو المقصود بكلمة الحجاب الواردة في الآية الكريمة ؟ الجواب : الظاهر من الآية أن نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمرن بعدم الاختلاط بالرجال الأجانب، كما أمر الرجال بعدم الاختلاط بهن، وأنهم إذا أرادوا أن يدخلوا عليهن أو يأخذوا شيئاً منهم فلا بُدَّ أن يكون بينهن وبينهم ستر يحتجبن به.
https://telegram.me/buratha