المقالات

الاستراتيجية الامريكية قراءة اولية

1728 04:46:00 2007-01-15

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

لا شك ان اهم المواقف التي ينتظرها المتابعون السياسيون للاستراتيجية الامريكية الجديدة في العراق تقع حصراً بموقف الحكومة العراقية من هذه الاستراتيجية لاسباب عديدة منها.1-باعتبار ان ما تقوله الحكومة او تراه مناسباً من المواقف انما هو موقف معبر عن جميع الاطراف السياسية او معظمها باعتبارها حكومة وحدة وطنية تتكون من تسعة وثلاثين حقيبة وزارية فضلاً عن المواقع السيادية وهذه الحقائب موزعة توزيعاً دقيقاً على اهم الكتل ككتلة الائتلاف العراقي الموحد وكتلة التحالف الكردستاني وجبهة التوافق العراقي والقائمة الوطنية العراقية وقوائم اخرى وهذا ما يمنح الموقف الحكومي ازاء اية موضوعة شرعية الرفض او القبول بنفس الوقت.

2-ان الحكومة العراقية تعتبر السلطة التنفيذية المعنية بصياغة القرار السياسي والاداري والامني والعسكري والاقتصادي العراقي وبالتالي فانها المسؤولة مسؤولية مباشرة عن تنفيذ الاتفاقات ومجمل السياسات الاخرى وبما ان الملف الامني يعتبر الملف رقم واحد في اهتمامات الحكومة ومتابعاتها ومعالجاتها الاساسية فان أي موقف دولي او اقليمي او عربي وحتى المواقف المحلية انما هي مواقف تخضع في قراءتها لشروط ومعايير الحكومة وبرنامجها السياسي الذي قدمته للسلطة التشريعية كخريطة طريق لزمنها الدستوري.

3-المواقف السياسية غير الحكومية كالمواقف المستقلة للكتل المنظوية في العملية السياسية بالتأكيد ستكون اشبه بالبارومتر الذي يقيس كم تقترب او تبتعد المسافة الفاصلة بين تلك المواقف وموقف الحكومة الرسمي وهذا ما يزيد موقف الحكومة وضوحاً ان كان ينسجم مع تلك المواقف ام ان يكون خارجها وهذه حالة صحية في كلا الاحتمالين على اعتبار ان الموقف الرسمي لا يلغي الموقف السياسي المعارض وهذا تعبير مباشر او غير مباشر للهوية الديمقراطية لنظامنا السياسي الجديد.

من خلال ما تقدم يتضح ان الموقف الرسمي وحتى السياسي من الاستراتيجية الامريكية الجديدة في العراق هو موقف يتسم بالايجابية لاسباب اهمها:1- ان واشنطن ركّبت استراتيجيتها سياسياً وعسكرياً وامنياً على ضوء رؤى عراقية سياسية وعسكرية وامنية واقتصادية مقابلة وهذا يعني بشكل لافت الى ان مستوى العلاقة او تصنيفها بين بغداد وواشنطن قد انتقل من دائرة الاملاءات واستحقاقات الاحتلال الى دائرة الشراكة في ادارة الملفات.2- الاستراتيجية الامريكية الجديدة كشفت لاول مرة تفهماً امريكياً من ان المسألة الامنية في العراق ترتبط بجذور سياسية واقتصادية وهذا ما احتوته بعض فقراتها التي تؤكد على ضرورة تفعيل مشروع المصالحة الوطنية والشروع بعملية اعادة الاعمار وتخصيص الادارة مبالغ ضخمة لتحريك الشارع العراقي اقتصادياً.3-الاستراتيجية تحدثت لاول مرة عن اتجاهين اساسيين الاول يمنح الحكومة العراقية القرار اللازم لقيادة العملية الامنية بطاقم عسكري امني عراقي على ان تبقى القوات متعددة الجنسيات قوات داعمة وتعمل بامرة رئيس الحكومة. في حين تحدثت الاستراتيجية في الاتجاه الآخر عن رؤية الادارة الامريكية في مسألة سحب قواتها من العراق ابتداءً من نهاية 2008.

نستخلص ان توصيف الحكومة العراقية للاستراتيجية الامريكية الجديدة باعتبارها رؤية عراقية امريكية مشتركة بانه توصيف ايجابي وبالتالي فان المواقف الاولية من هذه الاستراتيجية هي ايجابية ايضاً، لكن ذلك غير كاف ما لم تتحقق هذه الشراكة عملياً خارج اطار التنظير والاحتقانات السياسية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك