المقالات

عواء سلاطين الأعراب لصدام

1726 02:11:00 2007-01-17

( بقلم : قيس علي البياتي )

ماذا بعد ان تجاوزبعض حكام العرب الخائبين الخائنين لشعوبهم والمترفين لأموال بلدانهم كشف القناع الى الصفاقة والوقاحة في الأعلان عن القصد والتبجح بأن إعدام طاغية العراق هو إستفزاز لمشاعر العرب والمسلمين .. ماذا بعد ان ظهر المخرف حسني مبارك والمجنون القذافي قاتل السيد موسى الصدر بوجهيهما القبيحين مزدريين كل الاعراف الدولية وكل القيم الانسانية ليعلنا ان المجرم صدام الذي أنتهك كل حرمات العراقيين سيتحول الى شهيد.

ان تحريض المخرف حسني مبارك والمجنون القذافي على الفتنة وتصريحاتهما هو تدخل صارخ لشؤون الدولة العراقية وانتهاك لحقوق الشعب العراقين وتملق سمج لأسيادهما ، فهم يشجعون بطرق عدة أبناء مصر وليبيا والدول العربية وغيرهم من الأرهابيين التوجه الى العراق لقتلهم وتحت شعار الارهاب في العراق والذي تحول اليوم الى الجهاد اللامقدس ضدنا نحن العراقيين عربا كنا أو تركمانا أو أكرادا الفائزين في الانتخابات المقلقة لهم والذي طالما صرخوا بان لاتفعلها الولايات المتحدة الامريكية خوفا من الديمقراطية .

أما عن وصفهم لصدام بأنه يتحول الى شهيد، لقد يتذكر الجميع الفتوى المشهورة التي صدرت من قبل مفتي السعودية عبدالعزيز بن عبدالله بن باز بتكفير وجواز لعن صدام حين احتلاله الكويت، فنقول لهم بأنهم ليسوا اكثر وطنية منا نحن العراقيين فهم نسوا او يتناسون كل الدمار الذي سببه ذلك المجرم لشعب العراق وارضه بل ونسوا كل المقابر الجماعيه والآلام والكوارث ومعانات شعبنا الى يومنا هذا من جراء سياسات صديق الأمس.

فحينما نسترجع تلك الصور ونقارن ذلك بما يقولونه اليوم نجد ان الامر لايعدو كونه حقد وأنانيه وحسد على الديمقراطية الوليدة في العراق وحكم الشعب لأنهم ان قامت قائمتهم فسوف لن تبقى كرسي فاجر على ظهر البسيطة وهذا ما دعاهم بغباء وبفخر على وصفهم للمجرم الذي أنتهى وأنتهت حقبته الدموية الأجرامية التي لم تعرف له البشرية مثيلا.. من إنتهاك لأعراض العراقيات وسفك دماء الأبرياء وقتل الأطفاء وتشريد النساء وأغتصابهن ، وهدم المساجد والمنازل..المجرم الذي عاث بأرض العراق الطاهر الفساد وأذاق العراقيين صنوف العذاب والقهر والظلم, الذي عذب الأبرياء في السجون ..على هؤلاء الحكام المستبدين أن يعلموا بأن الله فوقهم وأنه سوف يقتص منهم وسيرينا ويري شعوبهم المظلومة فيهم مايثلج صدورنا وصدورهم إن شاء الله ويتحقق لنا موعود ربنا تبارك وتعالى إذ يقول:" فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون، على الآرائك ينظرون ،هل ثوب الكفار ماكانوا يفعلون.

إن تباكيهم على المجرم صدام اللعين ليس إلا طعنة في هوية وثقافة العراق فالشمس أجمل فيها من سواها والظلام حتى الظلام عندنا أجمل، هكذا نحب نحن العراقيون عراقنا وأمتنا وأحبتنا, وبهذا التعصب له, لنخيله وجباله ومياهه وارضه, فهل من يعشق الظلام؟ لكن ظلام العراق نور. أيوجد عشق وتعصب اعمى لوطن اكثر من هذا؟ اتوجد وطنية اكبر واعمق من هذه؟ هكذا نعشق وطننا بكل مافيه من هموم وأحزان وانكسارات, نعشقه حتى باتت تربته من دماءنا تصرخ، لا تشبه كل الترب، نحن كذلك فمن يبارينا في حب الوطن والحنين له؟

نحن شعب العراق، ورغم المصائب، لم يهجرنا سوى الرعب اللامحتمل الذي مارسه صدام ضدنا، فهل يحتمل احدكم ايها الاخوة العرب أن يرى ابنه يقتل أمامه أو يلقى في حوض الاسيد ليذوب أمام عينيه او يفرم بفرامة للبشر ليصبح كومة عظام ولحم ويسكت؟ ماذا لو أعطي بايديكم سلاحا وتأمرون بقتل فلذات أكبادكم وتمنعون من البكاء عليه؟ هل يحتمل احدكم ان تغتصب أخته وأمه وزوجته او أبنته أمام عينيه من جلاوزة أشرار ويسكت؟

لماذا كل هذا ضد العراقيين ، والمتعايشين على إختلاف أطيافهم منذ مئات السنين، فأمثال مبارك والقذافي والمتباكين لمثيلهم لايتبعون أدنى القيم الأنسانيه، ولا يتباكون إلاّ على أنفسهم ولمستقبلهم المشؤوم. إن إعدام صدام لم ولن يدع بابا للمساومات مفتوحة، وسيقضي على كل وهم حول القضاء على العراق الجديد سياسيا، فالعدالة هذه نجحت في توحيد الشعب العراقي فيما لم ينجح فيه المنظرون والمؤتمرون والمتآمرون. وأعادت الشفاء لقلوب المظلومين وتسلية لخواطر المنكوبين.

ان إعدام صدام هو الهزة التي ستعيد الوعي للعقل العربي والأنساني ..وانها الجملةالجديدة المفهومة بمنطوقها التي دخلت في وعي الانسان العربي المغلوب على أمره بأيدي المستكبرين الطغاة. ونقول لسلاطين الأعراب بأنهم طغاة حكموا بلدانهم أجيالا متعاقبة ونشروا أهدافا معاكسة لقيم العرف الأجتماعي والأخلاقي لشعوبهم، وباتوا هم وأبنائهم الخائبين وحاشيتهم مسيطرين على كل ثروات بلدانهم فهم خائفون من الفجوه التي ظهرت وبانت بين الحاكم والمحكوم حتى تأخذ بالتوسع يوما بعد يوم ويأخذون بالتنابز واعلان الخصومه وهذه الفجوه النفسيه تؤدي حتما الى الثورة ضدهم ولاأجد عن ذلك محيصا وليتذكروا أن الله فوقهم وأنه سوف يقتص منهم وسيرينا فيهم مايثلج صدورنا إن شاء الله ويتحقق لنا موعود ربنا تبارك وتعالى إذ يقول:" فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون، على الآرائك ينظرون ،هل ثوب الكفار ماكانوا يفعلون .

واشنطن

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك