المقالات

شمال العراق حلقات الشرق الاوسط الكبير  


علاء فاضل ||

 

يتخذ الاتراك قراراتهم باختراق الاراضي او الاجواء العراقية باريحية تامة مع صمت امريكي مطبق

ما يعني ان التحركات العسكرية التركية تتسق مع الاهداف الامريكية في المنطقة وربما هو ما يجعل موقف حكومة كوردستان محايدا وكأن على راسها الطير او ان الخروقات تجري في مناطق من اقاصي اسيا او اقاصي افريقيا

ان الذريعة التي يتذرع الاتراك هي ملاحقتهم لعناصر ال ًpkk الذي يمثل خنجرا في خاصرتهم فاذا كان الصمت الكوردي يندرج في اطار سير مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي تكفل اعادة رسم الخرائط والتعهدات بفرز خارطة لدولة كوردستان وهو ما يدفع الطامحين من قادة الكورد في ازاحة المنافسين في قيادة الوضع الكوردي ( ولعل هذا هو احد الاسباب الرئسية) في قبول كورد العراق بملاحقة تركيا لعناصر pkk

فما هي الاسباب التي رفعت منسوب التصريحات التركية التي تؤشر وجود حق تركي بدهوك او كركوك او الموصل وهل لهذه  التحركات علاقة بالمشروع الامريكي الذي يجري تنفيذه بمساعدة بعض دول المنطقة وهل هنا احتمال لممارسة روسيا او الصين لدور يقلب الطاولة على الامريكان؟

نعتقد ان التصريحات التركية باعتبار ان لها قبيل من حق في دهوك وكركوك والموصل هي في الواقع رسائل يفهمها الامركان والكورد والدول الداعمة لهم كالاماراة والسعودية وربما غيرها بان مشروعكم الاوسطي الذي ستتمخض عنه خرائط جديدة يجب ان يسقط المناطق ذات الغالبية الكوردية من حساباته فلا ينبغي ان يلعب بعضنا على البعض الاخر  فنحن نستظل بنفس الخيمة ونحن مستعدون لمغادرتها فقد نسجنا بعض الخيوط مع الصديق الروسي الذي يامل ان يتحول الى حليف بديل عن الولايات المتحدة، كما ان معاهدة فرساي عما قريب ستنتهي عقودها العشر وسننقب عن النفط وسنفرض الرسوم على البسفور وستاتي روافد ضخمة لاقتصادنا ستجعلنا ننفق ببذخ على ماكينتنا العسكرية التي استضافت S400 مؤخرا وبعبارة اخرى سنكون مستعدين للمنازلة او تستجيبوا لنا في مساعينا للحفاظ على امننا القومي الذي يمثل الكورد اكبر التهديدات له كما انها ارسلت رسائل سابقة تؤكد اضطلاعها بمهمة ارباك الاوضاع في سوريا وهو ما يصب بشكل مباشر في عرقلة او ارباك محور المقاومة عبر تواجدها في المناطق السورية المحاذية لحدودها مما يعني اجتزائها مناطق من جغرافيا المقاومة وهو ما يعني احتمال اعلان تركيا للدخول كمنازع مع هذا المحور لخوض حرب بالوكالة وهي تعلم تماما ان الامريكان اكثر من يرحب بذلك وانها بهذا الصدد ستجبر كل حلفائها في المنطقة بالقبول بالسلوك التركي الذي يتسق مع بل ربما يمثل مفصل مهم من مفاصل المشروع الامريكي.

واذا ما تساءلنا عن امكانية دخول الروس او الصينيون على خط الصراع فنعتقد ان هناك تاريخا من الصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي الا انه وعلى ما يزيد على (٤٥) سنة - الحرب الباردة- لم نشهد صداما مسلحا حقيقيا بل انهم وضعوا الحدود لانفسهم عندما اسموها بالباردة وهنا لابد ان نلتفت الى ان العالم انذاك يحكم بقدر كبير من التوازن بين قطبين رئيسيين هما الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة على اننا يجب ان لا نغفل حقيقة ان الولايات المتحدة استطاعت ان تبني معسكرا حقيقيا حين استطاعت ضم الدول الغربية العظمى الى جانبها كفرنسا وبريطانيا اللتان تمتلك كل واحدة منها ترسانة نووية ضخمة الى جانب الة اعلامية اكثر ضخامة فيما اخفق الاتحاد السوفيتي في ضم اي حليف قوي فقد كان كل حلفائها من بلدان العالم الثالث التي ترتبط بها ايديولوجيا و لا  تمتلك اي منها سلاحا نوويا او سلاحا معادلا يوازن كفتي القوة فيما عدا بعضعها الذي مثل موقعها الجيوستراتيجي مصدرا لهذه القوة مثل كوبا بحيث كانت وكانها قاعدة روسية متقدمة متاخمة للحدود مع امريكا.

فيما لم يكن للصين اي دور يذكر فهي متسقة ايديولوجيا مع الانحاد السوفيتي لكنها بحاجة ماسة لبرنامج المساعدات السريعة الذي تقدمه الولايات المتحدة لها ولذا فان الولايات المتحدة امنت الجانب الصيني واستفردت بالاتحاد السوفيتي وفي النهاية استطاعت الحاق الهزيمة به عبر استدراجه الى سباق تسلح استنزف اقتصاد البلاد وتم تركيعه ثم تجزأته.

بعد مجيء فلاديمير بوتين الى سدة الحكم وهو الحالم باعادة النموذج السوفيتي في روسيا  وبروز دور صيني يسعى ان يكون قطب بديل لروسيا التي لم تعد مؤهلة لهذه المسؤلية بل ربما بات يراودها حلم القطبية الاولى ان لم تكن الوحيدة فقد دخلتا على خط الصراع في سوريا ولكل منهما مصالحه التي قد لا تتشابه لكنها توحد موقفهما ازاء الحدث فروسيا اعتبرت سوريا وطرطوس تحديدا اخر قلاعها على البحر المتوسط غير المستعدة للتنازل عنها لتامين امنها القومي اما الصين فترى في سوريا مناجم لثروات طبيعية هائلة ليس اخرها السيليكون كما انها احدى محطات طريق الحرير التي هي باشد الحاجة لانجازه وتامينه وصولا الى اوربا، وقد راينا الاختلاف الواضح بين موقفي كل من هاتين القوتين فالروس نزلوا ميدانيا في سوريا على مستويات الدعم بالسلاح او معالجة اهداف محددة من الجو او على مستوى التخطيط والمتابعة وان كانت بشكل محدود اما الصين فانها اكتفت باحباط مخططات الولايات المتحدة الرامية الى بلورة موقف اممي عبر مجلس الامن لشرعنة اعمالها العدائية ضد سوريا ولاشراك دول العلم بتوجيه الضربات على سوريا، نعم الموقف الصيني كان على مستوى عالي من الاهمية لكنه لم يف بمتطلبات الصراع فكان لابد من موقف ميداني يعيد ميزان القوة الى حالة الاعتدال بل لترجيح كفة الشرعية في سوريا وللحفاظ على الكيان السوري بوصفه حلقة هامة في قلادة المقاومة وقد كان ان دخل حزب الله الى ميدان الصراع المباشر ودخلت ايران الاسلام كراعي للقضية السورية بكل ابعادها كما دخلت فصائل المقاومة من كل بقاع جغرافيا المقاومة وهكذا اعيد التوازن بل ترجحت كفة الشرعية ونعت حركات الارهاب ورعاتها انفسها بعد اعلان هزائمها التي تكررت حيثما دخلت بمواجهة مع فصائل المقاومة

وهو ما دفع الامريكان الى التوسل بوسائل اخرى للتاثير على سوريا وداعميها فمرة بضرب مباشر من حاملات الطائرات الجاثية في عرض المتوسط ومرة بفرض عقوبات اقتصادية على افراد وشركات واخرها بقانون قيصر  المزعوم.

اذن الاتراك يراهنون على الظرف التاريخي الذي يمر به العالم بسبب جائحة الكورونا وبسبب الارتباك السياسي الذي تعاني منه منطقة الشرق وشمال افريقيا فزادت من زخم اعمالها العسكرية سواء في سوريا او العراق او ليبيا ففي سوريا كانت ذريعتها ان الكورد السوريين هم من انصار اوجلان وبالتالي فهم يشكلون تهديدا مباشرا للامن القومي التركي اما في شمال العراق فهم يتحسبون لتغيير خرائط المنطقة فاذا ما تم فتركيا اولى بضمها وهم قدموا انفسهم على انهم الاكثر ضمانا لامن الكيان الصهيوني والدليل انهم مستعدون للعب دور في وضع السدود والمصدات لقطع تواصل الطريق البري لمحور المقاومة الرابط بين طهران بيروت مرورا بالعراق وسوريا

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك