المقالات

لما نطق الحق نعقت غربان الشياطين..الشيخ الخزعلي وحقائق ثورة العشرين


    الشيخ ضياء البصري ||  

من البديهي ان السرد التاريخي لأي حدث يخضع لملابسات الواقع وظواهره الخارجية فهو يختلف عن انواع السرد الاخرى التي قد تجانب الواقع في بعض المجالات كمجال الاساطير او النظريات التجريبية التي تستند الى المثاليات او التوقعات والفرضيات غير المحققة فان السرد التاريخي حينما يجانب الواقع فذلك يعني انه تعرض للتحريف والتزييف وهو امر ملموس ومعقول مع تضارب المصالح وهو بنفس الدرجة من المعقولية حينما يتناول حدثا تاريخيا قديما لم يأخذ حيزه المناسب من التدوين المحقق والمدقق

ولكن لايمكن ان نتعقل بنفس الدرجة ان يأخذ التحريف والتزييف مجاله في الحوادث التاريخية القريبة والتي لازالت شخوصها حاضرة خصوصا مع تطور طرق التدوين والتوثيق ولعل حدث مهم كثورة العشرين في العراق والذي تزامن مع وجود الصحيفة والصورة ووكالات الانباء العالمية والذي لازال حاضرا بكل تفاصيله في ذاكرة ووجدان المجتمع وكذلك بعض الشخوص التي عاصرت الحدث ولعلها بقيت معمرة الى وقت قريب ونقلت اكثر تفاصيل الحدث وملابساته ومع كل هذه المعطيات نجد ان هناك من يعمد الى تزييف الحقائق وتحريفها بطريقة فجة كالذي فعله اعلام حزب البعث المباد وفرضه بصفاقة على الذاكرة العربية وهي التي بطبعها لاتقبل في الاعم الاغلب الا ماينسجم مع تطلعاتها الطائفية .

بعض الناس بطبعهم يحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا وهذه الطبيعة لمسناها في بعض مناطق البيئة الغربية وليس الكل وانما تلك التي تتغنى بالقومية البعثوية وبقيت رهينة لتعصبها الطائفي فليس مستغربا ان يستقتل مثل هولاء من اجل الدفاع عن فضيلة وكرامة لاتمتلك رصيدا واقعيا الا في اوهام البعث وازلامه المردة..

من هذا المنطلق جاءت الحملة الشعواء من قبل هولاء وجوقتهم الاعلامية ضد سماحة الشيخ الخزعلي بعد ان صدح بالحقيقة وحاول ان ينقي احداث الثورة الكبرى من بعض ماعلق بها من اكاذيب وتحريفات وتزييف لحقائقها ورفع الغبن الذي لحق بروادها الحقيقيين الذين غيبهم اعلام البعث من ذاكرة الثورة واعطى ما لايملك من تاريخ الى من لايستحق من شرف فمن منطلق شعوره بالمسؤولية اراد الشيخ الامين وهو يستذكر احداث الثورة ان يعطي لكل ذي حق حقه وان يعطي للتاريخ استحقاقه من النصوع والوضوح.

من الواضح ان الشيخ الامين وهو يضع النقاط على الحروف لايقصد ابدا الانتقاص من طائفة او منطقة او عشيرة او حتى عائلة من العوائل العراقية الكريمة وانما اختار ان ينتصر للحق والحقيقة وان كان على حساب مبدأ المداراة السياسية والاجتماعية فمهما كانت الحقيقة مرة على البعض فهي مطلوبة ومن الواجب ان يتصدى اصحاب المبدأ والعقيدة والتاريخ الى ابداءها وايضاحها فهي ليست مجرد واقعة او حادثة منفصلة عن العقيدة والدين فثورة العشرين ثورة عقائدية دينية اجلى منها ثورة وطنية نعم اخذت طابعا وطنيا عاما لكنها عقائدية من حيث الاصول والمبادئ فمن الواجب العقائدي ان ينبري من به الكفاية الى الدفاع عن حقائقها بالكلمة والاعلام الهادف.

ولم يستند الشيخ الامين في تبيينه للحقائق على مجرد نقولات شخصية او ارتكازات عرفية بل هي وثائق ومدونات وحقائق قابلتها اراجيف وتحريفات بعثية فهذا عبد الرزاق الحسني المؤرخ المعروف ينقل بعضا من هذا الحقائق حول دور الشيخ ضاري المشبوه مع الانكليز في كتابه الثورة العراقية الكبرى الذي يقول فيه (وكان الشيخ ضاري المحمود شيخ زوبع بلواء الدليم، احد الشيوخ الذين استعانت حكومة الاحتلال بهم للهيمنة على قبائلهم، وخصص له راتبا قدره 750 روبية، في الشهر، ثم قطعت عنه المخصصات.ولما بدأت بوادر الثورة بالظهور اعادت اليه مرتبه )

وموقف الشيخ الامين جاء من منطلق المبدأ الديني الذي يقول افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ) وليس اكثر جورا من سلطان التاريخ المشوه والذي تقف خلفه بعض الطوائف السياسية والاجتماعية الظالمة وكلمة الحق لها ضريبتها وهي مطلوبة وهذا الموقف يذكرنا بموقف احد مهاويل وشعراء عشائر الرميثة عام 1983 حيث عرض في دور السينما بمحافظة السماوه فلم المسأله الكبرى الذي يتكلم عن احتلال الانكليز للعراق وقيام واستقلال البلاد من سيطرتهم ولقد اهمل منتج الفلم متعمدا دور عشائر الفرات الاوسط وشيوخها. ومساهمتهم الكبيره بثورة العشرين بقيادة الشيخ شعلان ابو الجون .وكانت السينما في ذلك الوقت لها روادها من المثقفين والعامه والفلاحين وكان من ضمن الحاضرين محافظ السماوه. ومدير الامن وامين سر فرعها. للحزب الحاكم في تلك الفتره . وبدء الفلم وانتهى ولم يشير الى صانع الثوره وشرارتها الشيخ شعلان ابو الجون ولا لأهل الرميثه الذين انطلقت منهم الشراره الاولى للثوره حينها قام احد الحضور منتفضا وهو الشاعر حداوي ابو عبد ...منشدا بصوت عال وامام كافة رواد السينما وقبل خروجهم وبلهجه الجنوب المعروفه....قال موش بخان ضاري كامت الثورة..من ارض الرميثة المسعلة الكبرى ولون شعلان يدري انباكت الثورة...جا فج التراب وطلع من كبرة ها ها.. ذوله ايتام من العشرين الشاهد هذا الشاهد هكذا هم الرجال الرجال يقولون الحق والحقيبقة وان كان على رقابهم ولله في خلقه شؤون

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك