عباس الزيدي ||
(كيف تجعل من الأغلبية.... أقلية )
اولا _، المقدمة
الانتخابات فن ....
وعملية علمية دقيقة أقرب ما تكون إلى علم الرياضيات من حيث المقدمات والنتائج بل هي عملية جراحية طبية لا تقبل الخطاء ..اما الحياة أو الموت وأقل أخطائها ان تفقد احد اعضاء جسم الانسان
في عصر العولمة هناك مؤسسات مختصة مهمتها إدارة الانتخابات للاحزاب والشخصيات المشاركة
لا تقتصر على الدعابة والإعلام والماكنة الانتخابية بل هي تشرف على صناعة الشخصيات والقوائم المشاركة وايضا تؤثر في المزاج الشعبي بمعنى أنها تصنع رأي عام داعم ومؤثر وضاغط من خلال الخطاب والبرامج ووسائل الإقناع والمغريات واستثمار الأزمات ... ....الخ
ويكون تأثيرها القوي في اللحظة الحاسمة والأخيرة التي تجعل من الناخب بنفذ ارادة تلك المؤسسات لصالح الحزب أو الشخصية المرشحة بحيث تتلاعب بكثير من الأمزجة والميول والاتجاهات وهنا تحدث المفاجئات عكس ماهو متوقع
ويبرز دور تلك المؤسسات المختصة في التنافس المحموم بين القوائم وكثرة الشخصيات المرشحة في كل مرحلة انتخابية
والنجاح والفوز للمؤسسة الأكثر مهنية وحرفية في تلك اللعبة
ثانيا _ الصناعة .....
لتلك المؤسسات خطة استراتيجية تسبق انطلاق عملية الاقتراع بفترة زمنية بعيدة
1_ على مستوى الشخصيات المرشحة فهي قادرة على صناعة المرشح ذو الشخصية المغمورة التي تتزايد مقبوليتها شيئا فشيئا جراء عمل تلك المؤسسات عبر مراحل مثال ذلك رجال الأعمال والإعلام والرياضين والفنانين والشعراء والشخصيات ذات الثقل الاجتماعي وغيرها حيث يتم الترويج لها ودعمها جماهيريا بما يعزز قناعات الجماهير في كل محافظة أو منطقة أو دائرة نعم لدى تلك الشخصيات مرجعياتها واتجاهاتها السياسية ولكن يبداء العمل معها ولها بصفتها المستقلة بادي ذي بدء
2_ ينطبق الأمر كذلك على القوائم الجديدة غير المحترقة و لتلك القضية هدفان الأول المنافسة والفوز.... والثاني التأثير على القوائم الأخرى في ساحتها وجمهورها وبالتالي التقليل من حظوظها
ثالثا _ شكل التحالفات
التحالفات المبدئية ذات الخطوط العريضة التي تسبق عملية الاقتراع وظهور النتائج لها أيضا تأثيراتها النسبية بالقدر الذي يؤثر في جمهور المنافس الآخر ومهما كان تأثير ذلك بسيطا وهامشيا الا انه ذات مفعول كبير خصوصا في عملية التخادم الانتخابي
رابعا _ الأدوات والوسائل التي تستخدمها تلك المؤسسات لنجاح عملها .
العملية ليست محصورة في توزيع البطانيات وتبليط الشوارع وتقديم المساعدات البسيطة والدعوة إلى وجبات الطعام بل يتعدى الأمر إلى أبعد من ذلك
1_ قراءة دقيقة للساحة والمزاج السياسي
2_ أعداد الدراسات واليحوث وإجراء عمليات الاستطلاع للرأي و الاستبيان
3_ استهداف للشرائح والمكونات والفئات
4_ استثمار الأزمات
5_ اعداد الخطط و البرامج ولغة الخطاب والمرشحين والدعاية والإعلام على ضوء ماتقدم في اتجاهين ضمان الفوز وهدم جرف المنافس الآخر
* ملاحظة مهمة * النجاح لا يعني فوز مرشحك في الدائرة الواحدة من خلال المحافظة على جمهورك فقط بل النجاح الأكبر في التأثير على جمهور الاخر وشرذمة اصواته وحرمانهم من الفوز بالكامل
6_ اختيار عنصر المفاجئة في اللحظة الأخيرة للتاثير على جمهور الآخرين قبيل الصمت بل أثناء الصمت الإعلامي وتلك ضربة المحترفين
خامسا _ المكونات العراقية
1_ الاكراد .... رغم المنافسة الشديدة بين الحزبين وبعض الأحزاب الأخرى.... يبقى الولاء والتنافس العشائري هو السمة البارزة وقد نجحت بعض الأحزاب الكردية في صناعة بعض الشخصيات في هذا المجال ولكن في الإطار الضيق والمحدود جدا جدا حيث الغلبة للاغوات
2_ المكون السني ... نجح نجاحا كبيرا في ذلك بالقدر الذي آثر في جمهور المكون الشيعي من خلال شخصيات تمت صناعتها مسبقا والأمثلة كثيرة سواء كتاب أو رياضين بل حتى على مستوى القوائم مثل القائمة العراقية
بل إن بعض الشخصيات السنية الجديدة استطاعت الحصول على مراكز قيادية بواسطة تلك المؤسسات وتلك الصناعة ولعل السيد رئيس البرلمان( الحلبوسي ) مثال واضح على ذلك
وبغض النظر عن التقاطعات نرى الكتل السنية أكثر تماسكا و وحدة
في القرار والتشريعات التي تخص جمهورهم مما يعزز قوة المشاركة ( مايحدث الان مجرد تنافس انتخابي لا يؤثر على حياة ودخل جمهور السنة العرب أو مشاركتهم )
مثال آخر على الصناعة ....
موضوع مستشاري السيد الكاظمي ودفعهم إلى الواجهة بهذا الكم والنوع دون خلفية او استحقاق والحقيقة كلهم مشاريع انتخابية وقوائم ومرشحين وتلك صناعة ظاهرة للعيان
3_ المكون الشيعي .....
طيلة الدورات الانتخابية الماضية ورغم عشرات الفرص لم نلحظ أن المكون الشيعي نجح في صناعة شخصية أو قائمة رديفة سواء من جمهوره أو من جمهور الاخرين ولعل معارك التحرير والحشد المقدس والفتوى المباركة كانت من أعظم الفرص التي كان بإمكان الفتح تحقيق الفوز الساحق من خلالها
وربما يعترض البعض ويقول ان الحكمة استطاعت دفع الإعلامية انسجام الغراوي والجواب هنا أن السيدة النائب نجحت من خلال الكوتا النسوية في قانون انتخابي ذو دائرة واحدة
وكذلك الأمر ينطبق على كتلة الصادقون ومرشحهم السيد وجيه عباس حيث كان للماكنة الانتخابية الخاصة بالاخوة عصائب اهل الحق ..الدور الكبير في فوز أكثر من مرشح جديد تجاوز كل التوقعات نتيجة لعمل ماكنتهم الانتخابية التي عملت بجد
واذا ما استمرت ماكنة كتلة الصادقون في نفس العمل فنتوقع أن حظوظها كبيرة وسوف تحصل على أكثر عدد من المقاعد داخل الفتح يفوق ما تحصل عليه منظمة بدر
سادسا _ واما الحديث عن كيفية جعل الأغلبية اقلية فإن ذلك الأمر لا يحتاج الى اسهاب واطناب فهناك من تعهد للامارات ودول الخليج وامريكا بذلك .. ناهيك عن ضعف البيت الشيعي وانقسامه وتشرذمه
لقد وضعت بعض الكتل والتيارات الشيعية بعض الضوابط والشروط لمشاركة مرشحيها وصنفت بعضهم صقور وآخرين حمائم وسرعان ما انقلبت على عقبيها وفي نهاية المطاف كان القرار الاخير للرجل الأول بسبب الأنا الذاتية الحزبية الضيقة ناهيك عن عدم تحرك وفتح خطوط حوار وتفاهمات لتحالف مبدأي استباقي يتم الإعلان عنه يبعث الأمل في نفوس جمهور الشيعة المحبط العازف عن المشاركة ومع كثرة التقاطعات وكثرة القوائم وتشرذم الأصوات وعزوف جمهور الشيعة
ستصبح الأغلبية. الشيعية ... أقلية
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
علما ان ماتم تسريبة عن بعض التحالفات المكوناتية هو اشبه ما يكون بتحكيم ابو موسى الأشعري
وسوف تحصل عملية غدر كبيرة تسفر عن ذهاب رئاسة الوزراء إلى جهة أخرى
فانتظروا .... اني معكم من المنتظرين
https://telegram.me/buratha