المقالات

ظاهرة الغياب في الدوام المسائي

1461 16:39:00 2008-04-08

بقلم المهندس والاعلامي: حازم خوير

تعد الدراسة المسائية في العراق تحديدا ذات ابعاد واهداف ايجابية في مجمل اطرها العامة سيما انها تفتح افاقا رحبة وروافد علمية قد تكون غائبة عن الواقع العلمي الحكومي المعتمد في الجامعات والمعاهد وغيرها وبعضها الاخر ياتي متوافقا مع ذلك الواقع مع اعتبار ان تلك الصروح العلمية قد اسست ضمن قوانين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهيئة المعاهد الفنية او ووزارة التربية،وقداخذت التخويل والاعتراف الرسمي لادارتها واعتماد مناهجها.

وفي الوجه الاخر نجد ان اهم العناصر لانجاح تلك المحافل العلمية هو الطالب الذي ينضوي تحت خيمة الجامعة او المعهد او المدرسة، المسائية ما يعكس الحاجة الملحة التي يروم الوصول اليها طالب العلم في العراق مهما يكن عنوانه،وهذا يفسر الى عدة اوجه منها ما يرتبط باستحالة اخذه الفرصة العلمية لاسباب مادية او امنية وقد تكون نفسية او مجتمعية بالتالي حولت الطالب نفسه امام ميزان اجتماعي وثقافي لا يحسد عليه وسط الثورة المعلوماتية والتقدم العلمي وفتح العديد من الافاق والقنوات التي يمكن ان يلقى فيها ذاته ويطور موهبته وينجح في اختصاصه الذي يرغب ان يكون عليه.

وقياسا الى ماعاناه الطالب والمثقف والاكاديمي العراقي ابان الحكم السابق من تهميش واذلال واجراءات تعسفية بحق الطالب والعلم والعلماء شابت الدوام المسائي في العراق الجديد (عراق الحرية والديمقراطية ) مشاكل عديدة اهمها: ظاهرة الغياب المستمر الذي يعزوه الطلاب انفسهم فضلا عن المحللين والمراقبين الى عدة اسباب يتعلق معظمها بالطالب نفسه؛ فقد تكون متعلقة بارتباط الطالب بعمل يضمن اعالة اسرته وتكاليف دراسته ما يؤدي الى حدوث ارباك واضح لديهفيفكر في تأمين عمله في اكثر الاحيان على حساب التزامه بالدوام المسائي، هذا من جهة ومن جهة اخرى قد يكون السبب مرتبط الى حد كبير بالظروف الامنية في منطقة ما يجعل امكانية مواصلته وانتظامه بالدوام امرا في غاية الصعوبة.

الى جانب ذلك يمكن الاشارة الى اغرب الاسباب لتفشي ظاهرة الغياب في الدوام المسائي وهي عبثية وفوضوية ما ينساق اليه من يمارس هذه الظاهرة من خلال تولد وتأجج الرغبة للالتحاق بتلك الدراسة للوهلة الاولى ثم انه ما ان يحصل على تلك الفرصة حتى يترآى له انه قد ضمن حصوله على شهادة التخرج بتسديده لحفنة من الدنانير هي الاصل ثمن مقعده الدراسي الذي يتضمن بالاساس توفير العديد من المستلزمات المرافقة للدراسة ومن اهمها المناهج ورواتب الاساتذة الشهرية،او قد يكون السبب تاثره ببعض الطلبة الفوضويين وانصياعه لقراراتهم المتكررة بعدم الدخول لاحدى المحاضرات او التغيب عن الدوام ليوم كامل.

ومن الاسباب النفسية التي يتعرض لها الطالب المسائي وتؤثر سلبا اما على ادائه ونجاحه العلمي وحتى مستقبله او تأثيرها على التزامه بالدوام هي: احساسه وملاحظته هو واقرانه بعد فترة وجيزة من التحاقه بالدراسة المسائية عدم جدوى حصوله على شهادة التخرج بسبب ازدياد عدد العاطلين عن العمل في بلدنا يوما بعد اخر وركون خريجي السنوات السابقة للدراسة الصباحة والمسائية _وهم كثر بالتاكيد_ الى دكة انتظار فرصة التعيين التي اصبح توفيرها من قبل الدولة امرا شبه مستحيل.

وفي المقابل تتسبب تلك المحافل العلمية وهيآتها التدريسية بعدد من اسباب تفشي ظاهرة الغياب ومنها : عدم كفاءة التدريسيين اداءا وعلمية، وممارستهم لاساليب قد تكون اكثر رجعية منها عصرية ومتحضرة، كذلك اصابة الطالب بالصدمة والاستغراب لبعض المناهج الدراسية المنتقاة والتي هي اما دون مستوى ثقافة وادراك الطالب او بالعكس ، او انها ليست بذي علاقة وغرض وهدف نفعي في هذا التخصص او ذاك .

وفي النتيجة يجب الانتباه والتاكيد على بناء تلك المؤسسات والصروح العلمية بطرق عصرية تواكب التقدم العلمي الحاصل على الاقل في الوسط الاقليمي وانتخاب العناصر والكوادر التدريسية الكفوءة والمؤهلة تأهيلا جيدا الى جانب مراعاة ظروف البلد او المحافظة او الاقليم ومراعاة ظروف الطالب نفسه ، كل ذلك يقع في مقابله اشعار طالب العلم باهميته وفاعليته في المجتمع من خلال فتح القنوات الحرة بينه وبين الاساتذة ومحاولة حل مشاكله مع ضرورة تكريس الدولة لكافة جهودها في مجال توفير فرص العمل المختلفة التي ما ان شعر الطالب بتوفرها جد واجتهاد كذلك كان لزاما على التدريسيين محاسبته على كثرة تغيبه عن الدوام بالطرق والاساليب القانونية المتبعة في تلك المؤسسة العلمية وبما يراعي كافة اسباب تفشي ظاهرة الغياب في الدوام المسائي الآنفة الذكر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك