المقالات

التزام الرفض والانسحاب!

1302 21:30:00 2008-06-03

( بقلم : علاء الموسوي )

جرت العادة منذ قرون عديدة في عالمنا العربي بالتحديد على الالقاء بعبء مسؤولية ما نواجهه من مشاكل سياسية او طائفية على عاتق الاخر، فتارة نتهم الغرب الاستعماري وتارة اخرى نتهم الصهيونية العالمية، واخرى نتهم التدخلات الاقليمية والدولية الى غيرها من المسميات التي تخضع لقانون نظرية المؤامرة وما تبعها من ارهاصات كانت وما زالت تمثل هرم الخلاف في الاوساط السياسية لدينا.

فقد صار الاسهل علينا ان نتهم الاخر ولا نحاسب انفسنا على ما تجنيه ايادينا من عدم التواصل مع بعضنا والبعض، وعجزنا عن تقبل الاختلاف العقائدي او المذهبي فيما بيننا ،بل عجزنا عن الاعتراف حتى بأبسط مظاهر الطبيعة البشرية، وهي الاختلاف في كل شيء بدءا من اللغة او اللون وانتهاءً بالمذاهب والعقائد والتيارات والاتجاهات الفكرية المتنوعة. بل بدا لنا ان نجعل هذا الاختلاف الذي اريد به اثراء البشرية بالتنوع فيما بينها، يتحول من خلال عقولنا القاصرة الى سيف نمزق به اوصالنا ونقتل به احباءنا واخواننا في الدين والوطن. على الرغم من الواقع المأساوي الذي يعيشه المواطن من سوء الخدمات وفقدان الامن والامان ، فضلا عن تصبره للاهوال التي يعيشها ويلمسها في واقعه اليومي ، املا منه بأنتظار الفرج المنبعث من اروقة مجلس النواب. يفاجأ المواطن ، لاسيما المتتبع للواقع السياسي في العراق، بالدعوات الرافضة والشاذة عن الفحوى القانوني لاي قرار سياسي او اجراء امني، سواء كان برلمانيا او حكوميا يمكنه أن يعالج او يسهم في تتطور البلد اقتصاديا او امنيا، والخروج به من واقعه المتشضي عن الثوابت والدوافع الوطنية الخالصة.بل الغريب ان يصبح الرفض لهذه الجهات والتيارات السياسية السمة البارزة والطاغية على مشاركتها في العملية السياسية، لينسحب الامر الى المعارضة من اجل المعارضة لا غير، دون ان يكون هناك أي مبرر منطقي او قانوني يدعم التوجه المعارض لهذه الجهات. صحيح ان بعض المواقف الفردية من قبل الحكومة لابد من التصدي لها واخذ مواقف جادة للحيلولة دون تطبيقها على ارض الواقع، شريطة ان لاينسحب هذا المفهوم في الوقت ذاته الى سحب بساط الشرعية التامة من الحكومة واتهامها بالتخرص والتجاوز على الثوابت الوطنية التي من اجلها شكلت حكومة الوحدة الوطنية.

لماذا الاستمرار في تعليق المشاركة الحقيقية في الحكومة لبعض الكتل المشكلة للعمل السياسي في العراق، فضلا عن الرفض المستمر لبنود التطبيق لمواد وفقرات الدستور الذي صوت عليه الشعب باختياره واستقلاله عن أي اجندة دولية او اقليمية. هل هناك فعلا خجلا او شعورا بالندم تجاه المشاركة مع المكون والشريك الفاعل في الحكومة؟. ام ان هناك تناغما سياسيا اقليميا ودوليا يهدف بالاطاحة بكل المنجزات التي حقهها المسار الديمقراطي الاتحادي في العراق؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو هاني الشمري
2008-06-04
اعتقد ان اكبر نعمة قد منّ الله بها على حكومة السيد المالكي هو انسحاب جبهة التوافق والعراقية والصدريين من الوزارة فلو كان هؤلاء لحد الآن موجودين في الحكومة لما حدثت هذه التطورات الايجابية والتي يشاهدها ابناء الشعب العراقي على المستويات الامنية والاقتصاديه بالرغم من وجود تعثرات في بعض المفاصل واذا ما استمر هذا الانسحاب(وانا ادعوا الله تعالى ان يستمر) لشاهدنا تحولا كبيرا في الخدمات التي ستشهدها المدن العراقية كافة وسيستقر العراق امنيا وهذا مابدأت تظهر بوادره في الافق.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك