قادتني الظروف الى مراجعة دائرة احوال مدينة الصدر وليتني لم اذهب الى هناك لسببين رئيسين الاول مكان الدائرة البعيد عن المدينة ويفترض ان تكون داخل المدينة لسهولة الوصول اليها عن طريق سيارات النقل الخاص وتعاني الدائرة من كثرة المراجعين وقلة الموظفين العاملين فيها اضافة الى عدم صلاحية البناية المتخذة كدائرة وعدم ملاءمتها مع الواقع الذي تعيشه مدينة الصدر ذات الكثافة السكانية وفي الحقيقة ان البناية لا تصلح ان تسمى بناية لصغر السلالم وعدم استطاعة كبار السن والمعاقين من الصعود الى الطوابق العليا فيها ويسبب ذلك مشاكل كثيرة بسبب الاحتكاك الذي يحصل بين المراجعين وعادة يلعن المراجع اليوم الذي سجل في هذه الدائرة بل يكره اليوم الذي يضطر المراجع فيه الى المراجعة لاستبدال او استخراج هوية احوال مدنية جديدة او حتى تأشير التغييرات الحاصلة على السجل المدني ولا اعرف تحديدا كيف وافقت اللجان المختصة لاستئجار مثل هذه البناية كدائرة للاحوال المدنية في مدينة، قارب عدد سكانها من خمسة الملايين نسمة وتساءلت مع نفسي لم لا تقوم المديرية العامة او وزارة الداخلية بشطر الدائرة الى اكثر من دائرة والتخفيف عن كاهل المواطن الذي يقضي يوما كاملا واقفا بانتظار عطف وكيل المدير ووضع توقيعه السامي او هامشه على معاملة المواطن؟ وبعد الحصول على الهامش عليك بعد انجاز المعاملة العودة المباركة الى غرفة وكيل المدير والحصول على توقيعه مرة اخرى ثم الانتظام بطابور آخر للحصول على صادر الدائرة وختم المعاملة ثم العودة وتسلق السلالم المعهودة من اجل تفريق المعاملة ، وبربكم هل سمعتم بمثل هذه المهزلة الادارية ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين الا يمكن ان تكون المخاطبات والتغييرات عن طريق الانترنت وكفى الله المؤمنين شر السلالم والمراجعات لدوائر وبنايات لا تصلح ان تكون شركة تضم بالكثير عشرين موظفاً وتبرز هذه البناية حجم المعاناة التي يعيشها المراجعون وفي دوائر ابتعدت عن التكنلوجيا اللهم الا الموبايلات الحديثة التي يحملها المراجع والموظف والتي قلما لا تجد فيها انترنت ومراسلات عبر الجات والفيس بك
واخيرا متى نجد بنايات الاحوال المدنية حديثة ومصممة اصلا لهذا الغرض يراعى فيها عدد المراجعين وتؤخذ بنظر الاعتبار التكنلوجيا الحديثة (عندنا) والتي قد تكون قديما لدى الكثير من الدول المتقدمة في الوقت الحالي ومتى نرى موظفاً يبتسم بوجه المراجع ويجيب عن اسئلته المعتادة( وين اروح هسه ) لرجل كبير بالسن مغلوب على أمره جاء يستبدل هوية أو يصحح وقائع سجله وليس للتمتع بنظر دوائر متهالكة البنيان أصبحت مصدرا لتعذيب الإنسان.
الاحوال المدنية العامة هل من مجيب ؟ ام اننا ننفخ بقربة مخرومة ………….وخير الكلام ما قل ودل
24/5/13223
https://telegram.me/buratha