علي فاهم
يتشدق المسؤولين المعنيين بالواقع التربوي العراقي في اي مؤتمر أو أجتماع أو جلسة أن التعليم هو ( الاساس ) والركيزة اولى في بناء البلد ويذكرون مثالاً على ذلك التجربة اليابانية بعد الحرب العالمية الثانية واسباب الانفجار العلمي الياباني هو تركيز قدرات ومقدرات البلد على التعليم والتعليم فقط ، ولكننا ننصدم كل يوم في وزارة السيد (أقبال ) أن أقبالنا هو على التجهيل والعشوائية والفوضى والتعقيد والتصعيب والتعليب فأين التربية والتعليم من كل ما يحصل اليوم وبالذات في هذا العام الدراسي والذي سبقه من خطوات غير مدروسة وتنبأ المراقب أن لا خطة إستراتيجية موضوعة عند هذه الوزارة ومن يخطط يعيش على سطح القمر لايدري بالدنيا ( طشت او رشت ) أو يسبقنا بالزمن ويريد من العراق أن يطوي أوضاعه وهمومه ومشاكله ويلحق بالدول المتقدمة المستقرة والتي تملك بنى تحتية متكاملة بنيوية وعلمية وطبعاً هؤلاء يعتقدون أنهم يحسنون صنعا وأن العلم والمعرفة في تطور مستمر وعلينا مواكبة التطور فأتبعوا خطوات كثيرة ومازالوا يجربون على أبنائنا (فئران التجارب ) أفكارهم الابداعية والتي عبارة عن بالونات تختزن الاف المشاكل الجانبية التي لم يتم دراستها بشكل علمي و لايمكن وصفها الا بأنها افكار ارتجالية غير محسوبة النتائج فمن يتحمل كل هذا التراجع في الواقع التربوي ومن يحل الاف المشاكل المتوالدة من جراء ( حل ) لمشكلة واحدة ؟
فمشكلة تغيير المناهج المستمرة ولمختلف المراحل تثير عند الناس الكثير من الاستفهامات منها لماذا يكون هذا التغيير اصلا ونحن نمر في مرحلة تقشف ؟ ولماذا يكون التغيير والمناهج غير مطبوعة بحيث تغطي مدارس العراق كلها ويبدأ مسلسل الضغط من التربية على الكوادر التدريسية لتدريس المنهج الجديد (غير المطبوع ) والذي لايملك المعلم نفسه نسخة منه فكيف بالطلاب وطبعاً اولياء الامور سيكونون مضطرين للبحث في المكتبات عن نسخ المناهج المسربة او المستنسخة وهذا ما يضع تكاليف باهظة على كاهل المواطن واولياء الامور لتنتهي في جيوب التجار والمستفيدين من هذا القرار وهنا نتساءل ألم يكن الاجدى ان يؤجل هذا الموضوع لحين انتهاء مرحلة التقشف او يؤجل الى الموسم القادم حتى يمكن اكمال طباعة وتوزيع المناهج على المدارس ؟ ويقفز سؤال أخر فيه رائحة فساد عفنة ، وزارة التربية تمتلك مطبعة مهملة يعلوها التراب لماذا اشتريتوها ان لم تطبعوا بها المناهج ؟ كما وتوجد مطبعة كبيرة استوردتها وزارة الصناعة بأكثر من مليار دولار وأبتعثت كوادر من مهندسين وعمال ودخلوا دورات في الداخل والخارج وايفادات كلفتنا اموال طائلة ولم يتم التعاقد مع وزارة الصناعة على طبع كتاب واحد وها هي مركونة يأكلها الصدأ والمناهج لاتطبع الا في مطابع الاردن او مطابع خاصة لبعض التجار فأين أنتم يا مراقبين وبرلمانيين من هذا الفساد الواضح ؟ ولن ينتهي الامر عند الطباعة بل هناك التدريس الذي يعيش أسوأ حالاته بين معلم لايعلم ولم يستفيد مما تعلم في الكلية أو المعهد الذي تخرج منه وبين عدم أستيعابه للمنهج الجديد فكيف يستطيع إيصاله للطلاب ؟ ومشاكل طرق التعليم التي هي مجرد تعليب أدمغتهم بكمٍ هائل من المعلومات التي سرعان ما ينساها الى الابد ،لأنها تفوق قدرته العمرية على الفهم عندما جعلوا مناهج المتوسطة للابتدائية ،والمجال لايستوعب أن نذكر مشروع تقليص عدد السنوات الى 4،4،4 أو التقسيم الى أحيائي وتطبيقي وأثارها الجانبية القادم والتربية حبلى بالافكار التي أربكت الطلاب وأهلهم ومعلميهم ومازالت مشاكل التعليم الحقيقية تنتظر مركونة على رفوف التسويف بين النقص الحاد في بنايات المدارس وتجهيزاتها المستهلكة والدوامات الثلاثية والثنائية ومستوى الكوادر التدريسية وأزدحام الطلاب في الصفوف وعدم دعم المعلم قانونياً وغيرها من المعوقات التي تحتاج الى حلول من وازرة لايمكن ان نحكم بنجاحها بل بخلقها للفشل وننتظر من البرلمان أن لا يداهن والبرلمانيين أن لايضيعوا البلد وأبنائه من اجل درجات وظيفية وتعيينات من هذا الوزير أو ذاك ثمن سكوتهم عن أداء واجباتهم .
https://telegram.me/buratha