المقالات

نحذر من مغبة الوقوع في شراك الفتنة

1595 23:29:00 2006-11-19

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

خلال اقل من اسبوع واحد شهد العراق جملة من العمليات الارهابية ذات الوزن الثقيل والتي بالتأكيد تقف وراءها جماعات الرعب المحترف الذين كانوا في يوم ما يعملون بنفس الطريقة وربما اكثر بشاعة في دهاليز مظلمة ومعتقلات سرية الا ان المتغيرات اجبرتهم الى ان ينقلوا اعمالهم الى سطح الارض او بعيدا في المناطق التي لا يمكن للبعض ان يتصور انها ستكون اهدافا سهلة بسيطة في تنفيذها وكبيرة معقدة في نتائجها.

اهم تلك الاحداث التي وقعت خلال الاسبوع الماضي كان يقع حصرا في اختطاف احدى عشرة سيارة نوع (كيا) تحمل من الركاب ما يقرب من المئة مواطن جميعهم ينتمون لمحافظة الديوانية وتوابعها.. الجريمة كانت من البشاعة والفضاعة والاستهتار ما تفوق أي لون من الوان الوصف، وعندما يكون مسرح الجريمة منطقة كاللطيفية فانه بالتأكيد يراد لتلك الجريمة ان تأخذ صبغتها الطائفية اولا وان تعيد الامور الى المربع الاول بعد ان شهد هذا الطريق بعضا من التحسن الامني الذي اعاد بعض الطمأنينة للسابلة.

اختطاف مئة مواطن وازهاق ارواح عشرات النساء والاطفال في موقع الجريمة ورمي جثثهم بالشوارع وعلى مقربة من مستشفى المحمودية الذي بدوره اعتذر عن قبول الجثث وارسلها فورا الى دائرة الطب العدلي في بغداد، كان يمثل حالة فريدة من الوحشية التي تهدف الى تقطيع جسور الثقة بين المواطن والدولة، وكان يفترض ان تنتبه الاجهزة الامنية الى الابعاد السياسية الخطيرة لاعمال كهذه باعتبار ان الحالة الامنية باتت تمثل المرآة العاكسة للعملية السياسية لكن ان يفاجأ المراقبون للشأن السياسي بعملية اخرى لا تقل خطورة واهمية من حيث الاداء والاهداف والنتائج كاقتحام احدى دوائر وزارة التعليم العالي واختطاف عدد من المراجعين والموظفين بقدر ما تم اختطافه على طريق اللطيفية، بالتأكيد سيعطي انطباعا على ان العملية وكأنها جاءت ردا مدروسا على الجريمة الاولى وهكذا تتوالى الجرائم لتصل الى اختطاف ست سيارات اخرى تقل عددا كبيرا من الزوار المتوجهين الى الامام موسى الكاظم يتبعها اختطاف سيارتين مماثلة من منطقة المشتل متجهة الى مدينة الصدر، لتعطي انطباعا وكأن انقلابا امنيا قد حصل في العراق كله وهذا ما نحذر منه ومن مخاطره ونتائجه الكارثية فيما اذا اتجهت الامور بهذا الخط البياني المتعرج.

نحن اليوم احوج ما نكون الى التهدئة وعلى كافة قوانا السياسية وكتلنا البرلمانية ان تعي مخاطر هذه الفتنة التي تريد الاطاحة بمنجزنا الوطني والسياسي والدستوري كي تعيد العراق الى حقبة البعث البغيض. ولقد بات على القوى العراقية جميعا ان تعي مسؤولياتها التاريخية في هذا المفصل الزمني الحساس والا تسمح لنفسها بالوقوع في شراك صانعي هذه الجرائم التي يأباها كل عراقي شريف ان كان شيعيا ام سنيا لان لا احد من السنة تشرفه كهذه الجرائم مثلما ان احدا من الشيعة لا يتشرف هو الاخر بهذا الذي يحصل. ما نريده هنا هو عدم الانجرار وراء هذه الفتن، ومزيدا من الانتباه الامني وعدم التساهل مع الزمر والجماعات التي تقف وراء هكذا جرائم الى أي جهة تنتمي ونحو أي هدف تتجه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك