المقالات

لا حصانة للإرهابيين

1715 15:44:00 2006-11-20

( بقلم : عبد الرزاق السلطاني )

لقد شهدت الفضاءات العراقية حالات شاذة بانعطاف بوصلتها نحو التخندق الطائفي وبشكل حاد مما يثير بين ثناياه الكثير من الشبهات التي كشفت الوجوه وأماطت اللثام عن المتآمرين على العراق الجديد والعملية السياسية، بعد أن حاولت قوانا الوطنية إخراجهم من عنق الزجاجة وفك حالات الانكفاء التي تحيط بهم، فالتصريحات الفردية التصعيدية ينبغي أن تجابه بإجراءات رادعة بموجب القوانين الحكومية لما لها من تداعيات تسعر الفتنة الطائفية وانعكاسات عنفية تؤثر بشكل كبير على الساحة السياسية، فهي الداعم الأساس لموجات الاختطاف الأخيرة التي تحاول زعزعة الأمن الوطني،

فالصداميون وعلى رأسهم الطاغية أقروا واعترفوا وتفاخروا بقتل العراقيين على مسمع ومرأى الرأي العام العالمي، فقد كانت محاكمة لحقبة زمنية امتدت لأكثر من ثمانين عاماً من الاجرام والتنكيل والمفاهيم الاقصائية، والحبل الذي تدلى على رقبة المجرم صدام أدى إلى تدعيم الشرعية، ومن هنا فالتصريحات المتضاربة تعطي انعكاس عدم انسجام ممثلي الشعب المنضوين تحت هيكلة الحكومة المنتخبة، والحديث بلغة المعارضة دليل عدم على أهلية تلك الأبواق للمناصب التي يتبوؤنها، فقد سعت قوانا الوطنية والدينية إلى تجميد العمل بالكثير من بنود الدستور والقفز على الاستحقاق الدستوري الوطني إلى الاستحقاق التوافقي، سعيا منها لإرضاء البعض، وفي الوقت ذاته استنجدت تلك الأطراف ببعض القوى الأجنبية والعربية على السواء لإعادة الامتيازات التي زالت بتقادم الزمن، وقد غاب عنها انه من المحال العودة للمربع الأول الذي غادرناه، فالثوابت الخارجية ليست عرضة للتغيير الكبير لأقطاب السياسة العالمية والاستراتيجيات الرامية نحو الاتجاهات الجديدة هي بذات الوتيرة،

أما الحوارات في بعض عواصم الدول العربية فهي بلا شك ستنتج عن رؤى غير منطقية لسبب بسيط كونها جرت خارج النطاق الحكومي الدستوري، ورسالتنا الواضحة هي بناء علاقات متكافئة مع الدول التي تحترم الارادة الوطنية وان تعي ان العراق ليس ممراً لتصفية الحسابات، فكلما ساء الأمن في العراق سينتقل ويرتد ضد الدول المصدرة له التي تغذيه بشكل أو بآخر، وعلى اولئك الذين يجوبون البلدان استجداء لتغذية الإرهاب في بلدنا عليهم التوقف عن الابتزاز ونكأ الجراح والنقمة على العراق كله،

 فالمنطق الفضفاض وخلط الأوراق هو خوض لمعركة وهمية، وتسويق ساذج، أما النقلة الهجومية من الإيحاء إلى التصريح العلني وسب من قارعوا نظام صدام ونعتهم بخطابات واهية لسرقة المواقف وتصعيد التهديد لترك العملية السياسية وحمل السلاح، فبقايا الصداميين تجاوزهم التأريخ الجديد بعد أن عاشوا وهم العودة، فبعد تنفيذ حكم الإعدام بطاغيتهم تبددت أحلامهم المريضة فهم أول المتضررين من التجديد، فصناعة العراق ستكون بسواعد أبنائه، وليرحل من لا يؤمن بالعراق الفيدرالي التعددي الدستوري الموحد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك