المقالات

وداعاً ابا حسين العضاض

2173 22:33:00 2006-11-22

( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )

ترجلت لم يكبُ جوادك ايها الفارس المغوار. ترجلت لتلتحق بركب اخوانك واعزائك من الشهداء الابرار الذين سبقوك على طريق ذات الشوكة، الطريق اللاحب الذي اختطه شهيد المحراب(رض) فالتحقت بموكب النور والعزة والكرامة.

ايها المجاهد الصابر يا من عرفناك شجاعاً باسلاً وانت تقاتل الزمر الضالة ونظامهم الدكتاتوري الاستبدادي طيلة اكثر من عقدين فشهدت لك سوح الجهاد وسوح منظمات الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان في اقصى اصقاع الارض وفضحت كيانهم المتهرئ وجرائمهم البشعة بحق الشعب العراقي الذي انجبك من رحم معاناته.

ايها الرجل الذي عرفناه لا تلويه مصيبة ولا مكروه ولا حاجة ولا فاقة، لم تغادر الابتسامة شفتيك في احلك الظروف وفي اصعب المواقف التي اكتنزتها المنازلة الشريفة ضد النظام الشمولي القهري المباد. كنت شامخاً كشموخ الجبال ورقيقاً كقطرات الندى ومجاهداً صلباً كمالك الاشتر وكحجر بن عدي.

سقطت شهيداً لتروي ارض الرافدين وشعبها بدمائك الزكية لتورق البراعم وتورف شجرة العطاء ولتترسخ جذورها اكثر فاكثر في تراب علي والحسين(ع) هذه التربة التي عشقتها وانت صبي ودافعت عنها بكل ما تملك بعد ان غزتها الجاهلية والانحطاط في شبابك وها انت تضع لمساتك الاخيرة عليها نوراً يستضيء به المجاهدون وظلاً يتفيأه المحرومون.

فارقتنا جسداً وروحك هاهنا تحل ضيفاً كريماً بيننا نستلهم منها الذكريات وانت تفتح قلبك الكبير وتحدثنا عن(فان ديرشتويل) وعن جنيف وعن النجف والناصرية وكربلاء وبغداد.كيف يمكن لنا ان نؤبنك ونحن لم نصدق بعد انك ارتفعت الى عليين حاملاً كتاب الله العزيز في يمناك وخارطة العراق العظيم في يسراك.

صبراً فان ايام الغدر والخسة والقتل والتدمير قد قاربت نهاياتها وان اخوانك من المجاهدين اقسموا ان يواصلوا الدرب مهما كبرت التضحيات ومهما تفرعن الطغاة فلابد لليلهم ان ينجلي وتلوح تباشير الصباح فنمسح عنك دمعة اليتيم ونخفف زفرات وآهات الثكالى من بنات وطنك العراق اللائي فقدن أولادهن وأزواجهن وإخوانهن وآباءهن في ذات الطريق. وهذا هو حلمك وحلم كل الخيرين من ابناء شعبك المجاهد.فارقناك وفي القلب أسى وفي العين قذى وها هي الدموع لا تسعها المحاجر تنساب دافئة كدفء قلبك الكبير. ان الطريق الذي سلكته لهو مسلك الرجال الاشداء الاوفياء الابطال ولا نقول في مثل يومك هذا الا ما قاله الشاعر-:الناس للموت كخيل الطراد فالسابق السابق منها الجوادوالموت نقاد على كفه جواهراً يختار منها الجياددفنت في الترب ولو انصفوا ما كنت الا في صميم الفؤادفسلام عليك يوم ولدت، ويوم استشهدت انت وحرمك المصون، ويوم تبعثان حيين عند رب رحيم رؤوف.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك