المقالات

(( شهر الهيبة )) اعظم انجازات الإئتلاف والحكومة

1899 18:37:00 2006-11-26

( بقلم : باسم العوادي )

لكل ظاهره في السياسية اسباب ودوافع ، والسياسي العاقل هو من يبحث عن الأسباب الحقيقة والدوافع الواقعية وراء كل ظاهرة سياسية ، والظاهرة السياسية خلال الايام العشرة الماضية هي حالة الهسيريا التي اصابت مجموعات النفاق السياسي وزعماء الإرهاب حيث ملؤا الفضاء زعيقا هم ومن يدعمهم من الفضائيات الناطقة باللغة العربيبة وليست العربية وللبحث عن الأسباب الواقعية وراء حالات الهلوسة والهيجان غير الطبيعية لهؤلاء لابد من دراسة وملاحظة ما حصل خلال الشهر المنصرم بالتحديد وبالدقة حيث يمكن بعدها معرفة الواقع وتشخصيه والمهم في هذا المقام ان لايذهب ذهن المحلل السياسي والمتلقي الفطن الى القشور ويهمل اللب بل عليه ان يركز على القلب ، والقشور هنا هي التصريحات والاتهامات بالطائفية للحكومة حيث ترافق مثل هذه الاتهامات كل منعطف سياسي مهم يتقدم فيه الأئتلاف والحكومة على خصومهم ناهيك عن استخدام العنف الطائفي والأرهاب والقتل العشوائي للعراقيين  من أجل تشويه الانجزات وطمس الحقائق وتحريف الأمور ولي عنق الحقائق وهذا ما يحصل هذه الأيام بالتحديد كان الشهر الماضي شهرا متميزا في عمر الدولة العراقية الجديدة وعمر كتلة الائتلاف العراقي الموحد حيث صاحب هذ الشهر نوع جديد من طرق التعامل السياسي كانت كتلة الائتلاف العراقي الموحد قد اهملته كثيرا ولكنها اكتشفت اخيرا انها بأمس الحاجة اليه وانه مربط الفرس السياسي وركيزه اسياسية بكل موازين عالم السياسية والاجتماع منذ اول سلطة حكم ابان فجر التاريخ إلا وهو ركيزة (( الهيبة )) فلا دولة ولاسلطان ولا قانون ولا قضاء بدون هيبة ومن لاهيبة له لا سلطان له والهيبة مفردة سماوية فمن اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى هو المهيب وما مرت صفحه من صفحات الزمن وإلا وكان التاريخ يحدثنا عن هيبة نبي او وصي او ملك او عالم او شجاع و غيره وللهيبة  صور وهيئات مختلفة إلا ان اكبر وأوضح مصاديقها في السياسية هي قوة القانون وقوة رجاله واستعدادهم لفرض السلطة باستخدام ما يخولهم الدستور والقانون من صلاحيات هامة لا تراجع عنها لذلك فقد كان هذا الشهر اكبر مصاديق اشهر الهيبة للدولة العراقية الحديثة تلك الهيبة التي اهملتها كتلة الائتلاف العراقي الموحد خلال الفترات السابقة لاسباب لايمكن تبريرها بحال من الاحوال وكانت ابرز علامات الهيبة هي كالتالي :1 ـ وقوف كتلة الائتلاف خلف رئيس الوزراء في التصدي للتهديدات الامريكية بوضع سقف زمني لانجزات الحكومة ومانتج من اهتزاز مدوي للبيت الابيض ومسارعة الرئيس بوش للقاء الرئيس المالكي وتشكيل لجنة تفاهمات وتأكيد بوش على الوقوف بجانب الحكومة العراقية.2 ـ اصدرا القضاء العراقي حكم الاعدام على صدام حسين وتبني الائتلاف والحكومة للحكم الصادر من القضاء واستعدادهم لتطبيق الحكم مهما كانت النتائج.2 ـ رفض كلتة الائتلاف التجديد لقرار الامم المتحدة الذي يجدد الفترة الزمنية لبقاء القوات المتعددة الجنسيات على ارض العراق بدون شروط وفي مقدمتها تسليم الملف الأمني للقوات العراقية وهذا مايفسر تباكي طارق الهاشمي عن غياب السنة عن صناعة القرار الأمني3 ـ زيارة زعيم منظمة بدر هادي العامري الى بريطانيا وايرلندا والاستقبال المذهل والفحاوة البالغة التي وجدها هناك وجدول الاعمال المذهل واستقباله في البرلمان البريطاني وعقد مؤتمر صحفي لمدة ساعتين هناك مع حضور اكبر وسائل الاعلام العالمية والبريطانية وتكالب الشخصيات السياسية الدولة الكبيرة والفاعلة في لندن على استقباله بل التوسل لملاقاته افقد حارث الضاري توازنه وهو يتنقل بين احضان اجهزة المخابرات وفي سواد الليل وتحت جنح الكتمان بينما يتنقل هادي العامري تحت ضوء الشمس و يلتقي بالشخصيات السياسية وامام وسائل الاعلام وهو يتحدث باسم البرلمان المنتخب اي باسم الشعب العراقي وباسم الشرعية العراقية يتنقل زعماء النفاق السياسي باسم مجاميع الإرهاب ويهم يعلمون هذه الحقيقة التي افقدتهم صوابهم حتى امام شاشات الاعلام الفضائي’ 5 ـ بروز تشكيل صحوة عشائر الأنبار والتغطية الإعلامية التي توفرها له الحكومة وتحركه على الساحة السنية الواقعية وتشكيلة لقوات مدعومة وفرض حضورة وجماهيريته وتقديم قياداته الجديدة على انها الممثل الشرعي للسنة في العراق مما افقد قيادات جبهة التوافق توازنها حيث انها واجهت تحديا جديدا لم تسحب له حساب ينافسها على تمثيل الشارع السني والاهم من كل ذلك ان هذا التحرك توصفه الاحزاب العراقية بانه تحرك وطني ويحضى بقبول جماهيري عراقي واسع .6 ـ مفاجئة الحكومة لجماعات النفاق السياسي بأرسال وفد للتباحث مع المعارضين في الأردن والامارات ومصر وغيرها وهذا ما أربكهم حيث كان هؤلاء يعتبرون انفسهم الطريق الوحيد للمعارضة السنية فوجدوا ان الحكومة العراقية قد اقتحمت عليهم امنع حصونهم وآخرها مما اظهرهم امام الشارع العراقي والشارعين العربي والإسلامي بانهم لايمثلون إلا انفسهم بل ومن خلال تجمع صحوة عشائر الأنبار ووفود هيئة المصالحة الى الخارج اتضح ان جبهة التوافق لاتمثل سنة العراق ولا تملك اي سطوة او سلطان لا على ارض المنطقة الغربية ولا على المعارضين للحكومة في الخارج ، بل الإغرب من ذلك ان الذين شاركوا في المفاوضات مع وفد المصالحة شاركوا على اساس انهم مستقلون ولايمثلهم اي احد رغم كونهم سنة مما ابطل ادعاءات جبهة التوافق بتمثيلهم سياسيا.7 ـ اغلاق فضائيات الحقد الطائفي باستخدام قانون مكافحة الارهاب فقرة التحريض الطائفي ضد فحيح الزوراء وصلاح الدين المقبورتان . 8 ـ الاخبارة شبة المؤكده في نجاح الائتلاف بابعاد السفير الامريكي زلماي خليل زاده بعد تجاوزه حود صلاحياته وزج نفسه باتون الخلاف الطائفي في العراق . 9 ـ عدم رضوخ الائتلاف لابتزاز كتلة التوافق بالانسحاب من العملية السياسية والتهديد بحمل السلاح ومهاجمة الائتلاف لاصحاب تلك التصريحات وتهديدهم باستعداد الائتلاف لتعيين من هم اكفئ منهم واكثر تمثيلا للشارع السني في نفس ساعات انسحابهم من العملية السياسية مما دعاهم للتراجع عن تصريحاتهم بالانسحاب وبصورة مثيره للضحك والدهشة والشفقة في آن واحد . 10 ـ اصدار مذكرة توقيق بحق حارث الضاري رئيس ما يسمى بهيئة علماء السنة في العراق بعد صبر دام ثلاث سنوات على تجاوزاته السيئة الصيت واستغلاله سكوت الائتلاف عن فرض  الهيبة السياسية والقانونية عليه جاءت مذكرة التوقيف لتكشف كل مكامن الحقد الذي يعتمل في صدره من خلال تصريحاته منذ لحظة اعلان مذكرة التوقيف  .

11 ـ اعلان وزارة المالية عن زيادة بمعدل 60 % على رواتب الموظفين في الدولة العراقية للمساعدة على رفع الواقع المعيشي للمواطن العادي12 ـ اعلان ميزانية انفجارية وبمعدل 42 مليار دولار لم يشهد لها مثيل بتارخ العراق القديم والحديث بشرط ان تسلم التخصيصات المالية في الايام الاولى من مطلع العام الجديد وبداية السنة المالية الجديدة في العراق وهذا الانجاز العظيم الذي طمسته الفضائيات الناطقة باللغة العربية والذي أذهل كتل النفاق السياسي ووضعها في اخطر زاوية حرجة 13 ـ اعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا في ظل خطوة اتت من سوريا قابلها الائتلاف والحكومة بمثلها مما اشعر جماعات النفاق السياسي14 ـ وهو مربط الفرس ان اهم نقاط لجنة بيكر ـ هاملتون الامريكية تحث وبشدة على التفاهم مع سورية وايران حول الوضع العراقي ولم تذكر هذه المذكرة اي دور لدولة اخرى في المنطقة مما افقد بعض الدوائر الاقليمية سيطرتها وابدت انزعاجها الشديد من الاعتراف بالدور الايراني خصوصا وهذا يفسر الحركه الاخيرة التي قامت به مصر من استضافت حارث الضاري وفتح المجال امامه واتصالاتها بالحكومة العراقية من اجل اسقاط مذكرة التوقيف ضده فهي بعد الاعتراف بالدور السوري والايراني بدأت الآن تحاول البحث عن دور لها في الواقع العراقي من خلال حارث الضاري ولكنها للأسف دخلت من الباب الخاطئ.هذه هي الاسباب الحقيقية التي دفعت بزعماء كتل النفاق السياسي الى حالة الهستريا الطائفية والتصريحات النارية والشعوذة المذهبية ومحاولاتهم تهييج عواطف السذج والهمج الرعاع طائفيا ودفعهم في اتجاه زيادة العنف الطائفي لكي يغطوا على فشلهم امام قواعدهم التي انتخبتهم وفشلهم في مواجهة كتلة الائتلاف العراق الموحد في الخطاب الوطني والانجازات الوطنية والتزام مبادئ الدستور والحرص على ارواح العراقيين والنهوض بالواقع العراقيواستعداد الائتلاف وبسياسته العقلائية والمنطقية بجني ثمار التغيير السياسي في الولايات المتحدة وفوز الديمقراطيين في مجلس النواب والكونغرس الامريكان لانهم يعلمون بان اي قوة في امريكا ستصل الى السلطة والنفوذ ستلتزم بدعم الحكومة العراقية التي يترأسها الائتلاف لانه لايوجد اي طريق غير هذا الطريق وقبل هذه القناعة فالائتلاف كان قد اوصل صوته للادارة الامريكية اكثر من مرة خلال الاشهر الماضية وبصورة واضحه وجلية بان كل من يحاول ان يزعزع خيوط العملية السياسية الجارية في العراق بشكل مختلف عن الحالي يجب عليه ان ينازع الائتلاف وغالبيته وشارعه ومرجعيته وجماهيره عسكريا على ارض العراق اولا ثم يتمكن من التغيير ثانيا وقد وصلت الرسالة بكل وضوح لكل من يعنيهم الأمر. وعلى هذا فعلى كتل النفاق السياسي ان تحدد مسارها خلال العام القادم فالائتلاف اليوم هو ليس ائتلاف الأمس وهيبته ستفرض وفق الاطر الدستورية والقانونية كحاكم وكقائد لمسيرة العراق السياسية على الجميع ومن يعارض الائتلاف سياسيا له كامل الحق في ذلك ولكن للائتلاف هيبته كأغلبية نيابية منتخبة ورئاسة وزراء وحكومة يجب ان يحسب لها الف حساب. باسم العوادي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
نصير
2006-11-27
عدت والعود احمد ..بارك الله فيك وفي قلمك في نصرة اتباع اهل البيت احسن واجدت في ماكتبت
تركمانية
2006-11-27
احسنتم وبارك الله فيكم وبمقالاتكم اتمنی ان تبینوا وتوضحوا اکثر واکثر النقاط الایجابية في المسيرة.... وسط هذه الاحداث المحزنة کانت کلماتکم کجرعة من ماء بارد... السلام علیک یا مولاي یا ابا عبدالله
ماجد محمد
2006-11-26
وهكــذا يعــود الأستــاذ باســم العــوادي بقلمــه الرائـع ليتحفنــا بتحــليلاته الواقعية البديعــة بعد أن غــاب عنا حينـا , أخي الأستاذ باسم كلامك صحيح وسليم مئة بالمئة , ولكن أود تصحيح معلومة قد تكون خطأ بالطباعة وهو حول الزيادة في رواتب الموظفين فهي ستون بالمئة وليست عشرة بالمئة , آثرت تصحيح هذه المعلومة بتواضع أمام عظم كتاباتك وشكرا .
سلطان علي (محب للعراق و اهله)
2006-11-26
هذه مقالة رصينة و واقعية عن الاوضاع العراقية. فهي تشخص بحق مراكز القوى و تعطي الائتلاف حصتة الحقيقية في انجاح المسيرة الديموقراطية. تحليل واقعي لقوة طروحات و ممارسات شخصيات الائتلاف الذين هم على النقيض تماما مع فكر و ممارسات شخصيات يفترض فيهم انهم شركاء في المسرة السياسية في العراق امثال الهاشمي و الزوبعي و الدليمي الذين لاهم لهم إلا محاولة افشال المسيرة و ارجاع البعث للحكم. و لكن مطلوب من رجال الائتلاف الخروج امام الناس و التواصل معهم اكثر لكسبهم و لضمان انحاج المسيرة. تقبل تحياتي و تقديري.
سعد البغدادي
2006-11-26
تحياتي اليك اخي العزيز باسم اتمنى لك الموفقية وارجوا ان نرى قلمك الرائع دائما سعد البغدادي
mustafa /norway
2006-11-26
That is all correct , I'm totally agree with you and thanks to you dear hounerable voice.Best whishes Mustafa
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك