المقالات

ذكرياتي مع العظماء الشهيد علي العضاض

5441 06:51:00 2006-11-27

( بقلم : الدكتور صاحب الحكيم مقرر حقوق الإنسان في العراق )

أكثر من 25 عاما من العمل مع الشهيد العضاض

الشهيد عظيم

الشهيد عظيم

و الشهداء عظماء

إن تأخري عن نعي الصديق ( ابي حسين) يعود الى اني أصبت بصدمة لا يمكن وصفها عندما تسلمت رسالة مستعجلة من ابني السيد هادي من لندن و كنت وقتها في السويد يخبرني الى عدم توقف هاتفي من الرنين من الاصدقاء و الأقارب الذين إتصلوا يعزوني بانتقال الاخ علي الى الدار الأخرى و لم يكن بجانبه لا اولاده ، سوى زوجته الشهية و الجنين الصغير ، و لا أخوته و لا أنا ، أقرب الناس إليه ، وحينها أدركت سر تجهم مضيفي و عدم انشراحه عند استقباله لي في ذلك البلد الذي زرته من أجل إنجاز ترجمة كتابي ( تقرير عن اغتصاب و قتل و تعذيب 4000 إمرأة في بلد المقابر الجماعية العراق ) الى اللغة الانكليزية .

تعود معرفتي به الى أوائل الثمانينات و بالتحديد الى عام 1983 عندما ذهبت بخدمة عظيم آخر من أصدقائه و هو السيد مهدي الحكيم الى باريس للإجتماع بالعراقيين و حثهم بالعمل على فضح جرائم النظام الصدامي المجرم و الإطلاع على آخر المستجدات في الساحة العراقية و كان الشهيد يسكن في منطقة إيلان كور Elan Court وهي ضاحية بعيدة جدا عن باريس في شقة أقل ما يقال عنها انها من شقق فقراء المدينة المهاجرين اليها من البلدان التي ولدوا فيها و التي تنتهك حقوقهم الاساسية على أساس منهجي مبرمج.

و كان العضاض يستأجر كنيسة في وسط باريس تنزل تحت الأرض ، رطبة القاعة ، لرخصها ليتيح للشهيد الحكيم ان يلتقي العراقيين الذين أحبوه ، و كانوا ينتظرون سماعه حديثه الحلو ، في وقت لم تكن التلفزيونات كما هي عليه الآن ، و لا للتلفون النقال وجود ، بل حتى وسائل الإعلام الأخرى العربية و الأجنبية التي ترسل جرعات السم الى العقل العام و العقل العربي خاصة.

و حدثني الشهيد ابو حسين عن تحركاته في مجال حقوق الإنسان التي لم تسمع بها الأذن العربية و لا الأذن العراقية سابقا ، بتاتا ، و التقطت الفكرة ، فورا ، و بلا تردد ، و لا تفكير عميق...

و في أثناء ذلك تلقيت دعوة من سماحة السيد عبد العزيز الحكيم لزيارة طهران لحضور أول مؤتمر للمعارضة العراقية ، و طرح علي موضوع تشكيل منظمة حقوق الإنسان في العراق ، لأول مرة في تاريخ العراق ، و بدأت الفكرة بالتطور حتى وصلت الى اعتراف الامم المتحدة و الاوساط الدولية و العالمية بها. و اصبحت اهم مصدر للمعلومات الدقيقة البعيدة عن المبالغة و التهويل ، و تتعمق في التوثيق و التسجيل ...

إبتدأنا العمل انا و العضاض في أروقة الأمم المتحدة الواسعة و لجانها المتخصصة بعد ان قرر الشهيد الإنتقال من باريس التي كانت تضيق بالعمل العراقي المعارض نظرا لقلة عدد العراقيين ( و غياب العراقيات التام) و الوقف الفرنسي المؤيد للمجرم صدام ، و لازلت اتذكر كيف كان شيراك ( حيث كان رئيسا للوزراء وقتها) يضع صورته حاملا الطفلة حلا بنت المجرم صدام على ظهره ،في مكتبه في حالة فريدة غير مسبوقة ، و انتقل علي الى الحدود الفرنسية السويسرية في بلدة اشهر من نار على علم الا و هي بلدة فرني فولتير ليكون على مقربة من قصرالأمم المتحدة في جنيف حيث المجال واسعا و كبيرا لفضح جرائم صدام و انتهاكاته لحقوق الإنسان. و كان يضيفني في بيته المتواضع الصغير الضيق مكانا و الكبير الواسع ترحيبا و تهليلا و نسهر الليل كله في إعداد الوثائق و الأدلة و التقارير عن جرائم النظام الصدامي و باللغتين الأنكليزية و الفرنسية ( التي يتقنها إتقانا تاما بالإضافة الى اتقانه العربية و الإنكليزية) و نتفق على استراتيجيات التحرك و جلسات المؤتمرات الفرعية و العامة للجان حقوق الإنسان التي ينظمها المجلس الإقتصادي و الإجتماعي ( إيكوسوك) ECOSOC التابع للأمم المتحدة حيث جنيف هي المقر الرئيس لحقوق الإنسان ) و تحضر هذه اللجان وفود جميع دول العالم و المنظمات الحكومية و غير الحكومية و مدافعو حقوق الإنسان في قارات الدنيا الخمس بالإضافة الى طلاب الحقوق من جميع انحاء العالم و مئات الصحفيين و الصحفيات و وفود المعارضة لمختلف الدول في انحاء المعمورة. و لا يحق لأحد الدخول الى تلك المنتديات العالمية الا بعضوية منظمة دولية لها صفة الإستشارية في الأمم المتحدة CONSULTATIVE STATUS و كان الشهيد العضاض لا يجد صعوبة في ذلك حيث انه له من السمعة الحسنة لدى ما يسمونهم بـ ( خبراء الأمم المتحدة ) القانونيين و المستشارين في الأمم المتحدة و بعضهم وزراء بل رؤساء دول ، بما يؤهله الى الولوج في هذا العالم الواسع الممتع.

و كنت معه من المؤسسين لأكبر منظمة عالمية و هي منظمة العاملين في الصحة و حقوق الإنسانICHP و هي من أنشط المنظمات العالمية التي كان لها التأثير الكبير في وقتها في فضح النظام الصدامي المجرم و عقدت تلك المنظمة المحترمة أول مؤتمر ضد الأسلحة الكيمياوية في جنيف للفترة من 24 الى 27 مايو آذار 1989 حضره خبراء هذا السلاح المحرم و منهم البروفيسور أندركس الخبير البلجيكي الذي صرفنا أوقاتا كبيرة و وجهودا عظيمة من أجل إحضاره للمشاركة في المؤتمر ، والذي أدان النظام الصدامي المجرم باستعماله ضد المواطنين الأكراد في حلبجة ( و ضد عرب الشيعة فيما بعد في الأهوار) و كان لمشاركته و إدانته صدى كبيرا في المحافل الدولية ، و هو الذي قدم طلبا في هذه الأيام لتقديم شهادته الدولية ضد المجرم صدام في المحكمة الجنائية العليا . كما ادان السكرتير العام لهذه المنظمة ما يتعرض له الشيعة من اضطهاد وذلك امام الامم المتحدة في اجتماعها يوم 19 شباط 1992 و شكرناه على ذلك.

العفو الدولية لندن

كانت لناإ تصالات عديدة و متكررة مع هذه المنظمة و منها عندما اشتد القصف الذي كان الجيش العراقي الصدامي الفاسد يصب حممه على اهل الاهوار البسطاء الآمنين في شهر تموز 1992 جاءني الشهيد الى لندن للقاء منظمة العفو الدولية و بحث هذا الموضوع الخطير من اجل اعلام الرأي العام العالمي بذلك و الضغط على المنظمة لإتخاذ موقف حازم و اثارة هذه الأحداث المؤلمة اعلاميا و سياسيا فقد كان لنا موعد مع قسم العراق في المنظمة المذكورة التي تتخذ من لندن مقرا لسكرتاريتها العامة و خلال اللقاء يوم 29 ابريل 1992 وافقت لجنة العراق على اثارة موضوع جرائم صدام في الاهوار على اللجنة الفرعية ( لجنة الخبراء و هي التي تخطط استراتيجية التحرك) في الأمم المتحدة. و تبع ذلك فرض حظر الطيران جنوب الخط 32 يوم 18 ايلول 1992 . كما اصطحبته الى لقاء آخر في منظمة العفو الدولية في لندن عند زيارته في 12 تموز 1988 لنفس الأهداف المشار اليها.

* زيارة الجرحى العراقيين في دار الشفاء في طهران

* لجنة المفقودين قسريا و لا اراديا

احتل العراق نتيجة تحركنا قمة قائمة الدول التي اختفى في سجونها المعتقلون و المعتقلات بعد قيامنا بجهود كبيرة و اجتماعات مطولة و تقديم اسماء و صور المغدورين في النظام الصدامي باسناد معلوماتي من المركز الوثائقي لحقوق الانسان في طهران الذي يملك خزائن هائلة من المعلومات عن مختلف الانتهاكات الفضيعة لحقوق الانسان في العراق و ترفع تلك اللجنة توصياتها الى لجنة حقوق الانسان في الامم المتحدة و هي الجهة العليا فيها و شاركني الشهيد العضاض في تقديم آلاف الوثائق و الشهود الذين كان السيد عبد العزيز الحكيم يرسلهم مشكورا من اقرباء المفقودين و الذي لم يخشوا من ذكر اسمائهم و اعلانها في وسائل الاعلام و كانت هذه اللجنة تعقد اجتماعاتها في كل من جنيف و نيويورك و كان معي الشهيد العضاض في كل اجتماعات جنيف .

اما في اجتماعات نيويورك فكنت احضرها لوحدي و اكون ضيفا على سماحة الشيخ الصديق فاضل السهلاني و ادلي بما عندي في هذه الاجتماعات بدعوة رسمية خاصة. و لكن كان لنا هناك تحرك آخر فقد سافرنا معا الى نيويورك يوم 23 مارس 1992 لمقابلة مساعد السكرتير العام للامم المتحدة المستر بيكو PICCO

صورة بيكو 

و اثارة موضوع مذبحة جنوب العراق على الامم المتحدة و كان ذلك بتاريخ 23 مارس 1992 و هي اول مقابلة للمعارضة العراقية لاكبر مسؤول دولي وقتها والمستر بيتر كالبريث Mr.Pter Galbith رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الامريكي باعتبارنا من الناشطين في حقوق الانسان و لسنا من السياسيين كما هو معروف و حتى الصفة التي كان يتمتع بها الشهيد العضاض هي ممثل المجلس الاعلى لدى المنظمات الدولية الانسانية كالامم المتحدة و نتحدث عن انتهاكات حقوق الانسان و ليس الموضوعات السياسية فلا يهمنا من سوف يحكم العراق بعد سقوط نظام صدام المجرم سوى احترامه لحقوق الانسان في العراق و حفظ كرامة ابناء و بنات الشعب العراقي. و سعدنا جدا بالدعوة التي وجهها لنا المستر فان دير شتويل Van Der Stoel لحضور حفل تكريمه من قبل لجنة حقوق الانسان في الكونغرس الامريكي يوم 25 مارس و حضر الحفل المذكور الشهيد العضاض و الاصدقاء محي الخطيب و زهير حمادي و برهم صالح و غسان رسام و عبد الحميد فضل. يوم 26 مارس 1992 . كما حضرها سفير أمريكا المتجول ,و نظم لنا اجتماع مع العراقيين مسجد واشنطن يوم 27 مارس لدفعهم للعمل الاعلامي و الانساني و كشف جرائم النظام الصدامي و دعوة الشعوب للوقوف الى جانب الشعب العراقي المضطهد يوم 27 مارس 1992 .

و زرنا منظمة مراقبة حقوق الانسان HRW في نيويورك لتقديم الوثائق و المعلومات عن انتهاك حق الانسان العراقي يوم الثلاثاء 31/مارس/ 1992 و ابدت المنظمة رغبتها لزيارة الاهوار و طلبت من الشهيد العضاض تسهيل امر هذه الزيارة ، و كذلك كان لنا اجتماع مطول مع السفير الياسون Eliason Mr.مسؤول مكتب تقديم المساعدات للشعب العراقي و الحديث معه عن الوضع المأساوي الذي تعرض له الشعب العراقي جراء الحصار الظالم ثم استطعنا مقابلة المستر دي سوتو Desoto و هو من بيرو رئيس المكتب السياسي للامين العام للامم المتحدة و قد وافق على طلب الشهيد العضاض بتسليم رسالة الشهيد السيد محمد باقر الحكيم الى الامين العام للامم المتحدة و يسلمها باليد له مباشرة للاطلاع عليها ، و قدمنا له ملفا عن المقابر الجماعية في العراق , و المستر دو لا سوبليير Du la Sublier سكرتير البعثة الدائمة للحكومة الفرنسية في الامم المتحدة ، و غيرهم من الشخصيات المهمة و السفراء المعتمدين لدى المنظمة الدولية و مجلس الامن الدولي.

* المقرر الخاص

بعد احتلال الكويت و طرد الجيش الصدامي منها اصدرت لجنة حقوق الانسان قرارها بتعيين المستر فان دير شتويل مقررا خاصا لحقوق الانسان و الذي اصدر تقارير مهمة عن انتهاكات حقوق الانسان في العراق نشرت على المدى العالمي الواسع 

و كان لنا لقاءات عدة معه في جنيف و زارني في بيتي في لندن و حضر المأدبة البروفيسور محمد مكية و الدكتور علي علاوي و الدكتور موفق الربيعي و الدكتورة بيان الاعرجي و مساعده جون باكار. و التقطنا صورا بالمناسبة منشورة في موقعي . www.alhakim.co.uk

صورة المقرر الخاص عن الإعدامات التعسفية في الامم المتحدة المستر آموس واكو 

المعين بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 38 لسنة 1988 التي تحدث في مختلف أنحاء العالم 219/تموز/ 988 و تزويده بمعلومات خطيرة عن الاعدامات التي ينفذها النظام الصدامي معززة بالأرقام و الصور و الشهود من ذوي المغدورين و الشهداء و المستر واكو شخصية محترمة جدا في الاوساط الدولية و هو مدعي عام في كينيا و احتل مراكز عالمية عديدة عديدة و قد قابلناه انا و الشهيد في مقره في فصر الأمم المتحدة في جنيف يوم الجمعة 29 تموز يوليو 1988 و أصدر تقريره الشهير المرقم بتاريخ 23 كانون الثاني يناير 1990 و فيه معلومات هائلة عن الاعدامات التي تجري خارج نطاق المحاكمات الاصولية و فيه معلومات مهمة عن العراق و ادانة لنظام صدام و كان 

صورة تقرير المستر واكو عن الاعدامات التعسفية في الدول التي تنتك حقوق الانسان و على رأسها العراق ايام المجرم صدام

الشهيد على اتصال مستمر به باعتباره متواجدا في جنيف خلال كل الاوقات و يعمل بجد و اخلاص و لكنه آثر ان اكون بمعيته و لذلك اتصل بي هاتفيا يوم الخميس 28 تموز على عجل و طلب مني الحضور و بمعيتي الوثائق و الصور العديدة عن الاعدامات السريعة و السرية التي ينفذها النظام الصدامي ضد معارضيعه و ابناء الشعب العراقي

المخابرات الصدامية و برزان

كان المجرم صدام المدلل الوحيد من بين الوفود الدبلوماسية الذي يحمل المسدس (!) داخل قصر الأمم المتحدة و كانت كل الوفود الخاصة الرسمية الدولية تشتكي من منظمات المعارضة لتلك الدول من ان أعضاء هذه المنظمات تتعرض بالكلام و التجريح لآعضاء تلك الوفود ، الا نحن ، انا و الشهيد العضاض الذين كنا نحن الذين نشتكي من ملاحقات المجرم برزان التكريتي و عصابته و يحار المراقبون في الامم المتحدة من أمرنا بخلاف ما كان عليه اعضاء المنظمات الاخرى ! و كان الوفد الصدامي يختلق اعذار عدة من اجل طردنا من القصر الأممي مرة يشي بنا بادعاء أننا نحمل جوازات ايرانية و عند تبديل المراقبين الدوري يقوم باخبار هم باننا نحمل مخدرات في حقائبنا و نتعرض للتفتيش الذي يظهر كذبهم ، و هذا ما كان يقوي من عزيمتنا و نحس اننا عب ء ثقيل على الوفد الصدامي بل و كابوس مرعب و لا يخفى التهديد الذي جاء على لسان المجرم برزان التكريتي الذي هددني بالقتل و انه سوف يشق فمي ( كذا ) و الذي نشرته صحيفة اوبزيرفر البريطانـــــية The Observer ، الواسعة الانتشار ، بعددها المؤرخ في 26 تموز 1992 ص 13 تحت عنوان الوحش الذي يملك بلايين الدولارات و الذي يساند صدام ( و تقصد الكاتبة البريطانية جولي فلنت Juli Flint المجرم برزان).

صورة صحيفة الابزيرفر البريطانية التي ذكرت تهديد المجرم برزان التكريتي لنا بالقتل

مساعدة اللاجئين

كان الشهيد العضاض غيورا على اللاجئين العراقيين في مختلف أنحاء العالم و كم من مرة تبنى قضاياهم في المفوضية السامية لغوث اللاجئين في الامم المتحدة UNHCR و كان يهرع عندما اتصل به لتوقيف ترحيل عائلة او اطلاق سرح عراقي معتقل رفض لجوؤه و كم كنا نذهب سوية الى مكاتب المفوضية في جنيف من اجل حل مشاكلهم و منحهم حق اللجوء السياسي و الانساني و كم من مرة اجتمعنا مع المستر ميركيل باك و محمد بوكري و ارناؤوط و المستر بريم Prim مسؤول جميع المكاتب التابعة لغوث اللاجئين الذي اجتمعنا معه يوم 16 آب 1988 و المستر مارتينسين Martinson مسؤول الاغاثة يوم 18 آب 1988 كمثال لا على الحصر وغيرهم. و هناك عوائل عديدة اسكنت في معسكرات اللجوء المختلفة تبنينا سوية قضاياهم و تمتعوا بحياة كريمة و يعرف بعضهم مواقفنا و بعض لا يعرف ذلك و ما كنا نبغي من وراء ذلك الا وجه الله الكريم.

الصليب الأحمر الدولي

اما مسألة الأسرى العراقيين فلها حديث طويل و ساعدنا انا و الشهيد العضاض أسرا كثيرة منهم من معرفة مصيرهم بواسطة الصليب الاحمر الدولي خلال متابعاتنا الشخصية المستمرة الى حد اقامة علاقات شبه شخصية مع كثير من المسؤولين الى حد ان رئيس الصليب الأحمر الدولي و هو شخصية كبيردة دولية طلب توسطنا لدى الدكتور علي ولايتي وزير خارجية ايران السابق ، وقتها ، في السماح لوفد الصليب الأحمر الدولي ICRC بزيارة الأسرى العراقيين المتوزعين في مخيمات ايران في مختلف المناطق ، و طبعا ، فقد قابلنا الوزير الايراني اكثر من مرة و منها يوم 30 مارس 1988 و 11 ديسمبر كانون الاول 1989 و في 30 مارس 1988 و كنا نستغل هذا الموقف من أجل مساعدة كثير من الأسرى و عوائلهم و ايصال رسائل و اشياء لهم و منهم و ارجاع اجوبة للجانبين في وقت اشتدت فيه الازمة بين ايران و الصليب الاحمر لدرجة القطيعة و لعب مكتب الأسرى التابع لشهيد المحراب السيد الحكيم في طهران أدورا كبيرة في معرفة مصير كثير من الاسرى الذين لا يعرف ذووهم عنهم شيئا. كما كانت لنا علاقات مع السيدة ايزابيلا شيرر و مستر فيفيرلي و غيرهم من مسؤولي شؤوون ايران و العراق.

المظاهرات و الاعتصامات في باريس و جنيف

كان هو المحرك و الدافع و المنظم لكثير من النشاطات الجماهيرية و الاعلامية الشعبية العراقية و الاجتماعات و تقديم المذكرات و تشكيل الوفود لطرح مظلومية الشعب العراقي في كل من باريس و جنيف ، و اتذكر اني تشرفت بالحضور ، باصرار منه ، في مظاهرة امام مبنى الأمم المتحدة في الذكرى الأولى لفاجعة حلبجة الدامية ، و الاعتصامات الذي كان يقيمها باعتباره رئيس الجمعية الاسلامية العراقية في فرنسا قبل انتقاله الى جنيف و لا زلت احتفظ بصور تلك المظاهرات التي كان يلقنني قبل ابتدائها ببعض الشعارات باللغة الفرنسية و شارك السيد عبد العزيز الحكيم في احدى هذه المظاهرات عندما كان يأتي عدة مرات الى جنيف للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة رئيسا للوفد العراقي المعارض ، جالبا معه مئات الكيلوغرامات من الوثائق و الصور المطبوعة للشهداء و السطور التي تعرف بقضية انتهاكات حقوق الانسان في العراق ، باللغة العربية و الانكليزية ، من إصدار المركز الوثائقي لحقوق الانسان في العراق الذي كان يشرف عليه. و كنت اقوم بترجمة مقابلاته مع سفراء العالم المعتمدين لدى المقر الاوربي ،بعد ان يقوم الشهيد العضاض بترتيب مواعيد اللقاءات و التعريف بشخصية رئيس الوفد و أعضائه. و كذلك كان محور اجتماعات العراقيين في سويسرا و اتذكر منها على سبي المثال لا الحصرى حضرت اجتماعهم في مدينة لوزان يوم 28 آذار 1989 من اجل تنسيق الاعمال و النشاطات لفضح النظام الصدامي المجرم في الاوساط الاوربية.

صورة المظاهرة

دي كويلار

لقد كانت مقابلة وفد المعارضة العراقية برئاسة شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم للأمين العام للأمم المتحدة المستر خافير بيريز دي كويلار في 27 آب 1991 ( و هو خامس أمين عام للأمم المتحدة من بيرو ) حدثا تاريخيا اخترق خبره الإعلام العالمي ، كونه اول حدث على المستوى الدولي ، اطار عقل نظام صدام الذي قام بحركات سياسية فاشلة اظهرت مدى قدرة المعارضة العراقية وقتها من الوصول الى درجات متقدمة من العمل ، و ضم الوفد الشهيد عز الدين سليم و الدكتور حسين الشهرستاني و الشيخ ابراهيم حمودي و السيد محمد الحيدري و ابو بلال الأديب ، و شرفني اني كنت مع هذا الوفد التاريخي في مؤتمرات لاحقة صحفية و سياسية عامة ، و خاصة مع سفراء و مستشارين اعد لها الشهيد العضاض إعدادا متميزا ، بعد ان فتحت الحكومة السويسرية للشهيد صالة الشرف الخاصة بالرؤساء الذين يؤمون جنيف لحضور اجتماعات الأمم المتحدة او مؤتمرات القمة المشهورة.

إصداراته

* صورة كتابه إنتهاك حقوق الإنسان في العراق باللغة الفرنسية

VIOLATION DES DROIT DE L’HOMME EN IRAQ

FAMILLE AL – HAKIM Deja 17 victimes

* صورة كتابه بالفرنسية : عائلة الحكيم : 17 ضحية : بالاشتراك مع الاتحاد الدولي لحقوق الانسان و مقره فرنسا و الذي هو عضو فيه.

الأهوار

قمت معه في اكثر من زيارة للأهوار جنوب العراق حيث قام الجيش العراقي الصدامي الفاسد بقصف السكان الآمنين من المدنيين و أوقع القتل و الدمار و الآهات و حرق البيوت و المزارع وسمم السمك و قطع المياه و سد الانهار و الترع و أحال الخضرة و البحيرات الى صحاري قاحلة و ماتت الحيوانات الاليفة التي كانت تدر الخير لأهلها و نقلنا تلك المأساة الى عيون الرأي العام العالمي و صورنا القصف الحي و تعرضنا الى اكثر من خطر نجانا الله منه بفضله

و نقلت شبكات التلفزيون العالمية تلك الصور عدة مرات منها شبكة البي بي سي و كم عانينا من تلك السفرة من الخطر و البعوض و انعدام الماء الصحي حتى كنت اتقيأ عدة مرات و الحالة الحرجة الأصعب عندما تهنا في المسالك المائية المتشابهة تماما في الخضرة و القصب العالي و خشينا ان نقع بيد المجرمين العسكريين الصداميين الذين اوعدهم المجرم صدام بان يمنح كل واحد منهم مبلغ 10000 دينار عراقي لمن يجلب رأس معارض من الاهوار و كان الاعلام الصدامي يفتخر بأخس عمل لا انساني مخجل تندى له البشرية هو عرضه جنودا عراقيين يحملون رأسا لعراقي ضحية مقطوعا عن جسده ، وربما هو بريء ( بالتأكيد بريء) لا علاقة له بالمقاومة المسلحة و اتخذ منه أولئك من أشباه الرجال وسيلة للحصول على المال الحرام ان الصورة التي التقطت لي معه في تلك الاماكن الحساسة و في تلك الظروف الصعبة تحيل أوقاتي شقاء و ألما و تهيج في نفسي تعاسة و وضعا نفسيا ضاغطا و أسفا لفقدان علي صاحب النكتة التي يعيدها و يكررها عشرات المرات و بطلب مني و مع ذلك تبقى لها تلك النكهة المحببة تخفف جو القصف الحقيقي الواقعي الذي تعرضنا له و صورناه بحمد الله حيا و نحن لا نبعد عنه الا امتارا قليلة و يمكن ان تحيلنا إحدى القذائف. الى أشلاء مبعثرة و ربما لا يصدق القاريء الكريم اني اعلنت في وسائل الاعلام الاجنبية باني كنت احمل في جيبي كبسولة الزرنيخ لأتناولها في أول لحظة من احتمال اعتقالي لأتخلص من التعذيب الذي لا محالة اني ذائقه ، والموت البطيء الذي بالتأكيد ان مصيري اليه 

مسجد جنيف يوم الجمعة 1/5/1988

مسجد جنيف ليس موقعا عاديا للمسلمين فهو مكان لتجمع و صلاة و لإفطار ممثلي الدول الإسلامية الكثيرة و سفراء العالم العربي و غيرهم و لذلك فقد كانت لنا انا و الشهيد خطوة جريئة باستغلال هذا المكان المهم لعرض مظلومية الشعب العراقي و جاءت مأساة حلبجة بعد وصول أول الصور الملونة من المركز الوثائقي لحقوق الانسان ، التي تحكي عن قتل الطيارين العراقيين أطفالها و نسائها بالغازات الكيمياوية و أقمنا أنا و العضاض معرضا متجولا في المركز الاسلامي الذي يمنع كل نشاط سياسي و اعلامي فيه ، و ذلك بعد اسابيع قليلة جدا من فاجعة حلبجة في مارس 1988 و لكن هول الفاجعة أسكت الجميع و فزنا باكبر نصر اعلامي على النظام الصدامي المتخلف.. بعدها وصل الشيخ علي الشيخ عبد العزيز الى جنيف الذي كان من ضحايا حلبجة و رائحة الكيمياوي تفوح من ملابسه مبعوثا من المركز الوثائقي لحقوق الانسان في العراق و كان شاهدا حيا على جرائم حزب البعث الفاشي ضد ابناء الشعب... واجريت له المقابلات العديدة من قبل المنظمات الدولية و جمعيات حقوق الانسان العالمية و من قبل شخصيات هامة ذات قرار في لجنة حقوق الانسان و غير ذلك ... فأخزى الله نظام صدام و عراه على حقيقتة عدوا للإنسانية المعذبة في العراق...

البرلمان الأوربي

صورة هوية البرلمان الاوربي

و لاانسى الجولات العديدة التي قمنا بها الى داخل مقر البرلمان الاوربي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية للفترة من 14-16 مايس 1990 بمساعدة احد النواب البريطانيين و هو المستر روجر ستوت Roger Stott و النائبين الاوربيين تيري وين Terry Wynn والمستر ستان نيونز Stan Newens و قام بجهود جبارة حيث كتب لنا بيده الشكوى ضد العراق و ارسلناها للطباعة في لندن وعادت لنا بالفاكس ، و قدمنا للنائب الأوربي الآخر المستر ك. كوتس K. Coats و توج العمل بصدور قرار البرلمان الأوربي المشهور ضد النظام الصدامي الذي يدين فيه ممارسته ضد إضطهاد الأطفال و تعذيبهم في العراق 

المؤتمرات 

حضرنا معا مؤتمرات عديدة منها على سبيل المثال مؤتمر المحامين العرب الذي انعقد في فندق الشام في دمشق بتاريخ 21 حزيران 1989 و حضره اكثر من 180 محاميا عراقيا و القى الشهيد العضاض كلمة اوضح فيها جرائم النظام العراقي فاهتز الوفد العراقي الذي لم يسمع بمثل ذلك حيث انهم تحت الحجر الاعلامي الصدامي الفاشي فلا تلفزيون يرون الا القنوات العراقية البعثية و لا سفر حر الا بارشاد المخابرات العراقية و لم يستطع البعثيون مس الشهيد العضاض بشيء لانه كان يحمل هوية دولية من منطمة العاملين بالصحة و حقوق الانسان التي تتمتع بصفة الاستشارية في الامم المتحدة و من الطريف ان الحكومة السورية قد منحتني هوية الدخول باسم صهيب حكيم و حضرت بصفة مراقب و ذلك تحاشيا من الحكومة السورية لاعتراض الوفد العراقي حيث اشترطت الحكومة العراقية على الحكومة السورية عدم التدخل في الامور السياسية و الا فهي سوف تسحب وفدها و بالتضامن مع وفود عربية اخرى تخشى هي من السياسة ، و كلها تنتهك حقوق شعوبها و حسب المثل العراقي الحكيم ( حك لي و احك لك ) كما طلبت مني المنظمة الدولية التي انتمي اليها آنفا المساعدة في معرفة مصير بعض المعتقلين من الأطباء في سوريا و قد نجاني الله تعالى من مأزق كدت أقع فيه لولا مساعدة الصديق ( بيان جبر ) باقر الزبيدي …………………………………………………

و قد حضر من الوفد العراقي المحامون : منعم الصائغ ، و محمد السباك ، و ملحان مكوطر ، و محامي من بيت المحنة اتذكر ملامح وجهه عندما كنت في النجف الاشرف و لا اتذكر اسمه الآن و قد تحاشيت الكلام معهم خوفا على حياتهم ، فبالتأكيد انهم سيصبحون في خطر عند رجوعهم للعراق اذا وصل همس انهم قابلوا فلانا من المعارضة العراقية.

لقد اصبحت الحكومة السورية في موقف لا تحسد عليه بعد ان التزمت امام الدول العربية بان لا احد من المؤتمرين يهاجم نظاما عربيا آخر ، و لكن السوريين كانوا فرحين من موقف العضاض و كلمته التي القاها بالنيابة عن المنظمة الدولية و ربما اجابوا انه مراقب من الامم المتحدة و ليس هو محامي عربي ، اما اسمي فهو ليس الاسم الدال علي ، و كنا في منتصف الليل نوزع النشرات على غرف الاعضاء وندسها من تحت غرف النوم ليصبحوا فيجدوا ما يسرهم او يحزننهم ... !

صورة هويتي

الصحف الأجنبية

صورة صحيفة اللوموند

كانت لنا اتصالات مستمرة مع اكثر الصحف الاجنبية و كسبنا ثقة محرريها و الصحفيين العاملين فيها لسبب بسيط هو تقديمنا لهم وقائع و الحوادث دون تهويل او تزوير

صورة اللوموند

المنظمات الدولية

الأسقف زيا بوبو دوباتو

قابلنا مع المرحوم الأسقف صحيفة كريستيان ساينس مونيتور يوم 25 آب 1988 و الممثليات الدائمة لدول المانيا الغربية ( وقتها) و إيطاليا و بريطانيا و مجلس الكنائس العالمي يوم 26/ آب/ 1988 

العلاقات الشخصية

و استخدامها من اجل الحق العراقي المضيع

و كنا نجتمع في جنيف مع الاستاذ أديب الجادر رئيس المنظمة العربية لحقوق الانسان ( 6 آب 1987) و مع الرئيس الجزائري السابق أحمد بن بلة حيث زرناه في لوزان مع السيد عبد العزيز الحكيم و السيد عادل عبد المهدي و السيد صدر الدين القبانجي و الشهيد علي العضاض ، من اجل دفعه للعمل ضد النظام العراقي كما كانت لنا اجتماعات مشتركة مع الشهيد من جهة ومع الدكتور سعيد رمضان و الدكتور عبد المجيد تراب زمزمي و عمر ابراهيم الترابي و عباس كوكل من جهة اخرى.

الصفات الشخصية

العضاض خبير دولي باعتراف زملائه في العمل...

مثابر

مخلص للعراق الى درجة لا توصف

متدين

ملتزم بأهدافه 

لا يساوم و يقاوم

شديد في التعامل مع الشأن العراقي

يكره البعثيين اكثر من كراهته للفقر و الموت

هل العراق بائس ...

هل كتب عليه ان يحرم من المبدعين الاحياء الذي سرعان ما ينقض عليهم المجرمون ليمسحوهم من موقع الريادة و التأثير ؟

لماذا قد قتل الإمام علي (ع) في العراق وهو رائد الأصلاح بين الناس و قتل أبناؤه الحسين و الكاظميين و العسكريين ، و قتل بعد ذلك الصدر الأول و الثاني و العلماء و المفكرون من آل الحكيم و الأساتذة من آل بحر العلوم و الكتاب من آل الخرسان و أصحاب القلم و صناع الكلمة و الحرف..؟ 

كان علي استراتيجي التوجه و التفكير و كم كنت اقترح عليه ان يدون افكاره ليستفيد منها الناس لقد انتخبته الأمم المتحدة خبيرا دوليا في مجال حقوق الإنسان و هو الشخصية العراقية الوحيدة التي شاركت في صنع القرار التاريخي رقم 688 الصادر من مجلس الأمن الذي يدين انتهاكات حقوق الانسان و يربط تلك الانتهاكات بالسلام العالمي 

و اتذكر عندما استدعته الممثلية الفرنسية في الامم المتحدة في نيويورك ، و ذهبت بصحبته ، و على اعلى درجات السرية ، خوفا من تحركات النظام الصدامي المجرم المضادة ، الذي كانت كل الدول العربية ( عدا سوريا) تشد من أزره و تؤيد إجرامه بل و تمده بأسباب الديمومة ، بالمال ، و الانتلجيسيا ، اقول ليشارك بصياغة القرار ، من الناحية القانونية ، و الاستراتيجية بما يجعله مقبولا للدول الأعضاء ، باعتباره ضليعا بمفاهيم صب و صياغة القرارات و جاء ذلك نتيجة مناقشاته في اجتماعات الامم المتحدة مع مختلف الاختصاصيين و المستشارين العالميين.

لماذا فرط العراق بمثل تلك الشخصية الهامة ؟

كان يعيش الكفاف ، بل أقل منه.

و كم من مرة ، احتاج الى قليل من المال ليصلح شأنه ، و لكنه لم ينله و كنت مطلعا على كثير من اموره الصعبة في حين.

كان بإمكان غيره ان يستغل وضعه من اجل تحسين وضعه المعاشي.

هل من الصحيح ان يستشهد العضاض و هو مديون.

و ليس عيبا ان اذكر هذا فقد استشهد كثير من القادة العظام و في رقبتهم حق للآخرين لم يستطيعوا الوفاء به...  و عار على من حاربه و ضيق عليه سبل العيش الحلال و ربما هو يعيش الآن عذاب الضمير الذي حسب ما أظن لا ينتهي بصاحبه الى النسيان... ألا يخجل من الوطن من حاربك...

ألا يستحي مني أنا الذي أعرفه ؟ و يعرف اني أعرفه

كيف سينام الليل و يغفو على وسادة و انت تتوسد رمل الوادي المقدس

بالتأكيد ان رمل النجف الأشرف اطهر من الفراش الوثير الذي ينام عليه عدوك

......... انت حكيت لي يا أبا حسين يوم جئتني الى النجف الأشرف قبل 3 أشهر و العراق و آلامه تملأ فمك و عيونك و قلت لي ان مصيبتك تهون أمام مصائب العراق الماضية يوم نسيت آلاف من عوائل الشهداء

و اليوم حيث يذبح الإنسان ذبح الخراف المحرم !! وهو ممن لم يقم بمعشار ما قام به من اعمال يسجلها له التاريخ بأحرف من نور لقد تبوأ بعض الجاهلين و كثير من الوصوليين سدة الحكم و خير ما وصفهم به احد العارفين ان هؤلاء جاءوا بـ ( اليانصيب)

و بعض من كان يرتجف اذا عرف ان احدا توصل الى اسمه الحقيقي ... فتقنعوا بالاسم الكريه : ابو ... يقف امام الكاميرات ، اليوم ، من كان يخاف من ذكر إسم الاعتصام المستمر في لندن فضلا عن المشاركة فيه و لو ليوم واحد ، و اذا كان عذر احدهم بالإنشغال اليومي فقد استمرت تلك الفعالية الشريفة ( التي أصر الشهيد العضاض أكثر من مرة على الاشتراك فيها بالرغم من بعده الجغرافي )

توجد صورة له بالاعتصام ...............

نعيش هذه الايام الذكرى الثالثة لأنتهاء أطول إعتصام في تاريخ العراق و العرب و الأسلام..... و الذي دام 7 سنوات عجاف متواصلة...

ألا و هو الإعتصــــام المســـــتمر في ساحة الطرف الأغر في لندن....

و الذي استمر لمدة 333 إسبوعا متواصلا......

و من أغرب القضايا انه انتهى يوم 9 نيسان عام 2003 ، و لو جمع الرقم اعلاه فانه يساوي 9 يوم سقوط النظام الصدامي المجرم

3+3+3

اترحم على ارواح المرحومين :

الاستاذ صالح دكلة

و الاستاذ حسن شاكر القيم

و السيدة رجاء الزنبوري

و الأستاذ ابراهيم احمد

و الحاج درويش الفيلي

و حسن عزيز الصفار

و السيدة دلال المفتي 

و الدكتور تحسين معلة

و الصديق الحاج عدنان عليان

المعتصمين الذين غادرونا و في حلقهم غصة و كان بودهم مشاهدة المجرم صدام و هو في قفص الأتهام

كما احيي كل المشاركات و المشاركين و المساندين لذلك العمل السياسي الجبار الفريد من نوعه في سجل الخالدين و انحني بإجلال للمرأة العراقية التي وقفت في البرد و الثلج و الأعاصير تساند اخاها الرجل في الاستمرار و الصمود..... المدهش و خاصة في أشهر رمضان المبارك و على القاريء الكريم ان يتصور كيف آن لهن تناول الإفطار و هن يمسكن بالمظلة بيد و الإناء بيد أخرى....

و اشكر اكثر اعضاء الهيئة الادارية للاعتصام و كل من تطوع بطبع صور انتهاكات حقوق الانسان في العراق الجريح و عرضها ذلك العرض الهاديء الحضاري على اعين 30 مليون سائح يمر سنويا في قلب لندن

كما علي ان اشيد بمواقف الاصدقاء الذين وقعوا على اطول عريضة من القماش بلغ طولها عشرات الامتار و صعدت ارقام موقعيها الى اكثر من مليون توقيع ينتسبون الى جميع دول العالم بلا إستثناء....

و لا انسى الصحف العراقية و العربية التي ما فتأت تنشر نشاطات لجنة الإعتصام الأخرى السياسية و الاعلامية ، و وفودها الى البر لمان البريطاني و الأمم المتحدة و العفو الدولية و منظمة مراقبة حقوق الإنسان و 10 داوننغ ستريت و الجامعة العربية و السفارات الغربية المختلفة و غيرها من المؤسسات الدولية المختلفة لتبليغ مطاليب الشعب العراقي المضطهد كما اصافح بحرارة وفود العراقيين التي كانت تؤم العاصمة البريطانية فتأبى الا ان تشارك في تلك المظاهرة المتميزة ، و التي اصبحت كما وصفها احد الصحفيين الغربيين من معالم العاصمة البريطانية ، و مكانا لإلتقاء السياسيين و المفكرين ، كأمثلة لا على الحصر 

كالسيد عبد العزيز الحكيم من ايران

و السيد مصطفى القزويني و الشيخ فاضل السهلاني من امريكا

و السادة حميد مجيد موسى البياتي و عزت الشابندر و الشيخ جمال الوكيل من سوريا

و السيدة صفية السهيل من لبنان

و السيد صالح الحكيم من الدانمارك

و السيد شكري صالح زكي من الامارات العربية

و الاستاذ محمد سعيد الطريحي من هولندا

و الأستاذ رياض الدباس من النمسا

و الأستاذ علي العضاض من سويسرا

و غيرهم و غيرهم

و ارجو ان يعذرني المشاركون الآخرون الذين لا يتسع المجال لذكرهم ، فهم كثر، كثر الله من امثالهم و علي ان لا انسى سماحة السيد محمد بحر العلوم الذي كان يكرم الاعتصام سنويا باقامة حفل عام تلقى فيه القصائد و الكلمات لتحشيد العراقيين و العراقيات و الاشادة بهذه الفعالية الحضارية الفريدة وإقامة المأدبة الكريمة ثم يقدم سماحة السيد درع الإعتصام المستمر لأحد المشاركين أو المشاركات تكريما و تثمينا مما كان له اكبر الاثر في استمراره و دعمه .....

و يتذكر السياسيون العراقيون الحاليون تأثير ذلك الإعتصام على العمل المعارض العام و إعطائه زخما متواصلا مستمرا 

و اخص بالذكر هنا الكثير من الإخوة الذين لم يفارقونا الا في السفر و لا انسى كذلك الأخ طعمة السعدي و عائلته الكريمة التي اخذت على عاتقها تقديم ما يحتاجه المعتصمون البواسل من المرطبات و الاطعمة المختلفة و لا تزال ذكرى الأنسة كارين دوبروسكا عالقة في الاذهان و التي لم تفارق الاعتصام المستمر ابدا بالرغم من كل الظروف الطبيعية الصعبة

لقد خســـر كثير ممن يسمون بـ المتصدين السياسيين الذين ظهروا بعد سقوط النظام على شاشات التلفزيونات ، حيث فاتهم شرف المساهمة في هذه الفرصة التاريخية التي لم تتكرر بالرغم من ان مكان هذه الفعالية المترامية الاطراف لا تبعد عنهم سوى القليل و ان ادعوا ان لا وقت عندهم لنصرة شعبهم ، و غيرهم ، بالرغم من ان مدة الاعتصام المستمر استغرقت 7 سنوات.....

تحية و الف تحية... للذين وقفوا من اجل بلدهم و كانوا يعيشون محنته طوال السنين ، و لم يزدهم البعد عن الوطن الا اندكاكا بقضيته...

حتى راوا بأم اعينهم جرذ العوجة الوسخ ذي الرائحة النتنة .... و هو مكبل اليدين ، و في قفص الاتهام كأول رئيس عربي متهم بقتل الانسان العراقي الشريف...

د. صاحب الحكيم

لقد منح بعضهم نفسه بدون حياء ألقابا علمية في حين كان يمارس عملا شريفا باصلاح أنابيب السيارات ، و يموت العضاض و في حلقه ألمان : رصاصة غادرة من اجل العراق ، وغصة الحاجة و الفاقة ، و تسلق بعض الانتهازيين الذين برزوا على الساحة فجأة بعد ان حرموا انفسهم من شرف المشاركة في محاربة النظام الصدامي المجرم ، و لو باللسان ، فكانوا ابخل الناس و اجبنهم

نم يا علي بجنب علي عليه السلام  ودع المصائب على اهلها فالعراق سوف لا يخلو من الكوارث و الملمات منذ ان قتلوا عليا في الفجر و توضأوا بدمه ...

نم قرير العين و لا تحزن ، ذهبت ومعك زوجك الشهيدة و وليدك في بطنها الذي لم ير هذه الدنيا الدنية ، فمات في رحمها قبيل سويعات ... من خروجه لهذا العالم الوحشي و أنتم الثلاثة في طريقكم الى صالة الولادة بعد أن اخبرتك بآلام الوضع ... لأول باكوة زواجها منك و ثمرتها اليانعة من شبابها الذي حصده وحوش الأرض على شكل بني آدم....  آمل انكم جميعا في جنات الخلد عند مليك مقتدر ،

 و لكن ثق يا أبا حسين ان دمعتي لا تزال تنحدر أسفا ليس على فراقك فقط بل ، على الحرمان و عدم التقدير فهل صحيح انك كنت تسكن في غرفة ؟ نعم غرفة واحدة من مشتمل بسيط في حي فقير ؟ و الأقل منك كان يتمتع بالطائرات و الحراس و الأموال و الحراسات ؟  و ظلم ذوي القربي أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند عليك .

يعز علي ان انعاك .. و أنعى زوجك المظلومة التي ياليتني لم أرها و لم أعرفها ، و لا انسى فرحتها يوم ذهبنا سوية في النصف من رجب هذ العام لزيارة الإمام الحسين (ع). و هو يو 10 آب 2006 يوم قام المجرمون من البعثيين و التكفيرين القتلة بانفجار في مدينة النجف الأشرف ، حيث كنا هناك ، ادى الى استشهاد أكثر من 53 شهيدا ، و فقدان آخرين ، و جري أكثر من 100 آمن ... أتذكر ذلك يا علي ...

كان ذلك آخر لقاء بك...... كنت تعيش هم الناس فاصبحوا يقتاتون همك.

صديقك صاحب الحكيم هل من سبيل لمناداتي ودعوتي 22/11/2006 لندن علي كاظم علي العضاض ولد الشهيد في الناصرية عام 1952

*

أكمل الدراسة الابتدائية و المتوسطة و الثانية فيها

انتقل الى بغداد لدراسة الفيزياء في جامعة بغداد

نال شهادة الدكتوراه في جامعة جنيف سويسرا عن اطروحته : السيد محسن العاملي و السيد محسن الحكيم.

ذكي جدا و لبق 

بسيط الملبس نظيفه.

أتقن العربية و الانكليزية و الفرنسية كتابة و حديثا .

كان يمثل المجلس الاعلى في الامم المتحدة و المنظمات الدولية

عاد للعراق بعد سقوط النظام الصدامي المجرم و اصبح عضوا في الشورى المركزية في المجلس و لكن تفكيره يختلف عما كان عليه في الخارج و يمتاز على زملائه .

صحب زوجته الحامل الى مستشفى السلامة من بيته الواقع في المأمون فتصدى له مجرمون و أمطرواه بوابل من الرصاص المجرم ، فخر صريعا في الحال ،و كذلك زوجته ، و الجنين في بطنها الذي كان على وشك الخروج الى هذا العالم المرعب

صلى سماحة السيد عبد العزيز الحكيم على جثمانه

نقل الى النجف الأشرف و أجري له تشييع مهيب رسمي إشتركت فيه الهيئات الرسمية و المنظمات تسير في آخرته حوالي 100 سيارة من المشيعين و نقل التشييع في وسائل الإعلام المرئية و المسموعة

شهدت محافظة النجف الاشرف عصر أمس الأحد مراسيم تشييع مهيبة ورسمية لجثماني الشهيد المجاهد الدكتور علي العضاض وزوجته اللذان استشهدا على أيدي زمر الكفر والبعث في بغداد أمس الأول .

وقد شارك في مراسيم التشييع جمع غفير من العلماء والقادة السياسيين ومسؤولي الدولة في مقدمتهم سماحة السيد القبانجي إمام جمعة النجف الاشرف وسماحة السيد عمار الحكيم الأمين العام لمؤسسة شهيد المحراب والسيد صادق الحكيم نجل شهيد المحراب والسيد محافظ النجف الاشرف وعدد كبير من أعضاء مجلس محافظة النجف الاشرف وجمع من فضلاء الحوزة العلمية .

وقد تقدم الموكب الجنائزي كوكبة من حملة الإعلام العراقية وفرقة الموسيقى العسكرية , ثم دفن في مثواه الأخير في مقبرة وادي السلام بجوار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) .

وكان قد جرى في بغداد تشييع مهيب للشهيد الدكتور وزوجته شارك فيه سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم .

هذا وقد أقام المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في النجف الاشرف مجلس الفاتحة على روح الشهيدين في الحسينية الفاطمية الكبرى .

 

AMOS WAKO

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Jamal Ali
2018-09-14
والدي من ضمن الجرحه موجود بالصوره
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك