المقالات

بيان المجلس السياسي للأمن الوطني خيار لابد منه

1521 21:31:00 2006-11-28

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

ما شهدته مدينة الصدر مساء الخميس 23 / 11 / 2006 مسألة تفوق كثيراً حدود الوصف والتشبيه وربما كانت الاطراف التي تقف وراءها تراهن الى حد اليقين بان الذي سيجري او جرى سيكون البيان رقم واحد في موضوعة انتقال الاحتقان الطائفي الى حرب اهلية معلنة لم تسلم منها منطقة في العاصمة بغداد ولا محافظة من المحافظات ذات التنوع العرقي او المذهبي.

المشهد كان وقتذاك اكبر من ان تحتويه بيانات او استنكارات او تصريحات شجب من هذا الطرف او ذاك حيث ان اشد الحروب شراسة ليست بوسعها ان تزهق ارواح اكثر من اربعمئة وخمسين طفلاً وامرأة وشاباً وشيخاً في لحظة واحدة، وهذا ما عجزت عن تحقيقه حتى الحروب التي تلجأ الى استخدام الاسلحة المحرمة دولياً كأسلحة الدمار الشامل.

خمسمئة روح بشرية تودعها مدينة كمدينة الصدر فضلاً عن باقي الاحياء التي طالتها قذائف الهاونات وصواريخ الكاتيوشا، مسألة تبقى في حيز اللامعقول من حيث الارقام والتخطيط والتنفيذ والآليات وصولاً حتى الاهداف.. واذا كان المخططون لهذه المجزرة الرهيبة يراهنون على انها الفتيل المتفجر لاشعال حرب طائفية اهلية شاملة فربما كان ذلك الرهان يمتلك اسبابه، الا ان خسارة الرهان كانت بحاجة الى ما يشبه المعجزة، وهذا ما حصل فعلاً، فبورصة الرهان قد شهدت تراجعاً سحيقاً مع الفتوى الاولى للمرجعية الدينية العليا ومن ثم الفتاوى التي استتبعتها من قبل المراجع العظام والتي كانت جميعها تدعو بحزم الى الابتعاد الفوري عن العمل بمبدأ وقوانين ردود الافعال، ولاشك ان الفتاوى تلك قد تركت اثارها السحرية في نفوس حتى اهل الضحايا الذين امتثلوا بصدق لفتاوى مراجعهم.

الامر الثاني الاساسي المهم هو ما شهده المكتب الخاص لسماحة السيد عبد العزيز الحكيم زعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد من احتضان فوري لاعضاء المجلس السياسي للامن الوطني حيث حضر الى مكتب زعيم الائتلاف كامل اعضاء المجلس وربما كان من الاهمية بمكان ان يُكلف نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي بتلاوة بيان المجلس والذي كان صريحاً بادانته وشجبه لتلك العملية الغادرة فضلاً عن ايضاحات الهاشمي لتصريحات سابقة له كانت تشكل عنصر اعاقة للعملية السياسية.

بالتأكيد ان البيانات الاستنكارية والاجراءات الامنية التي اعقبت العملية لا تعكس باي حال من الاحوال قناعة الشارع العراقي الذي يريد حلولاً جذرية لما تشهده الساحة العراقية من تنامي رهيب للاجرام والقتل لكنها تبقى في اقل التقادير تنفيساً لاحتقانات قد تصل في لحظة ما الى درجة الانفجار الذي لا احد يستطيع التكهن بنتائجه.ربما هذه المرة تجد القوى السياسية العراقية الاساسية التي تقود العملية السياسية انها لا تملك غير خيار القبول بما توصل اليه المجلس السياسي للامن الوطني، لكن ذلك قد لا تستطيع القبول به مستقبلاً ازاء مجازر مماثلة او اكبر في حال وقوعها لاسمح الله، باعتبار ان هذه القوى محكومة الى شارع له خياراته هو الآخر والتي قد لا تنسجم دائماً مع سياسة الاحتواء والتهدئة وهو يرى الامهات يلطمن الصدور ويشققن الجيوب وينثرن الشعور على الابناء والاحفاد ليس كل يوم بل في كل لحظة ودقيقة وساعة من ذات اليوم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك