( بقلم : ابراهيم أحمد السلامي )
لم أجد معنى محدداً في اللغة العربية لأسم مشعان , وقد استنجدت بكل كتب اللغة العربية لكي أجد ولو معنى مقاربا له فلم أفلح في مسعاي هذا , ثم استنجدت بالألواح الطينية السومرية والبابلية والآشورية لعلني أجد لهذا الاسم معنى معين كان قد تداوله العراقيون القدماء لكن باءت محاولاتي الدءوبة بالفشل أيضا , أذاً نستنتج من ذلك أن هذا الاسم لم يكن عربيا ولم يستخدم مثيله أجدادنا العراقيون القدامى منذ عهد حمو رابي في بابل و لوكالزاكيزي في عقرقوف وغيرها من الحضارات العراقية السالفة, ولا تربط هذا المشعان أية صلة دم أو قرابة لا بالعراقي نبوخذ نصر ولا حتى بالفنان العراقي بهجت الجبوري ولا بغيره من العراقيين, أذاً من أين انحدر إلينا هذا المشعان ؟.
ورب سائل يسأل وما الفائدة التي ستجنيها من معرفة معنى اسم مشعان ؟ وأجيب أن هذا المشعان هو رجل طائفي وحاقد على كل ماهو عراقي ويحاول تأجيج الفتنة الطائفية بين أبناء العراق من خلال فضائيته المسماة زورا (( الزوراء)) التي تبث سمومها السوداء والصفراء وبقية ألوان الطيف الشمسي دون خجل أو حياء وهي تترنم بأغاني هجينة لم تألفها الإذن العراقية الذواقة للفن العراقي الأصيل فشككتُ بأصله وفصله لأن أمثاله وممن يتحدثون بذات طريقته ليسوا بعراقيين إطلاقا .
(( وجدتها)). ((وجدتها))... هكذا صحت مثلما صاح المغفور له (( أرخميدس )) , فقد تذكرت تلكم الدولتين اللتين حكمتا العراق بعد انهيار الدولة العباسية والمسميتان دولة ((الخروف الأبيض)) و(( الخروف الأسود)) والعياذ بالله منهما وبمن أتى معهما من الخرفان, ودولة (( آق قويلو)) التي جاءت إلينا من وراء البحار وهي تحمل الحقد الأسود على كل ما هو عراقي, وكان لبعض أمراء احد هذه الدول خادما اصطحبه معه يدعى (( مشقان)) لكن العراقيون آنذاك كانوا يدعونه (مشعان) لسهولة لفظ حرف (العين) ولثقل الاسم بقافه عندهم, وقد ضاق هذا الأمير المترف بخادمه (مشعان) لبلادته وغبائه(وثخن عقله) رغم أنه كان يلبي كل ما يأمره به سيده من طلبات وخدمات جليلة, إلا أن أميره كان أكثر بلادة منه فتصور أن اسم خادمه الغريب كان سببا ببلادته وغباءه لأن مشقان في لغتهم تعني (الحمار) , فقرر تغيير اسمه المشقاني إلى إحدى الأسماء العراقية فأشار عليه أحد العراقيين ( الكلاوجية) على أن يغّير اسم خادمه من(مشقان) إلى ( ..........) أو أن يسميه مثلما اعتدنا أن نسمي الحمار الوديع بلهجتنا العراقية(أبو صابر) وهو أحد أوصاف الحمار المحببة عندنا نحن العراقيين , وحينما أكتشف هذا الأمير الأبله أن أبا صابر هو الحمار نفسه , أضطر أن يتخلص من (مشعان) بإلحاقه بزريبة الحيوانات الأميرية وبالخصوص الحمير منها ولكن هذا المشقان كان نهيقه عاليا جدا مما دعا بعض الحمير داخل الزريبة إلى الاستجابة لنهيقه الديموغرافي الشوفيني ألانبطاحي تضامنا معه لكونهم يشتركون بذات الأهداف وذات اللغة النهيقية ثم أتفق الحمير جميعا وفي استفتاء عام فيما بينهم من أن يجعلوا السيد (مشعان) قائدا عليهم فحصل هذا القائد على نسبة مائة بالمائة في ذلك الاستفتاء الجماهيري الحميري الكبير وقد رفع هذا القائد بعد فوزه الساحق في الاستفتاء مباشرة شعار ( من لا ينهق لا يأكل) , كما قام بتوحيد جمهوريتي الحمير والبغال وتم عزف (النهيق الوطني ) في احتفال بهيج ضم كبار الحمير والبغال من ذوي الرتب العالية وعلى رأسهم قائدهم المفدى مشعان المجيد وقد أقيم هذا الاحتفال تحت شعار ( أمة حميرية واحده ذات بغال خالدة) وبذلك تم له إلحاق الفرع للأصل وتم من خلال ذلك توحيد اقتصاد الجمهوريتين وذلك بتوحيد مزارع الجت والبرسيم الخاصة بهما, فهتفت جميع الحمير والبغال نهيقها الإيديولوجي المستديم( بالروح بالدم نفديك يا مشعان) , وبناءً عليه قام القائد الضرورة المشعاني بتوزيع أوسمة البرسيم على حميره وبغاله الوفيه كل حسب استحقاقه . وبمناسبة .عيد ميلاده الميمون الذي يصادف العفلق السابع من نيسان من كل عام أعلن قائد الحمير المفدى تغيير الدستور ألبغلي المؤقت وأصدر بموجبه عملة ورقية جديدة حيث تم استبدال الدينار الذي كان متداولا بالمشعان , وان المشعان الواحد يساوي (17) دولارامزيفا وبذلك تم دعم العملة الوطنية وصار بأمكان أي حمار بهيمي أن يشتري عشرة (باقات) من البرسيم بمشعانين فقط بعد أن كان يشترى ذلك بالاف الدنانير ,كما أجرى بعض التعديلات السياسية التي تهم المواطن ( المتمزمل )و( المتبغلل ) منها استيراد العلف المحسن من جمهورية ( طليستان ) الشقيقة وعقد معاهدة صداقة وتعاون مع مملكة (حصانستان ),وأرسال بعثة علمية الى إمارة ( ضواريستان ) لتعليم الحمير الوحشية والإرهابية كيفية التآلف مع الوضع الراهن الدقيق والحساس الذي تمر به المنطقة منذ عام الفيل ولحد الآن كما أطلق سيادته اسما جديدا على جمهوريته الرشيده وأسماها ( جمهورية حمارويه البرسيمية المشعانية المتحده) وقام بتأسيس قناة فضائيه لتأجيج المشاعر الثورية والبغلية ,.كما منح حمارته(سيادته) مكرمة جديدة من مكارمه السخية إلى شعبه البغلي الأبي تمثلت بزيادة الحصة البرسيمية , فصدحت الحناجر الناهقة والناعقة بالأغاني العلفية الشاعرية أدتها الفرقة الجحشيه لتلفزيون الجحشان ننقل لكم بعضا منها.
سيدي وعونك احنه
بجالك عبرنه المحنه
من جفك أكلنه البرسيم
وانته الذي تشبّعنه
ولولاك مانركص هجع
ولأجلك تره تعفلقنه
سيدي وعونك احنه
وبعد ذلك يا سادة يا كرام اكتشفتُ أن هذا الأمير الذي ذكرناه سابقا والذي كان سيداً لمشعان, كان سلجوقيا وهؤلاء أقوام أجلاف حكموا العراق والشام بأساليب همجية ووحشية وتحت شعار( يا كاع ترابج كافوري) . وأن مشعان هو اسم متداول لديهم كثيرا ويطلقونه على كل من به بلهٌ أو غباء, وبهذا تأكد لدينا من أن مشعان ليس عراقيا , ولا هو عربيا ولا كرديا ولا تركمانيا وإنما هو من أصول سلجوقية والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه, ولا يمكن قبوله كعراقي إلا إذا استبدل اسمه باسم (أبو صابر) شريطة أن يتخلى عن بعثشوفينيته مع الاعتذار لكل الحمير القومية والإرهابية التي لا تؤمن بالمسيرة الديمقراطية في زرائب الشرق الأوسط,ولابد لي هنا من الإشادة بحمار المنفلوطي الذي غادر هذه الدنيا الفانية بعد أن أزهقت روحه جهادية السلطان العثماني عبد الحميد قبل أن يودعوه إلى المصحة النفسية في الأستانة أو كما نسميها عندنا نحن العراقيين (بالشماعية) و كما يسميها إخوتنا المصريين ( بالعباسية) بعد أن أصيب بحالة من الصرع الرّعاشي الذي لا يصيب إلا من به خَرفٌ طائفيٌ مزمن و..... و...و.. و......و........و.........و أدرك شهريار الصباح فسكت عن الكلام المباح.
https://telegram.me/buratha
