المقالات

عودة الى دعوة سماحة السيد الحكيم اللجان الشعبية قادرة على حماية أمن المواطن على وفق القانون واحترام حقوق الانسان

1764 05:02:00 2006-12-07

( بقلم : علي حسين علي )

قبل عام تقريباً عندما اشتدت العمليات الارهابية وراحت تحصد ارواح العراقيين بالمئات يومياً.. اطلق سماحة السيد عبد العزيز الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الموحد ورئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق دعوة مخلصة صادقة لتشكيل لجان شعبية في كل حي وفي كل منطقة تتولى حماية امن المواطن وتحفظ حياته.. ولو عمل بهذه المبادرة منذ وقت طرحها سماحة السيد الحكيم لكان امن المواطن افضل مما هو عليه الآن.الفكرة بسيطة وسهلة التطبيق ولكن نتائج تطبيقها عظيمة ومثمرة وفعالة ايضاً.. الفكرة تقول بأن لأهل أي منطقة اختيار من يرونه مناسباً من ابنائها لتولي حماية هذه المنطقة بما يتوفر له من معدات بسيطة واسناد شعبي كبير من لدن ابناء المنطقة ذاتها وبما للقائمين من اطلاع على مداخلها ومخارجها ومعرفة الغرباء الذين يفدون اليها ومراقبة المشبوهين حتى وان كانوا من ابنائها.. كل ذلك يحصن المنطقة ويجعل من اختراقها امراً صعباً ويعسر دخول الغرباء اليها ايضاً.

وقد يأخذ بعض ذوي الاهداف المبيتة على ان تشكيل اللجان الشعبية قد يوسع من دائرة الميليشيات او هي ميليشيات محلية، والرد على هكذا طرح هو ان اللجان الشعبية في المناطق لن يكون عملها ونشاطها الا في حدود مواجهة الارهاب وهذا امر لابد ان يتفق عليه مسبقاً من قبل جميع ابناء المنطقة اولاً، أما الامر الثاني وهو الاهم فان نشاطات اللجان الشعبية في المناطق او الاحياء لابد وان تكون متناسقة مع الاجهزة الامنية الحكومية وليس بعيداً عنها وهي – أي اللجان الشعبية – ليست بديلاً عن الاجهزة الامنية انما ظهيراً لها.من هنا تكون المزاعم القائلة بان اللجان الشعبية ما هي الا ميليشيات مسلحة فاقدة لأي مصداقية.. فهي – اللجان الشعبية – محدودة التسليح ومحددة الواجبات، ومقيدة بالقوانين وملزمة باحترام حقوق الانسان ومثل هكذا شروط وقيود لا يمكن ان تجعل منها ميليشيا او ما يشبه ذلك.

اضف الى كل ما سبق فان اهمية وجود اللجان الشعبية في المناطق والاحياء لأبد ان لا يقتصر على طرف او مكون واحد من ابناء هذا الحي او المنطقة، فالمنطقة التي تتداخل فيها المكونات ينبغي ان تتنوع لجانها الشعبية ايضاً وتضم جميع مكونات المنطقة بين صفوفها وهذا رادع اضافي يحول دون خلق ميليشيا جديدة اما المنطقة التي لا يوجد فيها الا مكوناً واحداً كأن يكون شيعياً او سنياً او غير ذلك كما في بعض مناطق بغداد فان اللجان الشعبية فيها تستحضر من هذا المكون مع التأكيد على التزام اللجان تلك بالاجهزة الامنية في المنطقة من جيش وشرطة والعمل معهما وبعلمهما ويإسنادهما.

ولعل اهم ما يمكن استخلاصه من نتائج ايجابية في حال تشكيل اللجان الشعبية هو اعطاء فرصة كبيرة للجيش والشرطة في التوجه الى حواضن الارهاب مباشرة بالهجوم عليها، وترك الدفاع عن الاحياء والمناطق الى اللجان الشعبية للقيام به لحماية المواطنين.. وبذلك تتفرغ الاجهزة الامنية للمهمة الكبرى لاجتثاث الارهاب الصدامي التكفيري، ويتاح لها باستغلال اسلحتها وافرادها لمواجهة خصم محدد ومعروف لديها مكانا ووجودا.ان الاعمال الارهابية الاخيرة التي حصلت في بغداد في الاسبوعين الماضيين تستدعي العودة الى فكرة تشكيل اللجان الشعبية التي يصعب على الارهابيين اختراقها وكذلك يصعب على الاجهزة الامنية ان تتابع كل ارهابي حين يخرج من حفرته وحتى تنفيذ مهمته.. فاللجان الشعبية كفيلة بهذه المهمة وقد اعطت تطبيقاتها في بعض محافظات اقليم الوسط والجنوب اكثر من دليل على نجاحها وصواب السير على تعميمها.

والآن وبعد ان تم الاتفاق على اطلاق يد الحكومة العراقية في تصريف الملف الامني نعتقد بـأن اللجان الشعبية ربما تكون حلا مناسبا لمحاصرة الارهاب ومنع تسلله الى مناطق معينة بتكليف ابنائها بمهمة حمايتها مع احترامنا الشديد بالحرص الذي تبديه الاجهزة الامنية وتقديرنا الكبير لتضحياتها.. فلولا ذلك الحرص والتفاني الذي ظهرت عليه، ولولا تلك التضحيات التي قدمتها، لكان امرنا اليوم غير ما هو عليه الان.. ولربما فقدنا الامل بأي صلاح للامر.

واخيرا، نعود ونؤكد بان اللجان الشعبية هي بالنتيجة حماية ذاتية يقوم بها ابناء المنطقة متطوعين بذلك بدون ان تكون اية انتهاكات للقوانين ولا تجاوزات على حقوق المواطن، بل هي حماية لهذا المواطن وتأميناً لسلامته.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
s.a
2006-12-07
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اعتقد بأن ابناء مدينة الصدر يجب ان يبادرو الى تشكيل اللجان الشعبية بأسرع وقت لحماية مدينتهم..لان ذلك سوف يساعدهم كثيرا"على القاء القبض على الارهابيين وحماية مواطنيهم ..وقبل هذا نرجو من السيد مقتدى الصدر حفظه الله ورعاه بأن يسمح لابناء مدينة الصدر بأن يبدؤون بتشكيل هذه اللجان لاننا سمعنا من اكثر من مواطن من اهالي مدينة الصدر بأن السيد مقتدى لايوافق على تشكيل اللجان الشعبية ولا يعرف السبب لهذا الرفض وهل هناك حل مشابه يمكن ان يقدمه السيد مقتدى لحماية المواطنين في مدينة الصدر ..نحن نعتقد ان وضع هذه اللجان سيكون ضمن القانون وتحت اشراف رؤساء العشائر واشراف الاجهزة الامنية في الحكومة.
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك