المقالات

ايام قلائل على انعقاده... مؤتمر القوى السياسية والقرارات الصعبة

1514 03:50:00 2006-12-12

( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )

ايام معدودة تفصلنا زمنياً عن موعد انعقاد مؤتمر القوى السياسية الذي دعا اليه السيد رئيس الوزراء نوري المالكي للمصالحة والحوار الوطني والذي ستشارك فيه العديد من الاحزاب والمنظمات المشاركة في الحكومة العراقية كما ستشارك العديد من الشخصيات السياسية المستقلة وبعض القوى الاخرى التي هي خارج تشكيل حكومة الوحدة الوطنية او خارج قبة البرلمان.

العراقيون يتطلعون الى انعقاد هذا المؤتمر في اقرب فرصة والتي حددت بيوم16/12/2006 يأملون من المؤتمرين ان يخرجوا بقرارات شجاعة لوقف نزيف الدم ووقف التدهور الامني الذي حملهم مآسي اكثر مما يحتملون والعمل على بناء جسور للاستمرار بالحوار الوطني لمعالجة الملفات المعقدة التي سيساهم حلها باعادة الامن والاستقرار للوطن وسيؤمن المشاركة الفعالة لكل الطيف العراقي دون اقصاء او تهميش لاحد سوى الزمر الضالة من التكفيريين والصداميين وممن تلوثت ايديهم بدماء ابناء الشعب العراقي، فهؤلاء هم الاعداء الحقيقيون للعراق والعراقيين ولا يمكن بأي حال من الاحوال التفاوض معهم او الالتقاء بهم، وهذا ما اكدته كل القيادات السياسية والكتل المشاركة في الحكومة الوطنية.

من المؤسف حقاً وخاصة إننا نمر بمرحلة حساسة جداً وبظروف صعبة اكثر من ذي قبل ان تعلن هيئة علماء المسلمين رفضها المشاركة في هذا المؤتمر الذي يسعى بكل قوة لحقن دماء العراقيين وابعاد شبح الفتنة الطائفية البغيضة وهي تضم العديد من رجال الدين والعلماء الذين طالما اعلنوا حرصهم على الدم العراقي وحرمة هذا الدم الغالي واكدت ذلك من خلال توقيعها على وثيقة مكة، الا ان العراقيين قد فوجئوا بهذا الرفض على لسان الشيخ محمد بشار الفيضي الناطق باسم الهيئة تحت ذريعة ان الدعوة للمشاركة لم تصلهم بعد.المراقبون السياسيون عدوا هذا الرفض هو محاولة لاجهاض المؤتمر فيما عده اخرون ان الهيئة بقرارها هذا الذي لا يخدم مصلحة العراقيين سوف يصب بخدمة الارهابيين، فبدلاً من ان تشارك في مؤتمر يسعى لوقف نزيف الدم العراقي فانها تساهم بشكل او اخر على استمرارية سفك الدماء والقتل على الهوية والتهجير القسري وبذلك ستكون هذه الهيئة مسؤولة مستقبلاً عن اية جريمة تستهدف المدنيين الابرياء خاصة وان وثيقة مكة تحمل تواقيعها والموقف الشرعي والاخلاقي والانساني يحتم عليها الوفاء بهذا التعهد (المؤمنون عند عهودهم) فأي خروج على هذا المبدأ الشرعي سيكون خروجاً على اجماع المسلمين في لم الشمل والمحافظة على الوحدة الوطنية ووحدة المسلمين ووقف التدهور الامني.

المؤتمر سوف يكتب له النجاح-ان شاء الله- وان المؤشرات المستقبلية تؤكد على ان السيد رئيس الوزراء نوري المالكي سوف يطلق من خلال هذا المؤتمر مبادرات جديدة وربما سيعلن عن تغيير وزاري كبير في حكومته خاصة وان العديد من القرارات الشجاعة الصعبة قد اتخذت لتلبية المطالبات التي طرحتها العديد من الجماعات المسلحة التي تريد الانخراط في العملية السياسية والقاء السلاح وان اغلب هذه المطاليب اصبحت في حكم المستوعبة.

ان دعم حكومة الوحدة الوطنية التي تسعى لاشراك الجميع في العملية السياسية هو الاساس الذي يجب ان تنطلق منه القوى التي ادعت وتدعي الحرص على وحدة العراق ارضاً وشعباً وانها الفرصة الذهبية والخيار الاول للم الشمل والعض على الجراح وتخطي السلبيات التي رافقت الوضع العراقي المتأزم والذي ساهمت في تصعيده العديد من القوى سواء بقصد او بدون قصد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك