المقالات

طوارئ خليجية في غير محلها

1681 03:52:00 2006-12-12

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

عودتنا القمم الخليجية انها اكثر اتزاناً وواقعية من القمم العربية على الاقل منذ قمة الخرطوم عام 1967 وحتى الآن بالرغم من ان مجلس التعاون الخليجي قد تأسس بعد قمة الخرطوم بما يقرب من الاربعة عشر عاماً وفي ظل ظروف اقليمية – عربية – دولية، ربما تفوق الظروف القائمة آنذاك حساسية وخطورة.كذلك يعتبر مجلس التعاون الخليجي المشروع العربي الذي تتوافر فيه مواصفات انعدمت في غيره، الامر الذي منحه هذه الاستمرارية المنتظمة والتقارب المفترض باعتباره يشكل وحدة جغرافية، بيئية، اجتماعية، اقتصادية، اكثر تشابهاً وتقارباً، لذلك ورغم وجود العديد من الاشكالات والمشاكل بين دوله الا انه قد ولج عوالم اخرى تعتبر ذات قيمة ستراتيجية أثر اقتحامه لسوق البورصة الدولية وتوجهه نحو بناء مؤسسة نقدية موحدة كخطوة لاحقة لخطوة بناء منظومته العسكرية التي تأهلت للدخول في دائرة الموازنات ضمن جغرافية المنطقة.

القمم الخليجية تطورت كثيراً وبالتأكيد ان التطور الذي شهدته هذه القمم جاء على خلفية الاستفادة القصوى من مجمل الاحداث والمتغيرات التي عاشتها المنطقة الخليجية والعربية والاقليمية والدولية، وبدون ادنى شك، شكلت الازمة العراقية منذ العام 1980 وحتى سقوط نظام صدام ابرز التحديات التي عاصرها وعاشها المجلس وقممه العديدة، ونعتقد ان واحدة من الف ازمة صنعها النظام في المنطقة الخليجية كانت كافية لإشعال برميل البارود الذي كان يتوسطنا جميعاً، لكن ظاهرة الابتعاد عن الازمة التي طبعت السياسة الخليجية جنبت دول المجلس العديد من تلك المنعطفات الحادة.

القمة الحالية التي تعقد في العاصمة الرياض حملت عنواناً غريباً صادماً عندما اطلق عليها "قمة الطوارئ خشية انهيار بغداد" وقبل التوجه لتصحيح هذا العنوان ينبغي لنا ان نتساءل لماذا تفترض منظومتنا الخليجية ان بغداد مقبلة على انهيار، وما هي ملامح هذا الانهيار؟

بالرغم من اننا نعتبر مثل هذا التوصيف صادماً إلا اننا لا نفترض بوجود نوايا سيئة تقف وراء صناعته، بل اننا نحتمل الخطأ في التوصيف اكثر منه ما يتعلق بالنوايا، فبغداد في هذه الظروف تعيش حالة نهوض حقيقي بعد انهيار حقيقي تعرضت له طيلة ما يقرب من ربع قرن، والا كيف يفسر الآخرون كل هذه القوة والاصرار اللتين تواجه بها بغداد كل ارهاب العالم الوافد اليها؟!.. وكذلك كيف يفسر هذا الآخر العودة المتبادلة لبغداد والعالم لبعضهما البعض بعد كل هذه القطيعة التي استغرقت كل هذا الزمن؟!.. واذا ابتعدنا اكثر في أسئلتنا.. أليس من الاصح ان تنعقد القمة الخليجية تحت عنوان "قمة الطوارئ لتعضيد بغداد" بدلاً من انهيارها؟!.

نحن لا نشكك مطلقاً بنوايا اشقائنا الخليجيين وبالتأكيد فإنهم قد استراحوا فعلاً من ذهاب نظام لم يكن يعرف شيئاً عدا انتاج الازمة، لكننا نطمئنهم ايضاً بأن بغداد ستبقى محروسة باهلها، ونأمل ان تتعافى تماماً بوقوف اشقائها معها كي تصبح بصدق عمقاً سياسياً وبشرياً وجعرافياً واقتصادياً واجتماعياً ودينياً لقريناتها الخليجيات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك