المقالات

الإرهاب..سياسة لاستعمار العراق

1687 22:14:00 2006-12-20

( بقلم : عمار العامري )

الإرهاب هذا العمل الإجرامي الذي لم يكن معروف بهذا الحجم والتطبيل الإعلامي قبل أحداث 11 استمبر عام 2001 التي شهدتها الولايات المتحدة ويعتقد البعض أن مصطلح الإرهاب ليس إلا فكرة استعمارية حالها حال الأنظمة الانتداب والوصاية والتحرير القومي بل هو امتداد للفرقة والاستعباد التي انتهجتهما الدول الاستعمارية بداية القرن الماضي من اجل السيطرة على المنطقة العربية بعد أن هيئة الشعوب وحفزتهم بأفكار ساطح ألحصري للثورة على الدولة العثمانية آنذاك وبعدها فقد نجحت لندن وباريس وروما في سياستهما هذه وتقاسموا البلاد العربية على شكل دويلات ليسهل لهم مهمة السيطرة الكاملة على جميع مقدراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولم تستطيع الصيحات الثورية للخلاص من الاستعمار الجديد كافية في اغلب البلدان العربية بل بقيت بعضها حتى الثلاثة عقود الأخيرة من القرن المنصرم خاضعة تحت السيطرة الأوربية سياسيا ورغم الاعتراف فيها أمميا بقيت حصصها أي الأخيرة في النفط مقابل حمايتها من أي خطر خارجي وفقا لمعاهدات أبرمت سلفا بين الطرفين ولكن بعد بروز خطر الحارس المدلل في المنطقة أي (صدام)على المصالح الأمريكية والبريطانية وفشله في إسقاط الحكومة الإسلامية ونظامها ألعلمائي في إيران من خلال حرب الثمان سنوات 1980- 1988 ثم خروجه عن سيطرة أسياده الأمريكان وربيبتها الصهيونية في غزوه لدولة الكويت بحجة أنها تابعة للعراق متجاهلا ذلك عندما أهدى ما مقداره 70 كم على امتداد الأراضي الأردني داخل الأراضي العراقي لملك حسين وتنازله عن 50 كم على طول الأراضي العراقية – السعودية لأل سعود ومثلها لأل صباح ناهيك عما تتمتع فيه هذه الأرضي من ثروات اقتصادية مهمة للعراق خاصة النفط وتعادل ما كان يطمح فيه عند غزوه الكويت , مع هذا التقرب والنفور من قبل صدام لأسياده طيلة فترة حكمه من عام 1979- 2003 كان يؤسس لدولة الإرهاب والدمار من خلال أجهزته القمعية والدموية والتي مارست دورها الحقيقي في أنفال حلبجة وقمع سكان الاهوار والفرات في المقابر الجماعية والإعدامات و التعذيب في قعر السجون وإنشاء الحزام الوهابي من العشائر الموالية له حول بغداد لتكن مستعدة بعد سقوط صنمه لسياسة الاستعمار الجديدة تحت أمرة الصهيونية العالمية والاستعمار الصليبي

ولكن بقيادات جديدة نأسف إن نصنفها ورغم نبذنا للتقسيم المذهبي (الشيعي – السني)فإنها قيادات شيعية منها وسنية بدأت بتطبيق سياسة الاستعمار وهي الإرهاب الذي صودر لنا من أمريكا وأفغانستان عن طريق منظمة القاعدة الإرهابية وإذنابها وبدا ذلك منذ مقتل سماحة الشهيد المجاهد السيد عبد المجيد نجل سماحة زعيم الطائفة الجعفرية الإمام الخوئي(قدس) ومحاصرة منزل المرجع الديني الإمام السيد علي السيستاني ومقتل سماحة شهيد المحراب أية الله المجاهد السيد محمد باقر الحكيم وهذه الثلاث حالات كلها قرب ضريح الإمام أمير المؤمنين علي (ع) وهذه دلالة على أشياء كثيرة وبعدها اغتيال المفكر الإسلامي الشهيد عز الدين سليم وغيرهم الكثير من العلماء والمفكرين والفلاسفة ومن ثم قطع الطريق العام الجنوب والوسط – بغداد في منطقة أللطيفية التي أصبحت مثلث موت كذلك خلق أزمات في محافظات النجف- الفلوجة- مدينة الصدر- ديالى – تلعفر – والعمارة – الديوانية وقد فشلت لأكثر من مرة في السماوة والناصرية بسبب تماسك أهلها ووقوفهم بوجه العملاء وقد راح ضحيتها المئات من الشباب نتيجة سياستهم الصبيانية والتحالفات المشبوهة خلف الكواليس في الغرف المظلمة واتت بعدها فاجعة الأربعاء في سامراء إذ هدمت قبة الإمامين العسكريين في 32- محرم الحرام عام 2006 لتكن بداية لمرحلة جديدة تبدأ بالتهجير ألقسري للعوائل التابعة لمذهب أهل البيت (ع) من جميع المناطق السنية وقطع الطريق الدولي العراق – الأردن بوجه الموالين للإمام علي (ع) وبشكل علني وغيرها من الفواجع والكوارث مثل تفجيرات الحلة- والمدائن والمسيب وكربلاء والنجف ومدينة الصدر والأحياء الشيعية في بغداد وغيرها

ناهيك عن الحملات الإعلامية المسعورة لتسقيط الشخصيات الإسلامية الشيعية أمثال سماحة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وزعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد والدكتور إبراهيم الجعفري الناطق باسم حزب الدعوة الإسلامية ورئيس الوزراء السابق والدكتور عادل عبد المهدي الخبير الاقتصادي الأول في العراق والأستاذ نوري المالكي رئيس الوزارء العراقي وسماحة الشيخ جلال الدين الصغير إمام جمعة جامع براثا والأستاذ المهندس باقر جبر (الوزير والسياسي العراقي بيان جبر) والدكتور موفق الربيعي وغيرهم وأيضا حربهم ضد الحكومة الائتلافية ونعتها بالصفوية والطائفية رغم أن خمسة عشر وزيرهم إما سنة أو متعاونين معهم ويشارك في هذه الحرب على الأكثرية العراقية والتي تتحمل الويلات والابتلاءات من اجل الحفاظ على وحدة العراق شعبا وأرضا حتى من ينتسبوا إلى الأكثرية ويدعو بولائهم لأل البيت (ع) وال البيت منهم براء أمثال ألخالصي ومدرسته ويسرون في سياستهم لتدمير العراق وإلحاق الأذى بشعبه من اجل مطامعهم الدنيئة في السيطرة على سدة الحكم ونهب مقدراته والاستيلاء مصادر القوة فيه مستمرين في قتل وتشريد المؤمنين والمخلصين من أبناءه كما فعل سيدهم الذليل (صدام) قبل ذلك وتصديهم لمنجزات الشعب العراقي والنيل منها أمثال الدستور العراقي الدائم والنظام الاتحادي (الفدرالي) الذي يوافقنه لكردستان ويعارضوا للجنوب والوسط رغم انه مطلب مهم من اجل تماسك أبناء البلد الواحد والذي يعمل به حوالي (25) نموذج اتحادي (فدرالي)في العالم والديمقراطية التي لا تفضل الدول العربية والخليجية الساندة لهم إن ينعم بها العراق بعد الديكتاتورية المقيتة وتستمر همجيتهم كلما اقترب رجالات الدولة وشخصيات العراق لنقطة تقارب وحوار جدي وحلول مرضية قد تخلص العراق من هذه الحرب التي باتت تنهش في جسده وتقطع أوصاله ولا أن يكون فريسة في أفواه ذئاب أل سعود ومؤتمراتهم الطائفية والتي يراد بها نصرت طائفة أهل السنة وتصريحاتهم وفتاويهم المؤبقة والتي تبيح الدم العراقي الشيعي وما صدر في سقيفتهم الضالة من تهاون في دم أبناء علي والحسين(عليهما السلام) ودعوتهم لتجنيد ولإرسال العصابات التكفيرية ذات الأجساد العفنة من أعراب الجنسية لقتل العراقيين التي يدعون لها من خلال أبواق مؤتمر أنقرة الذي نظمه الطائفي عدنان الدليمي والماسوني حارث الضاري واللذان يدعوان من خلاله إلى نصرت طائفة على طائفة أخرى وبالعكس شاهدنا أن حارث الضاري الذي يتباكى يوميا في أحضان أمراء أل السعود وقطر ومصر وتركيا ويدعوهم لنصرته يهرب من مكة المكرمة عشية التوقيع على وثيقة مكة التي تحرم الدم المسلم وتدعو لوحدة العراق وهذا دليل على تخوفه من أن ينكره حلفاءه البعثيين الصداميين والقاعدة التكفيريين والفضيحة الكبرى هي نهج عميل الموساد الإسرائيلي وصنيعة الصهيونية الصليبية صالح المطلك الذي لم يكن يعرفه العراقيين قبل اشتراكه في لجنة آلـ (15) ممثلي السنة في لجنة صياغة الدستور العراقي الدائم في عام 2005

وفي هذه الفترة بدأت دوامة السياسة الامركية في العراق تتغير وفقا لنظرة  خليل زلماي زادة سفير الولايات المتحدة في العراق الذي كان يرى أن أمريكا تعتمد في سياستها على القوى الشيعية في البلاد التي استخدمت سياسة السلم لكسب المعركة عكس السنة الذين واجهوا الحرب بالحرب وقد خابت مساعيهم وأيضا لا توجد قيادات سياسية سنية على الساحة ولما كان يحمله زادة من كراهية اتجاه الوطن والدين والمذهب وقد يقلقه الوضع العام في العراق فقد انتهج منهج جديد فكانت لعبة سنية – خليلزاديه في ليالي مظلمة وبدا في تنحية محسن عبد الحميد وجماعته عن رئاسة الحزب الإسلامي لتظهر وجوه جديدة بأربعة محاور الأول يمثل طارق الهاشمي وإياد السامرائي وظافر العاني(الذي كان يمثل حماقة صدام القمعية في الدوحة) والثاني وبعد طرد عدنان الدليمي من رئاسة الوقف السني أسسوا له ما يسمى بمؤتمر أهل العراق والثالث يصبح خلف العليان(الناقم على مذهب أهل البيت(ع)) رئيس للحوار أما المحور الرابع فكان نصيب المطلك وجماعته وفيما خرج السارق لأموال البلاد مشعان الجبوري خالي اليدين سوى تفاهاته في قناته البائسة الزوراء التي يديرها ولده الطائش (يزن)فبهذه اللعبة يظهر لنا فريق سياسي متكامل يديره خليل زاده يمثل السنة وهم (الهاشمي السامرائي العاني الديلمي العليان المطلك) ويبقى مفتيهم الضاري وولده مثنى خارج حلبة السياسة لنشاهد الدمار اليومي والخراب والاقتتال والفتن التي عصفت بالبلاد يدار من قبل عصابات ومليشيات هذه الزمر والتي جارت على أبناء العراق تحت تسمية الميلشيات تشويها لبطولات ومواقف منظمة بدر(فليق بدر الظافرة وألوية حزب الدعوة الإسلامية)التي قاومت النظام ألبعثي ألصدامي أبان حكمه علي العراق إيهاما بان من يقوم بهذه الإعمال الإجرامية والإرهابية هي الميلشيات الشيعية

ولكن الله يفضح كل خوان حقير يتاجر بدماء الأبرياء وستر حرائر العراق وخيانتهم للحكومة التي هم بضعة منها من خلال نعتهم لها بالصفوية والطائفية التي وتأجيجهم لما يطلقون عليها بالحرب الأهلية إرباكا للوضع الأمني كذلك انسحاب بعض عناصر هذه العصبة مثل المطلك وللأسف إن موقف التيار الصدري وانسحابه بحجة لقاء الأستاذ المالكي مع بوش ومطلبهم الأخير وهو إغلاق سفارتي أمريكا وبريطانيا من العراق والذي يخالف الواقع وهذا يسبب بؤرة شك في سياسة هذا الخط ليساند أمام العالم فكرة الثالوث(سني- سني- شيعي) ضد الحكومة الوطنية برئاسة الائتلاف العراقي الموحد لتصبح هذه العصبة خنجر في صميم الدين والوطن ومرجعيته المتمثلة بسماحة أية الله العظمى السيد علي السيستاني(دام ظله)وموقفها الداعي لنبث العنف والفرقة والإرهاب ودليل على وضوح الحق وزهق الباطل ومعرفة المواقف الايجابية والسلبية التي تمد بصلة مباشرة إلى مستقبل العراق وتميز الإرهاب من(المقاومة) التي يدعونها فمؤتمر القوى والأحزاب السياسية العراقية الذي يأتي ضمن برامج مبادرة المصالحة الوطنية التي أطلقها دولة رئيس الوزراء قد شُخصت فيه قوى الخير من قوى الشر فالخير هو الداعم للعملية السياسية وحكومة الوحدة الوطنية والأمن والأمان والاستقرار للعراق والشر الرافض لهذا كله والمساند للإرهاب باعتباره سياسة جديدة لاستعمار العراق من جديد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك