المقالات

توصيات مؤتمر القوى السياسية والقراءات المغلوطة

1415 00:32:00 2006-12-24

( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )

القراءات السياسية والاعلامية التي تلت انعقاد مؤتمر القوى السياسية منتصف الشهر الحالي في العاصمة بغداد بعد الاعلان عن التوصيات التي تمخضت عن هذا المؤتمر والتي تؤسس للمصالحة الوطنية جاء البعض منها مشوشاً او مغلوطاً عندما ذهب هذا البعض على ان هذه التوصيات هي بمثابة تنازلات للطرف الاخر دون الالتفات للمصلحة الوطنية العليا. والانكى والامر ان تسأل بعض وسائلنا الاعلامية ضيوفها هذا السؤال المغالط (ما الذي تغير؟).

هذا التساؤل اجاب عليه اكثر من طرف فاعل في المكونات والكتل التي شاركت بأنها-التوصيات- جاءت تلبية للمصلحة الوطنية العليا وتحقيقاً لمبدأ المشاركة الفعالة لكل الطيف العراقي في البناء الجديد والترفع فوق الاصطفاف الطائفي والعنصري الذي اراد له البعض ان يحكم به العملية السياسية الجارية وصولاً لتحقيق الاهداف الكبيرة للشعب العراقي في الامن والاستقرار ودفع عجلة النهوض والتطور الى امام.

من المعلوم ان الضعفاء هم الذين لا يملكون العزيمة والاصرار ولا يملكون قاعدة جماهيرية عريضة وواسعة لذلك فهم لكي يصلوا الى ما يريدون لابد ان يقدموا تنازلات وهذا ما لا ينطبق على المشاركين من الكتل والاحزاب في العملية السياسية ولما استطاعت هذه الاحزاب من استقطاب اكثر من اثني عشر مليون عراقي ليخوضوا الانتخابات في 15/12/2005 ولما تحققت اهداف الثورات البنفسجية الثلاث وفي عام واحد فقط اذ لم تحصل مثل هذه الممارسة الديمقراطية في اكثر دول العالم تطوراً.

ان مقولة العراق للعراقيين تعني قبل كل شيء ان هذا التغيير الشامل هو لم يحصل لمصلحة فئة دون اخرى او لكتلة دون سواها او لمكون دون غيره، فالعراق بأرضه وثرواته ومياهه هو ملك العراقيين فهم شركاء في هذا الوطن ومن حقهم ان يمارسوا العمل السياسي والحكومي والبرلماني باستثناء المجرمين الذين تلطخت ايديهم بدماء العراقيين من الصداميين والتكفيريين وهذا المبدأ او الثابت قد أعلنته كل الاطراف والمكونات علناً نهاراً جهاراً كما اعلنت ضرورة التصدي الجاد والحازم لكل اشكال الارهاب ودفع عجلة التطور والنمو الى الامام واسناد حكومة الوحدة الوطنية والدفاع عنها بكل قوة.

الذي تغير هو الاستمرار والاصرار على المنجزات التي تحققت ودعم حكومة الوحدة الوطنية. والتوصيات التي ترشحت هي عينها التي تبنتها الكتل المشاركة في الحكومة والبرلمان منذ تشكيلها وحتى يومنا هذا ولكي نضع النقاط على الحروف- وهذا بيت القصيد- ان البعثيين الذين دعوا الى المؤتمر هم ليسوا صداميين ولم تتلطخ ايديهم بدماء الابرياء وهم كانوا ولا زالوا على استعداد للمشاركة في العملية السياسية بصفتهم الشخصية وليس الحزبية كما قد يتوهم البعض وهذا ما نص عليه الدستور، اما دعوة كبار ضباط الجيش السابق فهي الاخرى تخضع لشروط ومعايير يجب ان تتوفر بالضابط الذي يعاد الى الخدمة في القوات المسلحة او ان يحال على التقاعد وهذا من الانصاف والعدل فهم اصحاب عوائل والعراق مسؤول عنها.

لكي نسد الطريق على مثل هذه التساؤلات المقصودة او غير المقصودة لابد للاخوة السياسيين ان يوضحوا بشكل شفاف هذه المواقف باعتبارها تهم الشارع العراقي وتحتاج الى توضيح خاصة وان تركة النظام البائد ثقيلة جداً على اغلب العراقيين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك