المقالات

اطفال العراق والاعياد السعيدة

1572 18:35:00 2006-12-26

( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )

تمر هذه الايام اعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية فيما يطل علينا بعد أيام معدودات عيد الاضحى المبارك الذي ينتظره المواطن العراقي ليعبر عن فرحة حبستها غربان الشر طيلة الاعوام الماضية لمصادرة هذه الفرحة من قلوب الاطفال العراقيين الذين هم الاكثر استقبالاً لهذه الاعياد ليلبسوا كل جديد ويخرجوا الى المتنزهات وأماكن الترفيه التي حرمت اجيال متعددة من الوصول اليها خوفاً من انتهاكات أجهزة النظام البائد القمعية وبعد سقوطها لازال نفس هذا الهاجس يمنع المواطن من الخروج في هذه المناسبات السعيدة خوفاً من العمليات الاجرامية التي تنفذها الفرق الضالة من التكفيريين والصداميين.

الغريب في هذا الامر ان هناك أطرافاً متعددة محلية وخارجية اعلامية وسياسية تساهم مساهمة فعالة في دعم الارهابيين حقداً وحنقاً على هذا الشعب الكريم الذي لم يساهم كشعب في ايذاء اشقائه واخوانه من شعوب المنطقة. لكن الاغرب انهم يسعون لاعادة الحكم الدكتاتوري الساقط الذي افترس شعوبهم وعرض امن المنطقة الى اخطار لم تشهدها قبل وصول حزب البعث المنحل الى السلطة في العراق ولم يقتصر أذاه على حياكة المؤامرات وخلق بؤر التوتر بل تعداه الى شن الحروب المدمرة عليهم وعلى شعوبهم.

ان رهان هؤلاء البائسين على اشعال نار الفتنة الطائفية بين ابناء الشعب العراقي ورغم تسخيرهم لملايين الدولارات قد افشلها شعبنا الابي . فالعراقيون سنة وشيعة مسلمين وغيرهم عرباً وكرداً واقليات لم يألفوا سابقاً مثل هذه الفتن وهي بالتأكيد ليست من ثقافتهم واعتقاداتهم ومبادئهم وهناك تجارب كثيرة يختزنها التاريخ العراقي تعبر عن وحدته الوطنية ومقارعته للاستعمار وانتفاضاته بوجه الحكام المستبدين وكانت سجون الانظمة الجائرة التي تعاقبت على حكم العراق تعج بأبناء هذه المكونات ومن كل الطيف العراقي فضلاً عن الشراكة الوطنية بينها حتى وصلت الى داخل العائلة الواحدة.

هذه المحاولات التي أدمت العراقيين على مدى السنوات الماضية التي تلت سقوط صنم بغداد ورغم جسامة الخسائر بالارواح والاموال وتهديم البنى التحتية قد انهارت وستنهار بالكامل امام صمود واصرار ابناء الشعب العراقي في مسيرته التغييرية الشاملة والتحدي الكبير لاعادة البناء والتعمير على ايدي ابنائه الشرفاء والحفاظ على اللحمة الوطنية من خلال دعم واسناد حكومته التي انتخبها تحت وابل الرصاص الاسود والتفجيرات البائسة وغيرها من الجرائم التي ارتكبتها عصابات التكفير والضلال.

العراقيون قد اكدوا للعالم اجمع من خلال وحدتهم وتضامنهم انهم قادرون على تحطيم ماكنة الارهاب الهمجية ودحر فرقهم الضالة واسكات الاصوات الناشزة من هنا وهناك والتي تزعق ليل نهار من على شاشات الفضائيات المعادية للعراق والعراقيين من اصحاب الاجندات السمجة وكشف مؤامراتهم الخبيثة وتعريتهم امام الراي العام المحلي والاقليمي والدولي الذي بدأ مؤخراً يرى ان المنجزات الكبيرة التي تحققت على ايدي ابناء هذا الشعب لا يمكن تجاوزها او الوقوف ضدها بأعتبارها خطوط حمراء ومن ورائها شعب كبير في اهله وعطائه كبير في التحدي والصمود والصبر كبير في خلق اواصر الاخوة والمحبة بين شعوب المنطقة اذا ما فهمها الاخر. فهي ليست ضعفاً- لا سمح الله- بل تنطلق من مبادئه وقيمه وانسانيته ودينه.

القادة السياسيون وحكومة الوحدة الوطنية المنتخبة بأجهزتها العسكرية المخلصة حريصون على توفير الامن للعراقيين جميعاً وان اطفال العراق سوف تحميهم سواعد الرجال الابطال في هذه الاجهزة الشريفة في كل شارع وساحة ومتنزه ليعبروا عن فرحتهم في هذه الاعياد السعيدة مطمئنين على ارواحهم وان غربان الشر سوف لا تجد لها اوكاراً على اشجار ونخيل العراق مرة اخرى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك