مازن الولائي ||
منذ سنين ليست طويلة وأنا اصارع العوز والفاقة في تأدية ما يجعل الوافدين إلى موكبي دون نقص أو بحاجة الى شيء، لكنها جرت المقادير التي اشعر أنها يدا بعناية تهذبني حتى عن هذا الطريق الذي يجعلني كل موسم خدمة احترق في كيفية الصمود وتربية نفسي على الثبات ولو من دون مال وفير أو مكان واسع يحتضن كل من وضع ثقته بهذا الخادم الفاني.. هذه ليست شكوى وإنما للتركيز على درس شممته من تلك الحالة أفهم منه على نظرية الماوراءيات الكثير.
رأيت ذلك الزائر الذي يأبى تغير المكان إذا صادف أول مرة كانت له الزيارة لموكبي، وكأنه وقع معي عقد يا شيخ لن ابارح موكبك ولو تطاولت السني ويشعرني بالعقد الأول والضحكات الأولى التي اقنعته بها للنزول عندي وأنا بمكسر اللغة الفارسية ( نماز ظهر أو نماز مغرب نازديك، يوجد حمامات واي وواي فاي ومكان خاص للنساء ) بضاعة ترجمتها قسمات وجهي التي تقول له أن لم تنزل في بيتي سيملأ الحزن قلبي.
والبعض من شدة تمسكي به تصيبه الريبة لماذا يلح هذا الخادم على النزول عنده، فيأتي وهو بين الخوف والرجاء، لكن لن يطول ذلك حتى يرى عند دخوله الباب صورة مهابة للسيدين الخُميني العظيم والخامنائي المفدى فتطير فكرة قد رسخها بعض الجهلة فاقدي الرأي والتوفيق في خلده، رأيت في موكبي ذلك النوع الذي تخطى مرحلة البحث عن الطعام وصار يبحث عن سر تواجد هذا الكم من الشخصيات والطلبة والشهادات على مكان صغير ويفضل النوم في الشارع مقابل البيت وقد لا يسلم من حشرات الأرض وحين اتفقدهم بمنتصف الليل يشعرني جسمه وقسمات وجوههم أنهم في فندق خمسة نجوم.. ورأيت ذلك الذي يتكلم بالفارسية ويفتح مع عائلته كامرة ويأتي نحوي ويقول هذا شيخ مازن وتبدأ الأيادي بالتلويح ولغة لست كلها أعرفها لكنها كلها تقول شكرا يا خادم..
ويوم بحثت عن ذلك العدد المصر على التواجد في مكان هم يرونه صغير ولا يكفي، بل قال البعض لابد من توسعة المكان وهمس بهذا الخصوص، وصرت أناقش هذا الإصرار على التكاثر على موكبنا انا والشيخ حيدر جزاه الله خيرا وجدنا السبب هي طريقة استقبالنا لهم وحجم أشعارهم أنهم أهل لنا وأخوة حقيقيون، ومن خلال ذلك الإهتمام الكبير بكل شخص منهم وبحاجياتهم، وما ترونه من وداع تصدقه الدموع والنحيب على البعض حد الحزن لأيام هو بسبب ذلك الإحسان المجاني والذي يجعلهم يصبرون على موكب بدائي حتى لا غسالة للملابس فيه وغير ذلك..
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..
ألواح طينية ، مازن الولائي، الإحسان المجاني
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha