مازن الولائي ||
الليل بدأ ينشر سواده، والغروب أخذت خدوده تتزين بالحمرة المشرقية وتنتكس الشمس خلف الأسوار، والمؤذن يجس مكبرات الصوت ليبدأ تلاوة شيء من القرآن لترطيب الأرواح التي يعج بها المكان، فمثل "ليلة الأربعاء" تعني الكثير لأهل المعنى في بقعة نقلوا الأكابر أن الدعاء فيها مستجاب، لذا عطفت روحي وراحلتي التي تبحث عن نسيم الانابة والتوبة وتقوية العهود مع من الصدق فقط معه ويليق به، لازلت بسواد صفر وما جرى فيه من رحلة كانت الأرواح فيها كأنها بمشفى يتعهدها نطاسي الطب وخبير الدواء، وذات ثوب الخدمة على جسدي، وكأنه غير راغب في مغادرة الحداد، وشيء من الوحشة أظنها ستحصل لو ألقيت السواد من على بدني، فكم ذاك السواد عانقت به إخوة لي يشبهونني في الفكر، والعقيدة، والمنهج، والروح، والدموع، والعاطفة، سواد اشعر بأنتمائي له وهو هوية لي تعنيني ما دام الغائب لم يجد سبيلا للخروج والظهور، لكنها الأعراف والمظاهر، فيا أيها السواد والحداد لست براغب ولو تعلم قلبي أي وشاح توشح لما خجلت من نظراتك وكأنك تقول هل ستفارق السواد ولازال ثمة غائب لم ينقضي له الغياب؟!
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر
https://telegram.me/buratha