مازن الولائي ||
المنطق ذلك الشيء الذي يميز الإنسان عن غيره من العجماوات، وبه تألق الإنسان وبنى كل هذه الحضارة العظيمة وركوب سفن الفضاء، وصناعة كل عالم التكنلوجيا المذهل، هذا عند الوضع الطبيعي والفطروي الذي زرعه الخالق العظيم جل جلاله، يوم أودع العقل وقال له "أدبر فادبر وقال اقبل فاقبل" وهنا بدأت رحلة من الاخلاق، والقيم، والمبادئ وأمور كثيرة يستحسنها العقل لتمشية الحياة.
لكن هذا لو استمر لا ينفع قيادة المستكبرين للعالم والتحكم به، فترك الإنسان يمتهن العقل ويرجع له في كل شؤون الحياة أمر يعقد الخطط ويعطل الصفقات، فلجأ المخطط الى سلب ذلك المنطق منا ولعل التركيز جاء الدول المسلمة أكثر بكثير من غير المسلمة، لأنها بمعية القرآن الذي يعطي دور للعقل كبير، ورجوع له كأعظم مستند يعين على الحياة الشرعية الخالية من المنغصات!
ومن هنا نرى كيف تدهور الوضع وكيف أن الحياة لبست ثوب الخرافة وأصبحت باهتة بلا منطق حتى عند بعض من يحملون شهادة وعلم أصبح هو الآخر لا ينفك عن المخطط الخبيث، ومن هنا ترى مثلا سوء الاخلاق الذي وصل للقتل والفتك، وأن المحاكم تعج بالوان من الطلاق وأسباب صادمة خارجة عن كل منطق! ومن بعض الأسباب يختلف الزوج والزوجة على نوع الأكل المطبوخ أو تشجيع لاعب أو نادي! أو مسلسل أو شاحنة موبايل عطلتها الزوجة أو الزواج الى غيره من الأمور التي لا يمكن أن تشم للعقل دور بها، بل وحتى منظومة العلاقات الاجتماعية التي هي الأخرى نالها فايروس الخراب والتدمير! حتى بلغ الخصام والجفاء وتعالي الخلاف على اتفه شيء وقد يصل للطعن والتخوين وغيرها. هذا كله وغيره من المصاديق الكثيرة والتي صرنا كل يوم نسمع الأخبار عنها، كلها يوم تخلينا عن دور العقل والمنطق الفطروي ليكسب الشيطان وسوء الظن معركة يوما كان العقل أحد حراسها!
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ،