المقالات

شعراء مقتدى وشعراء صدام

1594 13:47:00 2008-06-04

( بقلم : جميل الحسن )

بعد سقوط النظام الصدامي البائد في التاسع من نيسان من العام 2003 وتشكيل ميليشيات جيش المهدي حتى بدات عملية تمجيد مقتدى الصدر والتغني به بطريقة اعلامية مبالغ فيها وتعكس دوافع الجهات التي تتبنى هذا السلوك الاعلامي الخطير في مرحلة مابعد سقوط النظام الصدامي البائد والتي كانت تهدف بالاساس الى غسل الادمغة والعقول واقناعها بقائد ضرورة جديد هو مقتدى وذلك من خلال تبني نفس السياقات والقواعد الاعلامية التي كانت متبعة وموجودة في زمن النظام البائد عبر توظيف العشرات من الشعراء المرتزقة الذين كانوا يطبلون للطاغية المقبور صدام ,حيث الاغاني التي كانت تمجد الطاغية المقبور وافعاله وتبرر جرائمه وترسمه في اعين الناس انسانا بريئا من خلال الالقاب المجانية التي منحها له هؤلاء الشعراء وبسخاء وعلى حساب الضحايا الابرياء من ابناء الشعب العراقي .وللاسف فان مقتدى قد عاوده الحنين الى اللعبة القديمة وطموحه الذي كان يحرص على اقتناص اللحظة المناسبة للانطلاق به ,حتى جاءت الفرصة المناسبة له بعد سقوط النظام والتي جسدها بالافعال لا بالاقوال وذلك بالايعاز الى اتباعه باغتيال السيد مجيد الخوئي وتقطيع جسده بالسكاكين وتمزيقه وسحل جثته في الشارع ورفض تقديم العون له بعد ان حاول السيد مجيد الخوئي الاستغاثة به .

الجهاز الاعلامي الذي شكله مقتدى عقب تاسيس جيش المهدي تولى ايضا عملية تقديم مقتدى على انه الزعيم المنقذ والمخلص للعراق وشعبه وعلى طريقة صدام من خلال البث الاعلامي المستمر واغراق الشارع بعشرات الالاف من الاقراص الليزرية التي تتغنى بمقتدى الصدر وافعاله المجنونة وتدعوا الشعب العراقي الى تاييده ومبايعته وتغري الشبان المراهقين العاطلين عن العمل بالالتحاق بصفوف جيش المهدي ومبايعة مقتدى قائدا لهم والموت من اجله ,انما هو جزء من ماكينة اعلامية ضخمة تولت تنفيذ هذا المشروع الضخم وعلى مراحل ,حيث جرى توظيف العشرات من الشعراء الشعبيين الذين اعتادوا القيام بذلك في زمن الطاغية المقبور صدام وايام الحرب مع ايران ,اذ خلع هؤلاء الشعراء على مقتدى الالقاب المجانية وبطريقة مبتذلة ذكرتنا بعهد الطاغية المقبور وايام حروبه العبثية الخاسرة من خلال استخدام نفس الادوات ,اذ تولى هذا الجهاز الاعلامي من الشعراء المرتزقة والعازفين في الملاهي سابقا تلحين هذه الاناشيد وتسجيلها على شكل اقراص تتغنى بمقتدى ونهجه الجنوني التخريبي وتمنحه النصر الوهمي على اعدائه وتحاول تجميل وتزويق الدمار والخراب الكبير الذي الحقه بالبلاد واهلها عبرحروبه العبثية التي اضرم نارها برعونة واودى بحياة الاف من الشبان والمواطنين العراقيين من دون جدوى اوداع لذلك ,

ومن المثير للسخرية ان مقتدى ما زال مصرا ومقتنعا على ان حروبه تلك انما كانت من اجل تحرير البلاد من المحتل على حد زعمه ,في وقت لم تكن هناك حاجة لاية حروب على الساحة العراقية في ظل وجود حكومة ديمقراطية شرعية ومنتخبة ومخولة بحسب الدستور العراقي الدائم بالتعامل مع هذا الملف ومعالجته بالصورة المناسبة وتعمل على الحفاظ على الكرامة والسيادة الوطنية وعدم المساس بها فمقتدى وحده من انفرد بهذا المشروع التخريبي المدمر والذي لم يكن منه اي طائل سوى اضعاف الدولة وتاخير عملية بناء القوات المسلحة والاجهزة الامنية واطالة عمر الاحتلال في العراق بدلا من الاسراع بانهائه .فمقتدى الصدر وحسب الاوصاف المجانية لهؤلاء الشعراء صقر العراق وبطل التحرير والقائد الظافر والملهم وامل الامة والفارس البطل وغيرها وهي في الوقت نفسه لاتعكس سوى تفاهات وخزعبلات تحاول ان تجد لها مكانا في عراق اليوم الذي انفضحت فيه سياسيات مقتدى وشعاراته وعدم جدواها وملائمتها للعراق وشعبه بالرغم من تحشيد الاف من الشعراء البعثيين لها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك