( بقلم : سليم الرميثي )
الهذيان هو حالة مرضية تصيب عقل الانسان وهي عبارة عن اعتقادات غير واقعية وتصورات خيالية يتحدث بها المريض وكانها حقيقة ويرى اشياء لايراها غيره وربما يسمع اشياء لايسمعها غيره.هكذا نحن نرى ان بعض العلماء عند الوهابية وخصوصا الذين يصدرون البيانات ضد الشيعة وعندما نقرا البيانات او نسمعها ونحاول تحليل مافيها نجده نوع من انواع الهذيان المرضي والعياذ بالله . فكل بياناتهم تتحدث عن اشياء غير واقعية تماما وغير موجودة الا في مخيلتهم او تجدها مبنية على ماض مزيف او على اكاذيب اعلامية مغرضة للنيل من شيعة اهل البيت ع.واعتقد ان هذا مؤشر قوي وخطير جدا لانحراف المجتمع السعودي نحو العنف والكراهية للاخر.وسكوت او تجاهل المسؤولين في المملكة عن هكذا افعال تؤذي مجتمعهم ودولتهم اولا وتدمر سمعة المواطن السعودي اكثر مما عليها الان حيث نعلم ان سمعة المواطن السعودي اصبحت في الحضيض بسبب تبعيته الى مذهب متشدد ومتحجر ليس فيه للسلام مكانا ولا للتسامح مجالا ولا للرحمة منطقا.
ان هؤلاء الذين يصدروا البيانات التكفيرية والتحريضية انما سيكونوا في المستقبل القريب عار على تاريخ الحكم السعودي وعلى الذين يتبعونهم في كل مكان. 1430عام مضت الم يكفي هذا الزمن الطويل لفهم مذهب هو من صلب الرسالة المحمدية؟ يعيش اتباعه بينكم وانتم تدّعون انكم تحملون هذه الرسالة والتي تدعو للرحمة والتسامح والتعايش مع الكفار واذا كان هناك جدل او سوء فهم فبالتي هي احسن...اذا كم من القرون تحتاجون لفهم مايدور حولكم وفي بلدكم.
هؤلاء العمي يدْعون للقتل وللعنف ولتخريب الاوطان ويدعون من جديد للصنمية القريشية لان اساليبهم كلها تذكرنا بافعال القريشيين بمحمد ص واهل بيته ع . الآن العالم في القرن الحادي والعشرين وكل الامم والاديان والملل تدعوا الى السلام والتعايش المشترك مع الاخرين دون عنصرية او تمييز بين بني البشر وكل العالم بدأ يفهم انه لافرق بين عربي اواعجمي ولاابيض ولااسود الا بالتقوى. وهؤلاء خدام السلاطين من علماء الوهابية لحد هذه اللحظة لايتخلون عن نزعاتهم الشيطانية في تفريق وتشتيت المجتمعات ويرمون بسمومهم وعدوانيتهم على كل المذاهب وخصوصا مذهب اهل البيت ع الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ويحرضون ايضا على مواطنيهم من الشيعة ويدعون الى تجويعهم وعزلهم او حتى طردهم من بلادهم بحجة انهم روافض وما الى ذلك من الاتهامات الباطلة والسخيفة بل ويدعون الى ابادتهم عن بكرة ابيهم خدمة لاهوائهم الشيطانية.
وهنا المسؤولية الاولى والاخيرة تقع على عاتق المثقفين والمفكرين السعوديين الشرفاء والعقلاء وهم كثيرون لاخذ زمام المبادرة في التصدي لهذه الافكار والمخططات المنحرفة التي ان بقيت ستدمر المجتمع السعودي وستسود الفوضى الفكرية والدينية فيه. العجيب والغريب اننا نتابع ونسمع الكثير من المسؤولين السعوديين انهم يتبنوا ويشجعوا الحوار بين الاديان وبين الامم والحضارات ويهملوا بقصد او بغير قصد ان يضعوا برنامجا حواريا بين ابناء شعبهم بل ويغضوا النظر عن الذين يثيرون النعرات الطائفية من خلال فتاوى وبيانات تدعوا الى محاربة وابعاد المواطنين الشيعة من السعودية او حتى ابادتهم بحجة ان هؤلاء كفار ويصفونهم بابشع الصور ويأتي هذا من قبل أُناس يحسبون على علماء هم جزء لايتجزا من السلطة الحاكمة.فاذا كنتم عاجزين عن فهم مايحمله مواطنيكم من مباديء وقيم وهم يتكلموا بنفس لغتكم ويحملوا نفس دينكم وثقافتكم وتاريخكم فكيف تستطيعوا فهم الامم والشعوب الاخرى التي تختلف معكم لغة و دينا وثقافة وتاريخا وتختلف معكم في كل العادات والتقاليد... وكيف تدّعون انكم تحملون رسالة كونية للعالمين؟
وانتم لاتحملون من الاسلام الا قشورَ اموية سفيانية قد عبثت بالاسلام والمسلمين منذ استشهاد نبينا الكريم عليه وعلى اله افضل الصلاة والتسليم. نحن نرى ملك السعودية بين مدة واخرى وهو يزور المدن والقرى في بلده ولكننا لم نراه ان تفقد يوما المناطق التي يقطنها الشيعة ليطلع على احوالهم ومعيشتهم ونعتقد ان هذا الامر هو في صلب مسؤولياته وواجباته خصوصا وهو يدعي بانه ملك عادل فاين العدل واين الحكمة من السكوت على هكذا افعال التي لاتخدم الا من يريد بهذه الامة سوءا ليزيدها تخلفا...
https://telegram.me/buratha
