المقالات

مشكلة العالم في "ربطة عنق" المالكي و "قلنسوة بوش اليهودية" !

1628 17:39:00 2008-06-12

( بقلم : اسعد راشد )

أثارت "ربطة عنق" السيد المالكي التي تخلى عنها في زيارته لمرشد الجمهورية الاسلامية الامام الخامنئي احتراما للقيم والاخلاقيات السائدة هناك حنق العروبيين او بعض الاعراب والاقلام الطائفية التي وجدت في خطوة المالكي تنازلا عن "استقلال" و"سيادة" العراق وشعبه ! بل ولم يتوانى احد الاقلام المرتزقة الصفراء من وصف ذلك بانه احد اهم "مشاكل" العراق والعراقيين وان تلك "الربطة العنقية" تشكل مدخل لحل ما يواجهه العرق من عدم الاستقرار والتخلف وبالتالي فقدان "السيادة"

ولعمري لاول مرة نقرأ مثل هذه الترهات والتفاهات التي لن تجد لها اثرا الا في قاموس الاعراب ‘ وقد ذهب ذلك الطائفي المقيت المدعو طارق الحميد و الذي فتحت طائفيته شهية التشهير واثارة النعرات في صحيفة ال سعود الصفراء الى ابعد من ذلك عندما لخص مشكلة العراق في تلك الربطة وهو يختم مقاله السخيف بقوله:

(( ولذا اذا ما رأينا ان السيد نوري المالكي مرتديا "ربطة العنق" امام السيد الخامنئي فحينها نستطيع ان نقول ان العراق قد تعافى(...) وفك عنقه من الاسر الايراني ‘ اما اذا طال الحال فصدقني حينها سنرى كثرا من ساسة منطقتنا بلا "ربطة عنق" اما الولي الفقيه))!!

بالطبع لا نستطيع فصل هذه الحملة الشعواء ضد حكومة المالكي وقسم كبير من شعبه واتهامهم بشتى التهم من جملة الاجندة الطائفية الموجهة ضد طائفة كبيرة من المسلمين يشكلون مكونا اساسيا من سكان المنطقة وشعوب العالم وهم الشيعة والتي يقف خلفها بعض الدول الاقليمية وعلى رأسها دولة الوهابية وحفنة من شيوخ القتل والارهاب في تلك الدولة ولم يكن بيان الاخير لـ"22" شيخا وهابيا حاقدا والذي سكتت عنها تلك الاقلام الصفراء رغم حجم خطورته ومدى ما يمكن ان يساهم فيه ‘ذلك البيان‘ من اثارة للفتن وتحريض على الارهاب والقتل خاصة وان البيان يكفر ويحل دم اكثر من ثلث المسلمين من بينهم شريحة واسعة من شعب الجزيرة العربية التي انطلق منها ذلك البيان الطائفي ‘ نعم لم يكن الا جزء من حملة شعواء يقودها الطائفيون والمهزومين سياسيا لن تبدأ من العراق ولن تنتهي في لبنان بل هي مستمرة لتشمل حتى الوجود الانساني على هذا الكون ‘ مستمرة لطالما بقيت تلك المدارس التكفيرية على ارض الجزيرة العربية والتي تبيح دماء المئات الملايين من البشر وتكفرهم دون ان تبادر دولتها الى لجمها والقضاء عليها ‘وما فائدة مؤتمرات "حوار الاديان" و"الوحدة" وما اشبه التي يقيمها النظام السعودي في مكة والتي اعتبرها اكثر المراقبين بانها محاولة لتلميع صورة النظام التي ظهرت على حقيقته بعد احداث 11 سبتمبر و"غزوة منهاتن" التي اشترك فيها اكثر من 15 سعوديا وهابيا سلفيا وان تلك المؤتمرات ليس لها وقع على الارض وهي مجرد مسعى لاعادة الاعتبار للدولة الوهابية و خداع الغرب وامريكا .

نعود الى "ربطة عنق" المالكي التي شغلت عقول الاعراب والطائفيين وعيّروا السيد الملكي على خلعه تلك "الربطة" عند لقاءه السيد الخامنئي معتبرين الامر خضوعا لاملاءات طهران واذعانا من المالكي وحكومته لدولة "ولاية الفقيه" حسب ما جاء في مقال ذلك المرتزق والطائفي السعودي طارق الحميد الذي لم يشفي غليله ما تقيأ به قلمه في مقالاته السابقة من تحريض طائفي ودعوته لتسليح السنة ونشر الفوضى والارهاب في لبنان بحجة مواجهة سلاح حزب الله ‘ هذه المرة تحولت "ربطة عنق" المالكي الى "القشة" التي يراد بها قصم ظهر النظام الديمقراطي الجديد او اثارة الشكوك حوله باتهامه بانه يمثل ارادة "طهران" في بغداد والحال نرى ان الرئيس الامريكي بوش عندما قام بزيارة القدس وبعض الاماكن المقدسة لليهود وضع "القلنسوة" اليهودية على رأسه دون ان يعني ذلك انه تخلى عن مسيحيته او ولائه لامريكا التي يرأسها ‘ وقد لمسنا الامر ذاته في زيارة "مارجريت تاتشر" رئيسة وزراء بريطانيا الاسبق الى السعودية حيث في لقاءها مع ملك "مملكة ال سعود" فهد قد ارتدت الحجاب من خلال وضعها "شالا" على رأسها مراعاة لتقاليد ذلك البلد واحتراما لمعتقدات شعب الجزيرة العربية ‘ ويوم امس التقى ناب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وفدا امريكا كان يضم نوابا امريكيون سابقين ونساء وضعن حجابا على رؤوسهن كنوع من الاحترام لشخصيته الدينية ولم نرى تعليقا من العربان بالقول ان "الوفد الامريكي خضع لاملاءات حزب الله وذلك بوضع نساهء الحجاب على رؤوسهن" !

فلماذا اذن عندما يتعلق الامر بالمالكي وحكومته يتحول كل شيء عند الاعراب شاذا او رمزا للعمالة ؟!

ان خلع السيد المالكي لـ"ربطة العنق" في لقاء مع مرشد ايران السيد الخامنئي يشبه في مضمونه ارتداء "تاتشر" رئيسة وزراء بريطانيا الاسبق الحجاب عند لقاءها الملك السعودي فهد ابن عبد العزيز المقبور ‘ فلا رمزية في كلا اللقاءين ولا يعني ان الطرفين المالكي او تاتشر قد تخلّيا عن سيادة بلدهما واعلنا الولاء لمدرسة "ولاية الفقيه" او لمدرسة "الوهابية" !

كما ان وضع الطاقية اوالقلنسوة اليهودية على الرأس من قبل السيد بوش لا يعني انه قد سلم سيادة بلده للدولة العبرية وانما نوع من انواع الاحترام والتقدير يبرزه الضيف لمضيفه لا اكثر ولا اقل .

وحقيقة الامر هي ان الاعراب والطائفيين لا يستطيعون ان يروا او يشاهدوا عراقا مستقرا امنا يحكمه النظام الديمقراطي ولا يريدون عراقا تحكمه قيم العدالة والديمقراطية وحكم الاغلبية انهم يريدون عراق ذا لون مذهبي او قومي واحد ‘ لا عراق التعددية والديمقراطية فلك تجدهم يبحثون عن امور صغيرة وتافهة كي يحولوها الى علم وذريعة للتشهير وكيل الاتهامات ووصف من لم يعجبهم بالعمالة واللاوطنية .

العراق بلد مستقل يحظى بحكومة منتخبة جاءت عبر صناديق الاقتراع فليس من حق الطائفيين والقومجيين ان يقوموا بالمزايدة على وطنية شعب العراق وحكومته ‘ العراق بخير اذا تركه الاعراب لحاله ولم يتدخلوا في شأنه ‘ مشكلة العراق ليست في ربطة عنق المالكي بل في حملات التحريض التي يقوم به الاعلام العربي وخاصة السعودي الوهابي وفي تلك الملايين بل الملياراد التي تغدق على اطراف مايسمى المقاومة ‘ ألم يخصص النظام السعودي اكثر من 200 مليارد دولار لنشر المذهبية والطائفية والفتنة والفوضى في العراق والمنطقة ؟ اوليس بيان الـ"22" شيخا وهابيا نجسا ضد الشيعة واتهمامهم بالمشركين احد اخطر انواع التحريض على القتل والفتنة والارهاب ويعطي مبررا للارهابيين ويشجعهم للذهاب الى العراق لـ"قتال" ما يسمونه الرفضة لانهم حسب ما جاء في بيان اؤلئك الشيوخ "شر طوائف الامة وأشدهم عداوة وكيدا لاهل السنة"؟! وماذا يعني "شر طوائف الامة وأشدهم عداوة" ؟ الا يعني ذك ان الذهاب الى قتال الرافضة واجب شرعي وان دمائهم وفقا للبيان المذكور مباحة ومستباحة ؟!

اذن مشكلة العراق هي في الارهاب وفي مدرسة القتل وقطع الرؤوس التي تحتضنها السعودية وتحظى برعاية خاصة من قبل نظامها الطائفي الوهابي ‘ اما "ربطة" المالكي فهي تحل وتعقد حسب البيئة كما ان "قلنسوة" الرؤساء الامريكيين اليهودية تسعمل حسب البيئة والموقع ! اليس كذلك ؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد الفيلي
2008-06-14
تحية للاستاذ اسعد راشد واقول له مهما وصفت هولاء الفجره من امثال طارق الحميد ومن على شاكلته ... فانك لن تفي حقهم هولاء من مدرسة الغدر والختل هولاء من مدرسة من كشف عورته لينجو بنفسه من سيف الحق هولاء من مدرسة من نصب الفاسق والمفسد والخمار واولاد البغايا امراء عليهم هولاء من مدرسة من جعل من المجرمين والطواغيت والمنافقين ابطال يقتدون بهم ويدعون الله ان يحشرهم معهم يو المحشر !!!! واخيرا اقول تحية لكل عراقي شريف يفضح امثال هولاء المنافقين .
علي المنصوري
2008-06-13
اقول لطارق حميد رغما عن انفك وانوف اسيادك الوهابية الطائفين من آل سعود اللعين نحن خلف المالكي في كل مايفعل في خط خدمة العراق واتباع اهل البيت واقول ان العراقيين سوف يبقون احرار كما كانوا ويخلعون مايخلعون ويلبسون مايلبسون ولكن لايقبلون يد اميركم المشهور بالفسق والفجور وكفاكم يادعات الطافئية واقول موتوا بغيضكم ونحن كعراقيين نقلد من نشاء .
مواطن صابر
2008-06-13
السلام عليكم اخوان ليش دائما تخلون نفسكم وتخلونه بموقف المدافع والمبرر هولاء الخنازير من بعثية ووهابية انجاس تعرفوهم وتعرفون حقدهم السفياني والصدامي على العراق وأهله نعم خلع ربطة عنقه وأذا ألم يخلعوا هم شرفهم وباعوه لأمريكا وأسرائيل لمن تبررون أخوان الله يخليك ماذا تردون هؤلاء كلاب سفله لايستحقون حتى الرد هؤلاء فقدين للشرف وأبدا لن يحبوا العراق وشعبه ابدا مهما فعلتوا ألبسوهم وبينوا عارهم أحسن رد عليهم من التبرير هولاء سادية يعبدوا الذي يحتقرهم ويعاملهم كالكلاب ويحقدو على من يبين لهم الاحترام فنتبهوا
ابو بدر العراقي
2008-06-12
اهدت ملكة بريطانيا لملك ال سعود المقبور فهد صليبا ولبس في عنقة -وهو كما يقول مسلم وخادم للحرمين وبلد تقع فيه اقدس بقاع المسلمين وقبلتهم ماذا يعني لبس الصليب --- طارق الحميد مشهور عنة بانة زعطوط مخابراتي ومع هذا لايجب السكوت عن نباحة يجب لطمة اتسائل منذ فترة وبالذات ايم ازمة لبنان وقبلها ترى الهجوم على الشيعة في هذه الصحيفة وبحجة الدفاع عن سنة لبنان وبعدها صار الهجوم لاذعا وسيء الادب وافترائات على المذهب الشيعي واشارك الحكومة والشعب العراقي بكل سوء في العرب عبر افترائات واضاليل تنشرها الصحيفة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك