المقالات

ميسان مستقرة تماماً !

1115 13:27:00 2008-06-16

( بقلم : كريم النوري )

ثمة مفاهيم خاطئة كرسها الجهل والبساطة في مرتكزات وعي الكثيرين متوهمين بان الاستقرار والهدوء الظاهري الذي عشناها في العهد السابق او تعيشه الانظمة الشمولية الديكتاتورية العسكرتارية هو حالة مطلوبة وان كان بجانب هذا الاستقرار سجون ومعتقلات وكم افواه وخنق اصوات وتسيير الناس بالنار والحديد والقمع والتهديد.هذا الاستقرار الذي تفرضه الانظمة البوليسية على المواطنين ويتمظهر في الغالب بمنع التظاهرات والنقد ووغياب او تغييب الصحافة الحرة والسيطرة التامة على وسائل الاعلام وتأميمها لصالح الحزب الحاكم او الجهة المسيطرة هذا استقرار سلبي يقتل الابداع والعطاء والكرامة والحياة.

طالبان سيطروا على افغانستان منذ عام 1996 وكانت العاصمة واغلب المدن مستقرة وهادئة نسبياً بسبب القبضة الوحشية لطالبان والمحاكم الميدانية في الشوارع وقطع الاصابع والاعناق بالسيوف بالساحات العامة لاسباب مضحكة اقلها عدم لبس القناع النسوي او حلق اللحى فهذا اسوء انماط الاستقرار وهو يشبه الى حد بعيد استقرار السجون والمعتقلات فهل صمت السجناء وهدوء المعتقلين الا نمط من الاستقرار؟

والمقارنة بين هذا الاستقرار الذي تفرضه الانظمة البوليسية والظلامية بقوة السيف وبين حالات الحرية المنفلتة احياناً التي تعيشها الانظمة الديمقراطية هي مقارنة باطلة وغير صحيحة وكما يقول الشاعر:ألم تر ان السيف ينقص قدره إذا قيل ان السيف أمضى من العصا

قد نجد مظاهرات وانفعالات جماهيرية غاضبة تواجه بخراطيم المياه او الغازات المسيلة للدموع او القنابل المطاطية كما نشاهد حالة من الهدوء والاستقرار الذي يشبه استقرار المقابر اذا لا يعقل ان يتظاهر الموتى او يعترضون فهل نقول ان المقابر اكثر استقرار من الاوطان المتحررة التي تحترم الانسان وحرياته؟بعض مناطقنا ومحافظاتنا العزيزة وبسبب الانفلات الامني وضعف الاداء الحكومي بقيت منذ سقوط النظام تحت سيطرة ورحمة ميليشيات مسلحة غير رسمية تتحكم بمقدرات وحريات الناس وتستعير من النظام السابق قسوته وقمعه وقد تبدو هذه المناطق مستقرة وآمنة نسبياً لسيطرة هذه الميليشيات ومحاكمها (الشرعية) على اهلها المغلوب على امرهم بل لا يعترضون او يتظاهرون ضد هذه الميليشات التي تتعامل بقسوة مع خصومها وهي خارج السلطة والقانون.

هذا الاستقرار مرفوض لانه اساساً منطلق من قوة غير شرعية وهيمنة غير قانونية ونحن على ابواب انتخابات نحتاج الى حريات الناس في ابداء ارائهم لكي لا نكرر استفتاءات (المهيب) ونتائجها السحرية 999% .والغريب جداً ان نسمع ونشاهد اعضاء مجالس محافظة وهم يكرسون شرعنة هذه الميليشيات باعتبار ان محافظاتهم مستقرة لسيطرة هذه الميليشات عليها بتواطوء مشبوه مع قوى محلية مستفيدة او خائفة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك