المقالات

إنتاج النفط العراقي ..إلى أين..؟

1148 16:04:00 2008-07-13

بقلم: جودي المحنه

 خمسة سنوات مرت على الاحتلال ولازال النفط العراقي يتدفق بانسيابية بطيئة وطاقة تصديرية متواضعة وبنفس المستوى الذي كان عليه أيام النظام المقبور، على الرغم من أن العراق يمتلك ثالث اكبر احتياطات العالم من النفط.والذي يعتبر مصدرا رئيسيا للطاقة حاليا ومستقبلاً في الطلب العالمي المتزايد بعد أن أثبتت الاستكشافات البديلة الأخرى للطاقة أنها ليست بمستوى الوفرة والكفاءة كما هو عليه النفط إضافة إلى تعقيدات الإنتاج وارتفاع الكلفة للطاقة البديلة.فلازال النفط هو سيد الطاقةالاول. ومن الجانب الآخرفهو يشكل في بلدنا عصب الحياة والمصدر الرئيس لتمويل الاقتصاد المدمر وتمويل مشروعات البناء والأعمار والتنمية.

لقد ساهمت عوامل متعددة مثل قوى الإرهاب والظلام وأرباب الجريمة والفلول المنفلتة وعصابات التهريب والسرقة والفساد الإداري والمالي والخلافات السياسية بين القوى السياسية المتصدية والمنزوية إلى تعويق عمليات الإنتاج والاستثمار وتطوير الصناعات النفطية وعزوف الشركات العالمية الكبرى عن دخول السوق العراقية للأسباب المذكورة إضافة إلى تعطيل إصدار قانون النفط والغاز الذي يشكل أهم الأسباب المعوقة.. على الرغم من ان العراقيون العاملون في المجال النفطي من الكوادر الفنية الوطنية وفي جو من التحديات والصعاب وعبر بنية متهالكة أصلاً يحاولون جاهدين من رفع وتيرة الإنتاج من اجل توفير مردودات مالية إلى الدولة لمواجهة التزاماتها التي باتت متعددة ومتشعبة ومضاعفة بسبب الإرباك الحاصل نتيجة الهجمة الإرهابية المتوحشة والتجاهل الإقليمي العربي والتعامل السلبي المتعمد وتشابك الأحداث والمتغيرات وكلها تصب في أطار أجندات تعطيل العملية السياسية وتعويق الإنتاج النفطي الوطني ..

لقد وصلت صادرات النفط العراقي في نهاية العام الماضي إلى مليوني برميل يوميا وهو أعلى مستوى منذ الاحتلال ويتساوى تقريبا مع مستوى الصادرات في العهد المقبور وفي ظل العقوبات الدولية. ويعلن المسؤلين بين الحين والآخر توقعات متفائلة بزيادة الإنتاج حيث يصل منتصف هذا العام 2008الى مليونان وستمائة برميل يوميا بعد أن كان مليونان وثلاثمائة برميل يوميا في بداية العام الحالي وحصل وان ارتفع إلى مليونان وسبعمائة برميل يوميا بعد تحسن الوضع الأمني في منطقة كركوك حيث حقول النفط العملاقة وخط النفط الاستراتيجي الممتد نحو تركيا واستئناف الضخ فيه بعد أن كان مدمرا في بعض أجزاءه نتيجة عمليات التخريب التي تطاله دائما من عام 2003 وتمكن العراق في الصيف الماضي من المحافظة على استقرار الضخ عبر هذا الخط بعد استتباب الأمن واندحار فلول الإرهاب المنهارة ..

ويبدو من خلال جهود وزارة النفط وكادرها الوطني أنها عازمة على استعادة ألمكانه المرموقة للعراق كمنتج رئيسي للنفط وأنها تمكنت من خفض استيرادات المنتجات النفطية من دول الجوار من خلال رفع طاقة الإنتاج الوطني وترشيد الاستهلاك ومحاصرة بعض منافذ الفساد وهي مستمرة بالتفاوض مع شركات النفط العالمية حول زيادة الإنتاج وتطوير الصناعات النفطية العراقية لحين أقرار قانون النفط والغاز المثير للجدل والمزمع أقراره والذي يسمح لهذه الشركات بالدخول للعمل بالعراق بعقود المشاركة بالإنتاج وليس الاستحواذ على النفط وآباره بامتيازات بعيدة المدى كما يشاع في سوق الشعارات و المزايدات فقد تطورت عمليات الاستثمار بشكل يضمن حق الشعوب في ثرواتها بفضل القدرة الوطنية على الإنتاج والوعي العلمي والثقافي والإنساني،وان عقود القهر والاستبداد صنعت قيادات وطنية متمرسة في السياسة والاقتصاد وغائرة في أعماق المعاناة ومواكبة عقود الحرمان. أضف إلى ماتقدم فأن هناك عقود للاستثمار الوطني التي تضمن السيطرة على نفط العراق للعراقيين أن ما نريد أن نقوله انه بات من الضروري أقرار قانون النفط والغازوانصاف شعبنا والوفاء باستحقاقاته وهو يستحق أن يتمتع بثروته الوطنية التي كانت نهب مشاع للأجنبي والمدعي والمارق على مر العقود المنصرمة تحت شتى العناوين الزائفة.مثله مثل شعوب الأرض التي انعم الله سبحانه وتعالى عليها بمثل هذه الثروة الهائلة.. وان لانعطي فرصة لأجندة خارجية اواقليمية واضحة تسعى لمحاصرة النفط العراقي وعرقلة أقرار قانون النفط والغاز خوفا من تدفقه منافساً عظيما لنفوطها المتصاعدة الإنتاج.فقد آن الأوان للأقرار هذه القانون المشروع والعمل على تناول كل جوانبه بالتفصيل الدقيق لإقراره فان العراقيون لا يرغبون التفريط بثرواتهم ألوطنيه وهذا احد ثوابتهم الوطنية القائمة على مر العصور فان الفرصة متاحة الآن ويجب الاستفادة منها للإقرار والاستثمار والاستفادة من التصاعد الهائل في أسعار النفط لتحقيق مردودات مالية لبناء الوطن وإسعاد العراقيون وأجيالهم اللاحقة فلا نفع من المتاجرة في الشعارات والمزايدات وتسويقها إلى الشارع العراقي لتعويق علمية إقرار هذه القانون والقصد منها بالتالي حرمان الشعب العراقي من مصالحه ومستقبله فقد باتت تلك الشعارات والمزايدات سلعه بائرة لا يمكن التعويل عليها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك