المقالات

شهيد المحراب ... امة في رجل

1124 20:36:00 2008-07-24

احمد عبد الرحمن

حينما نقول ان المنهج الفكري والاخلاقي والسياسي والاجتماعي لشهيد المحراب اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) بات منهج امة بكاملها، فهذا يعني امورا واشياء كثيرة وكبيرة في دلالالها ومعانيها ومكنوناتها.لايمكن للمرء ان يصبح مؤثرا في الكيان المجتمعي ما لم يكن يتمتع بصفات وخصائص يفتقد اليها الكثيرون، بحيث انها تشكل مع بعضها البعض منظومة قيم اخلاقية وانسانية واجتماعية متكاملة، لتمثل بالتالي مدرسة ينهل منها الاخرون بطريقة تختلف عن طريقة التعليم والتلقين التقليدية، انها تتمحور في عملية تأثير وتأثر فاعلة ومتحركة بأستمرار.اننا نشهد اليوم اندكاكا من قبل ملايين الناس من ابناء الشعب العراقي على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم بشخصية وكيان شهيد المحراب قدس سره)، هذا الاندكاك الذي يمثل الان بعد استشهاده، امتدادا حقيقيا لذلك الاندكاك الذي كان قبل استشهاده، وهذا الاندكاك الممتد من مرحلة الحياة الزاخرة بالبذل والعطاء والتضحيات ونكران الذات، الى مرحلة ما بعد الاستشهاد، لم يتخذ نسقا ومستوى واحدا رتيبا، بل انه اتخذ مع مرور الوقت منحى تصاعديا، وكانت مصاديقه ومعطياته واضحة وجلية الى حد كبير.ان النتائج التي وصلت اليها العملية السياسية، وما تمخض عنها خلال الاعوام الخمسة الماضية يعد انعكاسا ومصداقا لمنهج شهيد المحراب ورؤاه السياسية والفكرية الصائبة، فهو كان يؤكد ويشدد بأستمرار ، ان في مرحلة المعارضة، او في مرحلة ما بعد زوال نظام المقبور صدام، على اهمية وضرورة ووجوب مشاركة كل العراقيين في ادارة شؤون بلدهم، وعلى ترسيخ اسس النظام الديمقراطي التعددي الفيدرالي، الضامن لحقوق جميع العراقيين ايا كانت انتماءاتهم وتوجهاتهم.وان وأد الفتنة التي اراد اعداء العراق ايجادها، ودفع ابناء هذا البلد الى التناحر فيما بينهم، وافشال ذلك المخطط التدميري السيء، بفضل التكاتف والتعاون والتازر، مثل مصداقا للسير على منهج شهيد المحراب في التعايش على اساس المحبة والمودة والاخوة والهم المشترك، بصرف النظر عن عناوين الانتماء السياسي او القومي او المذهبي او الديني او الطائفي.ان شهيد المحراب (قدس سره) كان بالفعل ، ومازال حتى بعد استشهاده، يمثل بحق امة في رجل.

24-7-2008

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك