المقالات

ما لم يتضمنه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

1208 02:03:00 2008-07-28

د.صاحب الحكيم لندن مقرر حقوق الإنسان في العراق عضو مجلس حقوق الإنسان الأمم المتحدة جنيف www.alhakim.co.uk

صدر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و هو الإعلان الأهم في تاريخ البشرية جمعاء ، للأسباب التي نذكرها فيما بعد ، في العاشر من ديسمبر كانون الأول عام 1948 بعد أن أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة ، و يتألف من ديباجة ، و 30 مادة .إتفقت على مبادئه جميع الشعوب و المنظمات و الحكومات و الهيئات الدولية و الإقليمية و الوطنية ، و من هنا تأتي أهميته البالغة.ينص الإعلان العالمي على أن الناس يولدون أحرارا ، و متساوين في الحقوق ، ولكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق و الحريات دون تمييز من أي نوع بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي سياسيا أو غير سياسي أو الأصل الوطني أو الإجتماعي أو الثروة أو المولد أو أي وضع آخر....و ينص على حق الحياة و الحرية و الأمنوعدم الإسترقاق والإستعباديحرم التعذيب و المعاملة القاسية و اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامةو الجميع سواسية أمام القانونو نص على أن لا يجوز إعتقال أي إنسان تعسفاكما لا يجوز التدخل في حياة الإنسان الخاصةوضمن له حرية التنقل و مغادرة البلد و العودة إليهو حرية اللجوء للتخلص من الإضطهادو التمتع بجنسية ما و لا يجوز حرمان أي شخص من جنسيتهله حق الزواج و تكوين الأسرةو حق التملك و عدم تجريد أحد من ملكه تعسفاله حرية الرأي و التعبير و حرية الفكر و الوجدان و الدينو الإشتراك بالإجتماعات العامة و الإنتماء للجمعياتكذلك المشاركة في إدارة الشؤون العامة للبلدو حق الإنسان في الضمان الإجتماعيو حق العملو الراحة و أوقات الفراغ ضمان صحته و رفاهيته و أسرتهحق التعليم المجانيو المشاركة الحرة في المجتمع الثقافي و الإستمتاع بالفنون ....و كذلك النظام الإجتماعي و الدولي ....ثم صدر العهدان الدوليان: العهد الدولي الخاص بالحقوق الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية ، و العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية بعد 18 عاما لتطبيق مباديء الإعلان...قد يقول القاريء أن في الإسلام حقوقا شرعها قبل هذا الإعلان ، وهذا صحيح ، ولكن البشرية لم تتفق على مباديء الإسلام كلها كما اتفقت على الاعلان العالمي أولا ، و ثانيا أن المسلمين أنفسهم و المثقفين منهم لم يعملوا بجد و لم يطوروا تلك المفاهيم الاسلامية الانسانية و ينشروها و يجعلوها في متناول أيدي الناس بطريقة حضارية ، و لم يتبنوا إنشاء منظمات دولية لها يكون لها الثقل في المجتمع الإسلامي ، و الأهم في المجتمع الدولي ، تستطيع أن تكون منارا لتلك الحقوق...و عند المسلمين عهد الإمام علي ع إلى مالك الأشتر ، و رسالة الحقوق للإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي ع. و أعود لنفس النقطة السابقة أن المسلمين عامة و الشيعة بصورة خاصة لم يترجموا تلك الوثيقتين الى الواقع الحيوي في حياة الناس.... و بقيا في بطون الكتب لحد الآن مع الأسف الشديد ، وهذا هو حال المسلمين المتأخرين....عن ركب الحضارة المتقدمو لا يزالون....أما ما لم يتضمنه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من مباديء و حقوق فهي كثيرة أوردها باختصار في نقاط لأن مجال بحثها واسع جدا ... و من أمثلة ذلك ، لا على سبيل الحصر:• الرحمة : صحيح أن التعذيب محرم و لكن الرحمة هي أعلى درجة من ذلك ، فقد أوصى الإسلام الإنسان ان يكون رحيما فيعطف على الصغير ، و يوقر الكبير، و يساعد أخاه بالنسب و السبب ، ويقدم له العون ، حتى بدون أن يطلبه ....• الحنو على العجزة و المعوقين و كبار السن ...• إحترام الشخصية الاسلامية و غير الاسلامية ، ( فإنهم صنفان إما أخ لك في الدين او نظير لك في الخلق الإمام علي) و ما نشاهده اليوم من القيام عند قدوم الكبير عمرا و منزلة و علما ، و تقديم مكان الجلوس و التحية ، و السؤال عن الأحوال ، والنظرة في العيون التي لها التأثير الكبير في النفوس....• المصافحة التي وردت أحاديث كثيرة عنها...• الهدية : في الحديث يؤكد النبي الكريم ص ( تهادوا تحابوا) أنظروا هنا الى كلمة الحبالذي هو أساس كل علاقة حسنة و صداقة و قربىالحب هو النبتة التي إن زرعت في أرض الإنسانية نمت ، فأثمرت :الوردو العطاءو الخير الجمالو الرقةو العذوبةو الرومانسيةو العطرفبالحب تتراجع الحروبو التشنجو الإرهابو الظلمو التعدي• الجيرة الحسنة أوصى النبي ص بالجار حتى ظن أنه سيورثه ـ فتقوى بذلك علاقات الساكنين في الشارعو تتآلف الشوارعو تتصادق المدنو تتعاون المقاطعات و الأنحاءلتؤلف المجتمع المتصالح المتساوي المتحاب...• الزواج : صحيح أن المادة 16 من من الإعلان نصت على أن للرجل و المرأة حق التزوج و تأسيس أسرة ، و هما متساويان في الحقوق لدى التزوج و خلال قيام الزوجية و لدى إنحلاله... و لكن لم ينص الإعلان ( و لا التوصية التي أصدرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 2018 في الأول من نوفمبر تشرين الثاني 1965) على مفهوم " حسن التبعل" و إظهار الود من الرجل و المرأةو الرضاو حسن السيرة و المعاملة الراقيةو الإهداءو المشاركة الوجدانيةو الحنوو الإلتحام الروحيو إبداء المودةو التقارب الحسيو مراعاة الحاجة الجنسية ....و غيرها من حقوق الزوجين لبعضهما ... لبناء الأسرة و إنشاء جيل قادم مستقيم...• و حقوق الطفل حيث نص المبدأ الثالث من حقوق الطفل الصادر عام 1974 على ( ان يكون له إسم وجنسية)و لكن الإسلام أوصى ان يكون له إسم محبب و هو من حق الولد على الوالد عنوانا للإرتقاءو الحبو المساواة مع الأطفال الآخرينو الكبار فيما بعدو للأسماء في الإسلام معان ليست موجودة في كثير من الشعوبو هناك أسماء عند الأمم لا معان لها بينما في الأسلام تمثل الأسماء معاني جميلة : محمد باقر علي صاحب منتظر..... صادق جعفر...تعطي معاني الإخلاص و المودة...• الحقوق الإقتصادية : لم يحرم الإعلان إحتكار الشركات العملاقة للبضائع و السلع و لا زيادة الأسعار التي هي من حقوق المواطنين و خاصة الفقراء منهم و هم الأكثرية في كل بلد...• و في رسالة الحقوق للإمام زين العابدين علي بن الحسين ع التي تتضمن (50) بندا حقوق كثيرة أوردها الإمام• منها :• حق البصر• و السمع• و اليد• و حق المجتمع• و الإخوان• و الجيران• حق المعلم• حق الأم• حق الأخ• حق الصاحب و الصديق• حق الإنسان أي إنسان أن تلين له جانبك و تفتح له سمعك• حق أهل الذمة : و قد قال الرسول الكريم محمد ص من ظلم معاهدا كنت خصمه .... فاتق فيهم ، أي أن الرسول سوف يكون مع المعاهد ضد المسلم !!• حق الخصم أن تكون مع خصمك ضد نفسك ، إن كان إدعاؤه صحيحا ....• وحتى الموتى : فإن لهم حقوقا في الإسلام ، فحق الميت كحق الحي : يجب إحترامه إلى درجة أن يرفع عند التشييع الى مستوى الرأس أو أعلى ، و ان يذكر بالخير ( أذكروا محاسن موتاكم)و يترحم عليه ،و عدم دفنه بالمزابل أو الطريق العامو أن ينقل إلى مثواه الأخير بكل أدب و احترام و ان يخلد إسمهو ان لا يزال قبره ، و لا يدمر، و يحافظ على بنائه ، و ضرورة تجديدهو يستحب زيارتهو اكثر من ذلك يستحب ان يشارك الحاضرون في دفنه ....و مواساة عائلته و السلام عليهم ، وإظهار الحزن عليه مشاركة لهم* و هناك حقوق كثيرة لا مجال لذكرها في هذه المحاضرة ....الخلاصة و التوصيةعلى المسلمين عامة و الشيعة خاصة أن يهتموا بموضوع حقوق الإنسان فهو العنوان الرائج المستحب بين الشعوب للدفاع عن المضطهدين و المعذبين ـ إذا أرادوا الإلتحاق بالركب العالمي- و ان ينشروا مباديء حقوق الإنسان التي جاء بها الإسلام والإمام علي والإمام زين العابدين، فربما سوف يتعرضون للمساءلة و العقاب لتقصيرهم الفضيع في هذا الجانب ، و ربما يطول بقاؤهم متخلفين عن ركب الحضارة الإنسانية السائرة نحو الرقي ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك