المقالات

بعد خمسة أعوام .. شروط مقتدى الصدر للمقاومين

1526 18:48:00 2008-08-02

بقلم: كمال ناجي

وُجِّه مؤخرا استفتاء للسيد مقتدى الصدر حول المقاومة و شرعيتها و فيما إذا كان لا يزال ملتزما بها ؟ و رغم أنني لا أرى شرعية لاستفتاء الرجل كونه لم يصل إلى مرتبة علمية تمكنه من ذلك و مع ما نعرفه و يعرفه الجميع من أنه يحرم الإفتاء لدى الشيعة الإمامية لغير العالم المجتهد الذي يعتبر قوله حجة على المكلفين أقول رغم ذلك فلا شك أن هذا " الاستفتاء " سيؤخذ على نحو ملزم من قبل أتباعه في الشارع العراقي أو على الأقل اغلبهم . و قد جاء الاستفتاء ليؤكد على اسطوانة المقاومة و ضرورة الاستمتاع بطنينها و رنينها ، هذه المقاومة التي أفلست الشيعة طيلة أربعين عاما من عمر الدولة العراقية الحديثة في حماقة ما يسمى بثورة العشرين التي كانت بركاتها وارفة حدّ أن غطت بوشاحها الأسود مدن الوسط و الجنوب و أضعفت موقف الشيعة و تأثيرهم في المعادلة التي كانت قائمة فاستغلها النقيب و أتباعه ليعقدوا صفقة استلام الحكم العراقي إلى الأبد مع البريطانيين فيما حقق المجاهدون فتوحاتهم الأسطورية في المنافي الإيرانية و الهندية . و على أية حال يبدو أن نفس المقاومة لدى مقتدى الصدر قد تشبع بمذاق قم التي يتواجد فيها منذ عدة شهور و فيها لا تسمع هذه الأيام سوى لغو المقاومجية من الذين يهلسون شعورهم هناك حرقة على الاحتلال الأمريكي للعراق و يقيموا مراكز البحوث و الدراسات الشقشقية ضد الاحتلال الملعون و جلّهم من الذين هربوا أيام صدام حسين بعد أن تورطوا بتقليد السيد محمد صادق الصدر و زاد حماسهم حد أن تركوا الأهل و الولدان ليقيموا في قم المحروسة ناشدين الدعة و راحة البال و كانوا مخلصين في نقمتهم آنذاك على كل من عارض السيد الصدر أكثر من اهتمامهم بمعارضة النظام البعثي . الحق أن الاستفتاء المشار إليه جاء بعد خراب البصرة كما يقال ، و هو يشبه تعليمات مدرب فاشل للاعبيه في الوقت الضائع . فبعد خمسة أعوام من العبث و الاقتتال الداخلي و زعزعة الأمن و إزهاق أرواح العديد من ألأبرياء في حماقة ما يسميه الصدريون بالمقاومة يأتي مقتدى الصدر الآن ليضع شروطا شرعية " للمقاوم المختص " على حد تعبيره . وهذا المقاوم الاختصاص في علم المقاومة التشريحي عليه مراعاة الشروط الآتية : أولا : عدم استهداف المدنيين و ثانيا : عدم استهداف الحكومة و ثالثا : حصر السلاح بيد المختصين و رابعا : ألا تكون الأعمال العسكرية للمقاومة مضرة بالشعب و خامسا : تجنيب المدن الأعمال العسكرية و سادسا : عدم الإضرار بخدمات الشعب من ماء و كهرباء ...إلى آخر الشروط الأحد عشر . و نحن نسأل كما سيسأل الكثيرون ولا شك : أين كنت يا حجة الإسلام و المسلمين من هذه الشروط الشرعية خلال الخمس سنوات الماضية التي قامت فيها المقاومة الشريفة بقتل الأبرياء و محاربة الحكومة و الإضرار بمصالح الشعب و تخريب البنى التحتية الخدمية و غيرها و حقيقة أنك أعطيت الضوء الأخضر لكل من هب و دب بحمل السلاح و الخروج كالمجانين في الشوارع ولأتفه الأسباب ؟؟؟ ما نعلمه أن العمل الشرعي و غير الشرعي هو عمل ثابت على وصفه فإما أن يكون شرعيا محللا أو غير شرعي محرما و لأن حلال محمد حلال و حرامه حرام إلى يوم القيامة .. ماذا عن الأرواح التي قتلت دون ذنب و الممتلكات التي خرِّبت بلا طائل و الخسائر الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و النفسية التي دفعها الشعب و الشيعة على وجه الخصوص ؟ ثم من وكّل جنابكم بأن تكونوا وليّ أمر العراقيين لتحددوا أين تكمن مصلحتهم من عدمها ؟ و هل أن مصلحة العراقيين بهذا العبث الذي اضعف الموقف و أتاح للمتربصين من بقايا النظام و حشرات الطائفيين و دعاة القومجية أن ينتهزوا الفرصة و يلعبوا السياسة وفق ما يجب أن تكون ؟ هل تريد أن يكون قدرنا دوما أننا حطب المواقد المستعرة لمعارك كلها تتجلل بالحماقات الثورية و الشعارات التافهة و الأوصاف الخادعة و المغامرات الخاسرة التي آلت بنا إلى ما نحن عليه ؟ لقد منحنا الله فرصة ثمينة لنعتق أنفسنا من ربقة الوصاية و الظلم فلماذا نعيد أكفنا لذات القيد و نسجن أنفسنا في زنازين الخسائر العبثية و المراهقات الحماسية ؟ إن أغلبية الشعب العراقي يعرف مصلحته من دون الحاجة لاستفتاءات من سماحتكم ، فهو لا يرى في المقاومة خيارا بالمرة و لأنها أثبتت عدم جدواها و كانت سلبياتها أكثر و مضارها أوسع من أي نتيجة أخرى و هذا المقياس مقياس شرعي قامت على أساسه العديد و العديد من الأحكام الشرعية و أكده الله في محكم كتابه العزيز حين أشار إلى الخمر و الميسر بأن مضارهما أكثر من منافعهما و اخذ أغلب العلماء هذا كمعيار لما هو حلال و ما هو حرام . و لأن العقل و المنطق يقولان إن الولايات المتحدة الأمريكية أعظم دول المعمورة و من الواجب التفكير بتوطيد العلاقة معها على الأقل لدفع شرورها عنا كما تقوم به كل دول العالم إلا دولتين تسيرهما عقول شبيه بعقل مقاومتكم ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابن الفرات السيلاوي
2008-08-03
والله ياسيء مقتدى الله سبحانه وتعاى خلصنا من عمك صدام قادر ان يخلصنا منك ومن شرذمتك يامهبول الله ابتلاك بالخبال فتحملت منالطقنا وخاصة في الوسط والجنوب ماتحملت من اسطواناتك الرنانه في مقاومتك الورديه ويشهد الله على ماساقوله انه لايوجد واحد شريف في جيش ام مهدي لانني على الاقل اعرف جيراننا نعرفهم وهم حثالة المجتمع ومن الساقطين السفله اتقي الله في العراق واكفنا شرك وشر مقاومتك وانت قابع في قم ثم ماهو اللذي جنيناه من ثورة العشرين حتى تاتي انت اخيرا البقاء في حياتك بمقتل عمك صدام وخير خلف لاسوء سلف
محب لتراب العراق
2008-08-02
اءوليتذكرلوعه العلويه الشريفه والدته يوم قتل اباه وأخوته على يدالخبيث الخنيث جرذالعوجه خنزيرالبعث صديم وارجوان يعلم ان التاريخ المشرف لال الصدريبكي دما بتلوثه بصحيفه اعمال مقتدى السوداء. هل من المعقول ان تكون اعمال جيشك خافيه عنك وهل حقاتكون المقاومه بصك المخالفين وتهجيراتباع المذهب المخالف وان كان البادئ بالتهجيرالمناوئين لاهل البيت ولكن ماعلمناعليك نشرحمايتك لسكان الشعله والحريه والكاظميه وكان ذالك بمقدورك مثلمافعل الشيخ الصغيرباهالي العطيفيه.ولكن لااحد يتوقع الماء من البئر الفارغه ولله الامر
محب لتراب العراق
2008-08-02
نهايه فتارة جيش ابرهه وطوراالخوارج وتارة الامويين والعباسيين ووصلو الى البعثيين وعادوامن جديدليكونواتحت قياده الغرمقتدى الذي ماكان الصداميون يحلموابمنقذيعيدلاذهانهم الخبيثه النخره فكره الاستيلاء على مقاليدالحكم من جديدوهذه المرة تحت قيادة السيدالمعمم الوطني الدرجه الاولى مقتدى ولله في خلقه شؤون وشجون غرق البلدببحورالدماء من ابرياء الطرفين بفتاوى ابن جبرين ومقتدى والضواري وغير العدنان ومشعان وصخمان.ارجومن السيدان يرجع لربه اذاكان يعبدرب محمدجده ان يتعلم ويسيربدرب العلم ويبعدرقبته التي اثقلت بالدم
محب لتراب العراق
2008-08-02
الحمدللله الذي اطال بعمري لاشهدنهايه الطاغوت الاسودصدام وله الحمدان جعلني شاهدعيان لظاهره( الناعق)مقتدىو الهمج الرعاع الذي يميلون معه اومع غيره من اهل الضلال كمامالومع جبارالعصروغدارالبعث صديم كل همهم السلب والنهب والتخريب وصفهم السيدالاب عندوصفه لعلامات الغدار وحتى وصف حركات الاعين وعدم استقرارهابعيون الطيورلشده خبثهم واسوداد قلوبهم يمرقون من الدين كمايمرق السهم في الرميه حاربهم نبي الرحمه وحاربهم يعسوب الدين وغدرو بريحانتي رسول الرحمه وعاثوافسادابمشارق الارض ومغاربهاتحت مسميات لهابدايه وليس
اكرم السماوي
2008-08-02
بعد ان اكد ( السيد مقتدى ) على مبدا المقاومة وجه بما يلي على مبدا تحشيد القوة للمقاومة وهذا ما اسفنا عليه وخسرناه ؟؟ 1 - ايقا ف العمل بمراكز البحوث الفقهية والدينية 2 - ايقاف العمل بمؤسسات البحوث للتاريخ الاسلامي 3 - ايقاف العمل بمراكز التنمية للقابليات الذهنية والفكرية للاطفال 4 - وقف العمل بمؤسسات الشباب للفقه المحمدي الحسيني 5 - وقف التعاون في مجال المعلومات والبرامجيات بين ( مركز مدينة الصدر لبحوث المعلومات ) وشركة مايكرو سوفت والكثير من المؤسسات مع شديد الاسف والحسرة راجين منه اعادتها ؟؟؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك