المقالات

ماذا نسمي حركة الحسين عليه السلام ؟

1142 01:28:00 2008-08-06

بقلم : سامي جواد كاظم

لو القينا نظرة شبه دقيقة على التاريخ ونختص بالثورات لوجدنا هنالك عوامل لا بد من توفرها في اي حركة يراد لها ان تنجح او يطلق عليها ثورة ومن هذه المستلزمات القائد اولا والمبدأ ثانيا والجماهير ثالثا وخطة العمل بعد النجاح رابعا، واما مكانها فيكون داخل المدينة الذي يحكم فيها الحاكم ، وكل الثورات تكون شرارتها ظلم الحكام حيث لا ثورة تكون مبادئها سلبية بل تغير الواقع من باطل الى حق .اذا ما أُخل باي بند من بنود الثورة يكون الفشل من نصيبها والامثلة كثيرة على ذلك خذوا مثلا ثورة زيد بن علي عليهما السلام حيث القائد موجود والمبدأ كذلك مع مكان اندلاعها وهو في الكوفة حيث مقر الحاكم الظالم الا انها تفتقر الى عامل الجماهير مما ادى الى فشلها .الانتفاضة الشعبانية في العراق الجماهير موجودة والمبدأ موجود ومكان اندلاعها صحيح والحاكم ظالم الا انها من غير قائد مما ادى الى فشلها ودفع الشعب العراقي ثمنا غاليا لهذه الانتفاضة المباركة .انا لا اتكلم عن المعنويات الايجابية التي تخلفها مثل هكذا حركات والتي في نفس الوقت تكون دافع ودرس للاجيال القادمة حيث تكون دافع لردع الظلم وفي نفس الوقت التعلم من هفواتها حتى يتم اجتنابها .هنالك ثورات اندلعت في اوربا حيث القائد والشعب ولكن خلوها من المبدأ فاتقلبت هذه الحركات الى اعمال سلب ونهب .كما وان هنالك ثورة يكون في مبدئها خلل مع عدم وضع الحلول الى ما بعد نجاح الثورة حتى يمكن الحفاظ على نتائج الثورة خذوا مثلا ثورة ابن الزبير والذي كان هدفه هو ان يحصل على الخلافة وطرد الامويين من سدة الحكم وهذا فوت عليه عدة فرص من خلال التفاوض مع الخلافة الاموية حول مطاليبه وهذا ناتج عن سوء الدراسة السياسية لما بعد الثورة وهذا ادى الى فشله وقتله شر قتلة .كما وان التوابيين الذين ثاروا حيث الجماهير والقائد ( سليمان بن صرد الخزاعي ) فكان جل اهتمامهم هو الانتقام من قتلة الحسين (ع) من غير دراسة ما ستؤول اليه الامور في حال نجاحهم وهذا ادى الى فشلهم .واما الثورات الناجحة مثلا الثورة الايرانية الاسلامية التي جمعت كل مستلزمات الثورة من جماهير وقائد ومبدأ وسياسة حكم بعد النجاح والثورة على الحاكم الظالم وهذا بطبيعة الحل تاتي ثمارها النجاح .الان لنتابع حركة الحسين عليه السلام فهل هي ثورة ام لا ؟الحقيقة تستحق حركة الحسين (ع) عدة تسميات وفق المراحل التي مرت بها ، فمنذ الوهلة الاولى لخروجه من مكة بعد استلامه كتب اهالي الكوفة تستحثه على القدوم حيث ان كل مقومات الثورة متوفرة فعند ذلك تكون حركة الحسين عليه السلام هي ثورة حيث القائد والجماهير والمبادئ مع الرؤية السياسية لتسيير دفة الحكم التي يتمتع بها الحسين (ع) وكذلك مكان الثورة هو الكوفة حيث الحاكم الظالم .في وسط الطريق جاء خبر استشهاد سفير الحسين عليه السلام وابن عمه مسلم بن عقيل عليه السلام ، هنا بدات الافكار تراود الحسين عليه السلام حول طبيعة تحركه ففضل الذهاب الى الكوفة للاستفهام من اصحاب الكتب التي بعثوها اليه في مكة يستحثونه على القدوم ( اقدم علينا فقد اينعت الثمار واستحقت القطوف ) .اذن بقى على سيره الحسين عليه السلام الى الكوفة الامر المستحدث هو منعه من التوجه الى الكوفة من قبل الحر وجنوده مما تغير مسير الركب الى ما وصل اليه في كربلاء ، هنا عدة اختيارات كانت امام الحسين عليه السلام لجأ اليها ولم يسمح له بها فمثلا منها طلب من الحر الدخول الى الكوفة فمنع ثم طلب الذهاب الى الشام لمواجهة يزيد فمنع ثم طلب العودة الى مدينة جده رسول الله (ص) فمنع ايضا مما جعل الركب يسير باتجاه كربلاء من غير القصد اليها ولكن شاءت الاقدار ان تكون كربلاء هي محط الرجال وعندها تذكر الحسين عليه السلام احاديث جده وابيه وامه عن مقتله في ارض كربلاء .في ليلة التاسع جمع صحبه الحسين عليه السلام وطلب منهم ان يصطحبوا عياله ليلا ويتركوه لوحده لان القوم يطلبوه فرفضوا هذا الطلب منه .اذن هل يمكن ان نطلق على حركة الحسين عليه السلام هنا ثورة حيث لا جماهير ولا المكان الذي وقعت فيه هو مركز الولاية ؟ .الطف هي واقعة فريدة من نوعها على مدى التاريخ ومنذ ان خلق الله عز وجل ادم عليه السلام ، حيث الانطلاقة من مكة المكرمة كانت تستحق كلمة ثورة بالرغم من عدم اندلاعها الا ان الخطوة الاولى للثورة قد حدثت من خلال خروج الحسين (ع) من مكة مستجيبا لطلب المسلمين للنهوض ضد الباطل، وبالرغم من تلقي الحسين عليه السلام نبأ استشهاد سفيره وابن عمه مسلم بن عقيل عليه السلام مع الاخبار التي وصلت اليه ان الذين دعوك تخلوا عنك ( قلوبهم معك وسيوفهم عليك ) الا ان الحسين عليه السلام بقي على عزمه بالنهوض بثورة طالما ان هنالك من دعاه لها .ولكن عندما التقى بجيش الحر ومنع من دخول الكوفة او الذهاب الى الشام او العودة الى المدينة ، هنا فقدت بعض مستلزمات الثورة كما اسلفت الجماهير والمكان .الى اليوم التاسع من محرم لم تفصح الظروف عن ما سيكون عليه الوضع مع الزنادقة جيش يزيد ولكن كانت هنالك اتصالات ومشاورات فيما بين الطرفين وكلها وصلت الى طريق مسدود وذلك لاصرار الحسين (ع) على التمسك بنهج جده واصرار الطرف الاخر على التمسك بنهج يزيد .طبيعة المعركة التي اندلعت يوم العاشر من محرم طبيعة غريبة في كل تفاصيلها مجموعة الحسين عليه السلام لم تتجاوز المئة فرد مع عياله والطرف الاخر اكثر من عشرة الاف وقد قيل ثلاثين الف المهم لانسبة بين العددين .طبيعة المعركة هو خروج مقاتل واحد فقط من اصحاب الحسين عليه السلام ويخرج ضال واحد من الطرف الاخر فاذا ما انتصر عليه مقاتل الحسين خرج ضال اخر حتى يبلغ العدد مثلا خمسة او عشرة عندها يخرج اكثر من واحد فيتكالبون عليه مع استخدام السهام قبل الانقضاض على مقاتل الحسين (ع) ، وهذه الطريقة الغير مألوفة في المعارك هي التي جعلت الكفة تميل لاصحاب يزيد ميدانيا فمع قطع الماء رافقه الغدر والامام العباس عليه السلام هو من تلقى ابشع حالة غدر في معركة كما تسمى . ولكن من خلال دراسة هذه الاحداث لااعتقد انها تستحق اسم معركة او ثورة فافضل تسمية اطلقت عليها انها واقعة تتحدث عن عزة وتضحية الحسين وعياله وصحبه عليهم افضل الصلاة والسلام من جهة وتتحدث عن خسة يزيد واتباعه .الا ان موقف الحسين هذا اصبح هو الشرارة لكل من يرفض الخنوع للظالم فتكون هي المؤججة للنفوس الثورية .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك