المقالات

اتهامات أعرجية فارغة

1707 23:06:00 2008-08-06

( بقلم : فالح غزوان الحمد )

منذ بدء الجدل حول قانون انتخابات المحافظات و رغم اتضاح أن القائمة الكردستانية لديها تحفظات على قضية كركوك بل و اتضاح أن قضية كركوك هي العقبة بوجه اتفاق القوى السياسية على إقرار المشروع و فشل موافقة مجلس الرئاسة عليه بعد إقراره الأول برغم كل تلك الحقيقة الواضحة إلا أن المتصيدين في المياه العكرة ما انفكوا يتهمون قوى سياسية بعينها من أنها تريد تأجيل الانتخابات للحفاظ على مناصبها الحالية و أنها تقول شيئا و تظهر رغبة في إجراء الانتخابات في موعدها في حين أنها لا ترغب واقعا في ذلك و تسعى إلى العرقلة و التأجيل ..

لا أعرف لماذا تذكرني هذه الادعاءات بتلك التي توجه للمكون الشيعي من أنه يدين بالولاء لإيران و معجمو الشيعة ما انفكوا يرددون أقوالهم التي تشكك بوطنية العراقيين في الجنوب ربما لأن كلا الادعاءين يفترضان نية محددة للآخرين و يؤسسان لموقف على ضوئها ، و لا يخفى أن النوايا لا يعلمها إلا الله و ليس من حق أي شخص القول بأن نية الآخر فردا أو جماعة هي هذه و لا تطابق فعله ذاك ما لم يكن ثمة دليل و قرائن قوية تعضد الادعاء و تحيله إلى حقيقة أو شبه حقيقة على الأقل . وفي قضيتنا المطروحة لو كان القارئ ممثلا عن أو من كوادر تلك الأحزاب المتهمة فما الذي بوسعه عمله ليظهر أنه راغب في الانتخابات و ضرورة إقرارها في موعدها ؟ هل هناك طريق آخر لعرض الموقف السياسي غير التصريحات و التأكيدات المستمرة لعدة أشهر و كلها تؤكد على ضرورة الانتخابات ؟ أم أن المطلوب أداء قسم أو يمين مثلا على غرار ما فعله صدام في نزاعه من المجتمع الدولي حول أسلحة الدمار و إرساله بيانا للأمم المتحدة أقسم فيه بشرفه أنه لا توجد أسلحة دمار شامل لديه !!

على أننا لو أردنا تحليل الواقع السياسي الحالي لما خرجنا إلا بنتيجة مفادها أن هذه الأحزاب و منها المجلس الأعلى و حزب الدعوة و حتى جبهة التوافق ، هذه الأطراف المشكلة للحكومة حاليا بالإضافة إلى الكرد ، هي آخر من يفكر بالعمل لأجل عرقلة الانتخابات في موعدها المقرر لها بل و أن عملية اللغط و إثارة الجدل حول قانون الانتخابات لا يصب إلا في مصلحة المعارضين كالتيار الصدري و الفضيلة و القائمة العراقية و غيرها . و هذا مبني على عدة أساب منها :

إن المواطنين العراقيين ينتظرون الانتخابات القادمة بما يفوق انتظاراتهم السابقة بناء على أنهم يتطلعون إلى رؤية حكومات محلية جديدة تحل محل الحكومات الحالية التي و للأسف عجز الكثير منها عن أداء مهماته بشكل صحيح و سليم ، أما القول إن المواطن اليوم لا يعير الانتخابات أهمية كبيرة فما يجب فهمه إن صح هذا القول هو أنه ربما لا يعير حد اللحظة عملية اقتراعه هو نفسه و كردة فعل طبيعية فإنه قد يقرر عدم الذهاب إلى الانتخابات و لكنه متشوق تماما إلى إجرائها ليرى تغييرا في المشهد الساكن حاليا .

وهذا ما يجعلني أشك بأن الإقبال على الانتخابات القادمة سيكون ضعيفا و لا سيما إذا ما علمنا أن الشخصية العراقية شخصية اللحظة بكل جدارة فالقرارات المصيرية كثيرا ما تتخذ عراقيا في لحظة مباغته و قد يحدث متغير جديد يدفع الناس إلى المسارعة في الاقتراع . و أيا يكن الأمر فإن الأحزاب التي يتهمها الآخرون بالسعي للتأجيل و العرقلة و ما شابه ذلك تعرف حق المعرفة رغبة الناس تلك حيث يتشوق أغلب العراقيين للحظة الانتخابات المقبلة كجزء من المراهنة على إمكانية تغيير الأوضاع الخدمية بشكل خاص في شتى المحافظات العراقية و في حال إقدامها على العرقلة أو الوقوف بوجه إقرار قانون الانتخابات و الاستمرار بذلك فهي ستفقد الكثير من التأييد و سينظر إليها بمنظار آخر و كل ذلك مما يقوي من خصومها السياسيين بالقدر الذي يسهم في إضعافها . سبب آخر يمنع الأحزاب العراقية المعنية من تأجيل أو إلغاء الانتخابات وهو إن هذه الأحزاب تعلم أيضا أنها مهما وقفت بوجه إجراء الانتخابات فلن تكسب من العمر السياسي سوى بضعة أشهر لن تغني و لن تجدي بشيء لصالحها في مقابل ما ستتعرض لها مصداقيتها من خطر في الشارع العراقي .

 و سبب ثالث من الأسباب التي لا يمكن بفعلها لهذه الأحزاب أن تقف موقفا كالذي تُتَّهم به وهو ما أظهرته من إيمان بالعملية الديمقراطية و بناء العراق الجديد على أساس النظام الديمقراطي التعددي فيما نعلم مسبقا موقف الأخرين الذين يكيلون الاتهامات تجاه النظام الديمقراطي و الذي يعرّفونه بأنه مشروع أمريكي استعماري و إلى آخر هرائهم الذي نسمعه بشكل شبه يومي .

في المقابل يسعنا القول إن هناك قوى سياسية تصب قضية التأجيل لصالحها بنفس القدر الذي يوفره لها اتهام الأحزاب الأخرى من مصالح لها . فالتيار الصدري مثلا مهدد بعدم الاشتراك في الانتخابات القادمة على خلفية عدم حله للمليشيات المسماة بجيش المهدي بشكل واضح ما قد يدفع المحكمة الدستورية إلى حرمان اتباعه من الانتخابات ، و لا شك أن الوضع الحالي حيث وجود تمثيل يتفاوت بين المطلق كما في العمارة و المتوسط و الضعيف كما في أغلب المحافظات أفضل حالا من اللاشيء و هذا تماما ما قصده سماحة الشيخ جلال الدين الصغير حين رأى أن القوى التي تعرقل إقرار القانون و الوصول إلى توافق بشأنه هي التي تريد البقاء في السلطة . و على أية حال فإن الاتهامات التي توجه جزافا و بدون أية أدلة واضحة و مقنعة هي اتهامات لغايات سياسية واضحة هدفها التشويه و الاستعداء للشعب ضد الأحزاب الوطنية فمن الواضح أنها اتهامات تضمر تخوين الآخرين و التشكيك بمواقفهم و نواياهم و هذا ما أوضحه السيد المشهداني رئيس البرلمان للنائب الصدري بهاء الأعرجي و هو يقصد طرفا بعينه دون غيره في محاولة يائسة لتشويهه رغم أن هذا الطرف أظهر كل ما بوسعه عمله من أجل المطالبة بإقرار قانون انتخابات المحافظات ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
بديع السعيدي
2008-08-07
البغدادي اشم من تعليقك غبارا يدعو الى الطائفية واصبحت ايران شماعة العصر تعلقون عليها ماتريدون وبخبث واضح وهذه الامور هي تلقين لكم من دول تعروفونها جيدا نصبت العداوة للشيعة بكل مكان بحجة انهم يتبعون ايران وقد تناسوا بان التشيع لم تؤسسه ايران وان عليا وفاطمة وذريتهما ما كانوا ايراننيين في يوم من الايام - لماذا لاجعلوا ضمائركم هي التي تتكلم ان وجدت لكم ضمائر ولم تمت فسوف تعلمون بان الدول التي تدعمكم ضد وحدة العراق وحكومته هي نفسها التي جلبت الاحتلال الذي تدعون رفضكم له هل تلك الجيوش عبرت عن طريق ايران او عبر الموانئ الايرانيه كفاكم دجلا وانظروا للامور بجديه لبناء وطنكم الذي يمتلك من الخيرات والتي تكفي لجميع سكان المعموة وانظروا للبناء والتقويم لا الى الانتقاص والتهديم اجعلوا من العراق تحفة هذا العصر لانكم تملكون المقومات لذلك لا تتخذون من البعثيين قدوة لكم في الامور لانكم خبرتموهم ومن خلال ثلاثة عقود مضت كيف دمروا الاقتصاد واحالوا هذا البلد الى ركام والذي لو مسك من قبل اياد عادلة لاصبح العراق الان يشار له بالبنان لماذا نحسد الخليجيين على عمرانهم وثرواتهم ونحن نملك ثروات اكثر منهم هم لديهم نفطا سينضب نحن عندما بحر من النفط هم لديه صحاري قاحلة نحن لدينا انهار باستطاعتنا ان نجعل العراق كبساط اخضر بها اذا اردنا ذلك –نعم نحن لدنا كل شئ ولكن لانريد ان نفعل هم لديهم بعض الشئ وفعلوا اكثير لبلدانهم –فيا بغدادي ادعي بالتي هي احسن لباء العراق ولاتدع الى الفتنة التي خربت ديارنا وقتلت ابناءنا وتشفى بنا عدونا من خلالها اللهم انصر العراق واهله واجعلهم يسلكون وبقدرتك طريق الصواب الذي يزيد من محبتهم وويمنع من تفرقهم يا ارحم الراحمين .
بغدادي
2008-08-07
انا لست اعرجيا او ايرانيا ولكني اقول لكم ان العراقين اصبحو على يقين تام انكم تمثلون المصالح الايرانية ولا هم لكم الا الايرانيون ومصالحهم في المنطقة وتم ذلك على حساب العراقين ودمائهم طيلة فترة تسلطكم على دفة الحكومه اما بخصوص الانتخابات فانتم على دراية تامة ان الشعب العراقي قد رغب عنكم تماماولا يرغب في رؤيتكم في السلطة ابدا وعليه بداءت سلسة التثقيف في صفوف الناس البسطاء بترك الانتخابات وعدم المشاركة بها لغرض عدم وصول من هو افضل منكم ومن هو العراقي الاصيل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك