( بقلم : ميثم المبرقع )
كنت حتى وقت قريب أحسن الظن بالاخ راسم المرواني واراه نمطاً متألقاً خارجاً عن طبيعة تفكير مشايخ جيش المهدي التي تشبه عقول المقيمين في كهوف قاندهار الافغانية. بل دعوت في مقال سابق التيار الصدري الى ضرورة الاهتمام بشخصيات اعلامية وسياسية كالاخ المرواني بحسب ما كنت اقرأ له من افكار جريئة وناقد ومصححة لاداء الكثير من الصدريين المنفعل.
وفوجئت بمقاله في موقع بعثي ساقط بتأريخ 5 آب 2008 بعنوان (فاصل ثم نعود) ويبدو ان الطبع غلب التطبع كما يقال فوجدته يستعير شعارات مكتوبة في مدينة الصدر للعصابات الخارجة على القانون وهي كثيرة ولم يجرؤ احد منهم من كتابة شعار واحد في عهد الطاغية صدام بعد اغتيال السيد الشهيد محمد الصدر. المرواني هذه المرة استعار شعاراً سوقياً في جدران مدينة الصدر وهو (فاصل ثم نعود) ولا ندري ايهما سيعود هل العصابات الخارجة على القانون التي مارست أبشع الجرائم في العراق من خطف واغتيال وسلب ونهب واستهداف مؤسسات الحكومة ام يقصد التيار الصدري فاذا كان يقصد الاول فان عودتهم تعني التفكير بعودة الفوضى والتهديد والتوتر والاقتتال والغاء سلطة القانون وتعطيل دولة المؤسسات وعودة العصابات والملثمين والقتلة والمجرمين وهذه امنية البعثيين واعداء العراق.
واذا كان قصد الاخ راسم المرواني من (فاصل ثم نعود) عودة الصدريين فهم لم يذهبوا حتى يعودوا ولن ينفصلوا حتى يلتحموا ولن يغيبوا حتى يحضروا. واذا غابوا طوع ارادتهم تفادياً للاعتقال العشوائي او المعلومات الكيدية فاننا نرحب بعودتهم بلا ميليشيات وبلا عصابات مع اننا نفرق كثيراً بين التيار الصدري كوجود محب ومتأثر بالسيد الشهيد محمد الصدر وله حضور سياسي ونيابي ونشاط اجتماعي وحوزوي فليس من الصحيح الخلط والتعميم بين الصدريين وغيرهم من العصابات الخارجة على القانون.
ويبدو ان هذا الخلط الغلط منشأؤه التيار الصدري نفسه فحاول بعض قياداتهم عدم التفريق بين التيار الصدري وبين هذه العصابات مع اننا ندرك ان ثمة فرقاً كبيراً بين الصدريين وبين الميليشيات المسلحة. واقولها بكل اخلاص وصدق بان الفرصة كبيرة لعودة التيار الصدري الى الميدان العراقي والمسار السياسي فليس هناك حظر او منع لحضور هذا التيار المهم الذي يشكل مفصلاً مهماً من العملية السياسية مع تحفظاتنا على اداء بعض شخوصه الذين اساءوا كثيراً لهذا التيار.
والتيار الصدري تيار محترم وليس باستطاعة احد مهما كان من تغييبه او اقصائه مطلقاً ولا نقول ذلك مجاملة بل نقولها بصدق وضمن تجربة الواقع ونبض الحقيقة. واستغرب من المرواني ان يردد ويعيد ويستعير من الشعارات الجدرانية المشوهة خطابه الاعلامي وقناعاته السياسية فليس من الصحيح ان يحلم المرواني وغيره بعودة هذه العصابات بعد فاصل صولة الفرسان وام الربيعين وبشائر السلام والخير.
الناس جميعاً الذين كانوا مغلوباً على امرهم وكانوا محاصرين من قبل هذه العصابات قد رحبوا بعودة القوات الامنية الى مناطقهم لفرض القانون والامن والهدوء وتحرير محطات الوقود من استئثار هذه العصابات التي جعلت سعر قنينة الغاز بـ (25 ) الف دينار بينما اصبحت بعد الصولات الحكومية بـ(5) الف دينار.
نصيحتي للمرواني وللصدريين جميعاً ان لا يصطفوا مع العصابات الخارجة على القانون ويتخندقوا معها فانها اساءة بالغة لهم ولابد ان يكونوا حاذقين بالتخلص من هذه التهمة وعليهم احترام القانون والامن ودولة المؤسسات. نأسف ان نقول لراسم المرواني ان العصابات لن تعود بعد الفاصل لان القناة مشفرة لا اقصد قناة الجيش بل القناة التي انفصلوا عنها مشفرة ولا مجال للعودة الا اذا تخلوا عن السلاح والقتل والخطف فان مثل هذه العودة مقبولة ومباركة ولن يتدخل احد ضدها بل اننا نحاول قدر وسعنا عودة الاخوة المغرر بهم الى التعقل واحترام القانون فالعراق ليس حكراً على احد بل عراق الجميع.
والحكومة تتمنى وتتبنى عودة الاخوة الى جادة الصواب وتفتح صدرها لاحتضانهم بل انها لم تمارس القسوة ضدهم بل انذرتهم وامهلتهم وكافئت من يسلم سلاحه واعلن امام الاعلام عن خطتها في فرض القانون قبل اكثر من شهر كفرصة للاختفاء او التخلي عن السلاح. وكلمة اخيرة للمرواني هي ان يجهد وعيه وفكره وتألقه الى انتقاء الخيار الصحيح للتيار الصدري والنأي بعيداً عن العصابات الخارجة على القانون وعدم التخندق والتشرنق مع هذه العصابات المسلحة.
https://telegram.me/buratha