بقلم : سامي جواد كاظم
التطور في الحياة ملموس بكل حواس الانسان وفي كل المجالات وطالما ان الخير يتطور في اساليبه ومبتكراته فالشر كذلك ووسائل ردع الشر هي الاخرى يجب ان تتطور وفي الجانبين العملي والفكري . في وقت ما كان للمنبر الحسيني دور الريادة والقيادة في توجيه العقول الى الافكار الصحيحة في الخلق والتربية والحذرمن مكر الفساد ،وحقيقة كان هذا المنبر العدو الاول للنظام السابق وحاربه على اتجاهين الاتجاه الاول تطويع شخصيات ترتقي المنبر يكون ولائها لحكومته والاتجاه الثاني منع المنبر في كثير من الاماكن التي كان له حضور فيها .اليوم وبعد ان انطلقت الكلمة من الافواه الى فضاء الحرية والتي رافقها اي الحرية الكثير من الافكار السلبية المسمومة التي طفحت فوق الاجواء العراقية اذن لا بد من انعاش المنبر بالاتجاه الصحيح حتى ياخذ دوره الصحيح في تادية رسالته .
الحقيقة لم يكن المنبر الخطابي اليوم بالمستوى المرجو منه واستمعت الى كثير من الخطابات التي لم تعد بالمؤثرة بل انها اشبه بالعودة الى اطلال الماضي والاضافات في الخطاب الاسلامي سلبي اكثر مما هو ايجابي .وعندما اتحدث عن حالات فاني اقصدها هي لا اقصد شخص الخطيب ولا اذكر اسمه من باب احترام الراي الاخر ، في احدى القنوات الفضائية وانا استمع لخطيب معروف في مناسبة تخص الزهراء ذكر هذا الخطيب ان فاطمة احسن من النبي لان ابيها محمد ومحمد ابيه عبد الله ، حقيقة استغرب هذه العبارة وما الداعي لذكرها ومن ثم منذ متى الاسلام يتفاخر بالنسب ولا اقول اكثر من قول الصادق عليه السلام اتونا باعمالكم ولا تاتونا بانسابكم .اما ذكر القصص الخرافية التي تتخلل الخطابة بقصد تهييج المشاعر فحدث ولا حرج ، لا اعلم هل حقا لا يوجد علوم اسلامية معاصرة تنطبق وواقع حياتنا تلفت انتباه القاريء اليها من خلال الخطاب المنبري ؟! لا اريد ان اتكلم عن وضع نظام تمحيص للذين يرتقون المنبر وكيف تكون مؤهلاتهم التي تسمح لهم ارتقاء المنبر ؟لان هذه العملية غير مقدور عليها الان .
في احدى محاضرات النقاش التي القاها الدكتور علي الساعدي ذكر فيها مؤهلات الخطيب منها الصوت الجهوري والبلاغة والمنطق والاطلاع الواسع على التاريخ والفقه وما الى ذلك من امور تساعد الخطيب على خطابته ولكنه لم يذكر كيف يتم اختيار المادة التي يتكلم عنها سواء كانت في مناسبة او عامة ، وهذا اهم ما يجب ان يعرفه الخطيب فالخطيب الذي لا يكن صوته جهوري وله مادة علمية ثرة ورائعة فان الكثير ينقاد له ممن يريد ان يتزود بهذه العلوم .
في يوم استشهاد امير المؤمنين عليه السلام سال احد طلبة الحوزة مرجعه الشيخ الانصاري عن افضل الاعمال في هذا اليوم فساله الانصاري ماهذا الكتاب الذي بيدك ؟ اجاب شرح ابن عقيل فقال له اقرأه وذاكر فيه فانه من اعظم الاعمال ، وهنا قصد قراءة العلوم . كثيرا ما اجد سلبيات في واقعنا الاسلامي وعندما اسال الانسان البسيط لماذا هذه السلبيات وكيف يمكن القضاء عليها يجيبني انه دور المنبر ، اذن هنالك اناس ياملون بالاستحداث لهذا المنبر لانهم يرونه افضل وسيلة لتلقي العلوم والثقافة والقضاء على السلبيات.
https://telegram.me/buratha