المقالات

التخندق الكركوكي المذموم

1174 10:20:00 2008-08-09

( بقلم : كريم النوري )

لا يمكن ان تكون قراءة المواقف السياسية بنظرة سطحية وافق ضيق وفهم محدود بل لابد من رؤية معمقة وفهم مستوعب لكل زوايا وآفاق هذه المواقف دون الانغلاق على الفهم التعميمي والخلط. ويبدو ان بعض السياسيين يحاول تعمية الاخرين وتسطيح الوعي وارباك الرؤية والتفريط بالبساطة للمواقف ابتغاء اضعاف الخصوم السياسيين وتحقيق مكاسب سياسية ولو على حساب الوعي الصحيح والفهم السليم.

ففي ازمة كركوك التي عشنا بعض فصولها الخلافية والاستغلال السيىء لبعض الاطراف السياسية التي تتنفس برئة النظام البعثي السابق برزت مفاهيم ومواقف سياسية تكشف عن هزالة الوعي السياسي لهذه الاطراف التي تعتاش على الازمات والخلافات واستغلالها الخبيث لبساطة الفهم وقلب الحقائق وخلط الاوراق وتكريس المغالطات.التخندق الحاصل بعد ازمة كركوك لم يكن تخندقاً صحيحاً نابعاً عن رؤية معمقة وموقف مدروس والذي يطالب بعض القوى السياسية الفاعلة التخندق مع اطراف ذات اجندة سياسية تخريبية للعملية السياسية انما يطالبنا بالتخلي عن مواقفنا المبدئية والاصطفاف مع الفزعة الهستيرية التي يراد من خلالها ضرب الصف الوطني ونسف العملية السياسية في البلاد.

الموقف السليم لا تقوده سياقات العقل الجمعي المتأثرة بالشعارات الماضوية التي كان يرقص على انغامها النظام السابق واستطاع ان يمرر من خلالها ابشع الجرائم كالانفال وحلبجة.كما ان جرائم الانفال وحلبجة لا ينبغي ان تكون مبرراً لبعض الاطراف المظلومة من الحقبة الماضية بالتمدد اكثر من اللازم.

الاتفاق الرباعي لن ينهار بسبب خلافات كركوك كما يتوهم الاخرون او يخططون ولا يمكن ان يكون المتفقون في الرباعي متفاهمين تماماً على كل الاحداث الراهنة والمستجدة والا لما صاروا احزاباً وتحالفات وتكتلات ولتحولوا الى حزب واحد يتفق على المواقف والقرارات بل حتى الحزب الواحد قد يختلف افراده في بعض المواطن والاراء.الخنادق والاصطفافات المنفعلة الاخيرة بسبب احداث كركوك لا يمكن ان تنعكس على الاتفاق الرباعي ولا تجرنا صيحات هستيرية تفوح منها رائحة البعث كانت تحرض على ذبحنا الى مواقف منفعلة ومتشنجة من اجل التخندق الانفعالي مع فزعة الاخرين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك