المقالات

العراق كركوك وكركوك العراق

1355 10:49:00 2008-08-09

( بقلم : حاتم كريم الدراجي )

يرفض العراقيون أي نوع من الانفصال الجغرافي والسياسي في كركوك، وكثيرا ما قوبل مطلب الانفصال بالرفض الشعبي والرسمي، ليس لكونه يشكل خلخلة لتراب الوطن العراقي وتركيبته الشعبية فحسب، ولكن لأنه أيضا يشكل استغلالا لواقع سياسي جديد نشأ بعد سقوط النظام السابق . وليس أدل على ذلك من رفض عرب وتركمان كركوك أنفسهم لأي محاولة للانسلاخ عن التراب العراقي، واندلاع المظاهرات مؤخرا للتعبير عن هذا الرفض المطلق للانضمام إلى إقليم كردستان.

حيث يسكن كركوك مزيج متجانس من قوميات مختلفة من الأكرادالعرب التركمان الآشوريين الكلدان والأرمن. كركوك عرفت منذ القدم بتجانس قومياتها المختلفة لكن هذا التجانس طرأت عليه تغيرات منذ ثمانينيات القرن المنصرم حيث قامت حكومة الرئيس المقبور صدام حسين بإجبار الأكراد و التركمان على الرحيل من ديارهم وقراهم في مدبنة كركوك كجزء من سياسة منظمة عرفت بسياسة التعريب. ومدينة كركوك كانت ولم تزل موضع خلاف وجدل حول عرقية المدينة التأريخية الموغلة بالقدم. يذكر إحصاء أجرته السلطات قبل إبريل/نيسان عام 1920م أن مجموع سكان كركوك كان 92 ألف نسمة. و قد توزع السكان وفقاً للمجموعات الدينية التاليةالفئة مسلمين سنة مسلمين شيعة يهود مسيحيين ديانات آخرى المجموعالعدد 85,000 نسمة 5,000 نسمة 1,400 نسمة 600 نسمة غير محدد 92,000 نسمةالنسبة المئوية 92.4% 5.4% 1.5% 0.7% غير محدد 100%

ولا جدال في خطورة الدعوة إلى مثل هذا الانفصال على العراق خصوصا في الفترة الحالية، فالانفصال يعني أولا فتح الباب أمام كومة النار العرقية والطائفية والإثنية والدينية التي قد تحرق الشعب العراقي بأكمله، خاصة في ظل عدم وجود حكومة مركزية قوية حتى الآن. ووسط هذه المخاطر ارتفعت الأصوات العراقية سواء داخل الجمعية الوطنية أو خارجها لرفض مثل هذه المطالب الرامية لخلخلة الأوضاع في العراق أكثر مما هي عليه الآن. ومن المشاكل الانفصال ايضا هي تدخل دول الجوار التي تعتبر قضية الاكراد قاسما مشتركا بين العراق وتركيا وكثيرا ما شكلت كركوك حجر عثرة امام أي محاولة لتطوير العلاقات بين البلدين وقد جاء أول رد فعلي تركي علي المطالب الكردية الأخيرة الداعية إلى انفصال كركوك على لسان وزير الخارجية التركي عبد الله غول الذي حذر من مغبة تغيير الوضع السكاني والجغرافي لإقليم كركوك.

وكثيرا ما رفضت تركيا انضمام كركوك لإقليم كردستان حتى لا تفقد أهميته الإستراتيجية كأول منفذ يتم من خلاله تصدير النفط العراقي إلى ميناء جيهان التركي، فضلا عن كون الانفصال يصب في زيادة المساحة الممنوحة لأكراد كردستان، واحتمالات مطالبة أكراد تركيا بوضع مماثل.  وفي ظل تصريحات متناقضة لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني(( إن الاقليم سيبقى جزءا من العراق طالما التزمت الحكومة العراقية بالدستور الدائم)).

ومن جانب اخر زيارتة الى محافظة كركوك واجتماعة مع رئيس مجلس المحافظة والاعضاء الاكراد وسط التقارير عن تحريك البيشمركة الكردية نحو مشارف المدينة والتهديداته في ضم كركوك الى كردستان بالقوة وهذا يدل على عدم احترام سيادة الدولة المركزية والاستخفاف بها وتصريحاته لن تكون من مصلحة احد .لكن اقول ياسيد برزاني حتى إذا ما سيطر الكرد على كركوك فإن دولة كردية مستقلة لا منفذ لها على البحر لن تتمكن من بيعه أو تصديره اذا ما رفضت دول الجوار التعاون معها للتواصل مع العالم، ناهيك طبعا عن توافر أساليب اخرى للحصار تجعل من هذه الدولة معتمدة بالكامل على المعونات الدولية في حال وجودها أصلا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك