المقالات

سياسة هــاك لا هنّــاك

1749 18:11:00 2008-08-09

( بقلم : جلال الناصري )

مرت على العراق سنون عجاف تعرّض فيها لأبشع انواع الظلم والاظطهاد والاستغلال من قبل الحكّام الذين تربعوا على عرش السلطة .. ومارسوا سياسات عجيبة غريبة على هذا الشعب الصابر وتأريخ العراق يشهد بذلك منذ تأسيس دولة العراق والى يومنا هذا الذي لا يختلف عن الماضي بشيء سوى تغير الزمان والوجوه فقط زمن المقبور الذي ولّى دون رجعة إتبّع سياسة القوة والتعسف وبالفعل استطاع أن يفرض افكاره الغبيّة على الشعب المظلوم وسياسته الخرقاء التي استنزفت دماء أبناء الشعب الزكيّة .. بصفته القائد الضروره ,والهُمام الذي لا يُهزم , وسيف العرب البتّار والبطل المغوار وما الى ذلك من الالقاب الجوفاء , فمن حربٍ الى حرب ومن خراب الى خراب ومن سياسة غبية الى أُخرى أغبى منها الى أن انتهى بنا الامر العراق بلد محاصر محتل منهوب الخيرات والثروات تجوبه خنازير أميركا وحلفاؤها من الشمال الى الجنوب وبؤرة للأرهاب في المنطقة.

انتهت حقبة العراق المظلمة ودخلنا حقبة الحريّة والديمقراطية وما أجمل هاتين الكلمتين لو طُبقّت بالشكل الصحيح لكن للأسف بدت علامات التسلط والعبودية بالظهور مرة أخرى وهذا ما يخيفنا من المستقبل المرتقب , وبلا شك في هذه الايام لابُدَّ من ولادة سياسة جديده هي وليدة المرحلة وبالفعل السياسة التي سأتحدث عنها هي سياسة (هــاك لا هنــّاك) كلنا نعرف هذا المثل الشعبي يضرب لأعطاء الشيء بمنيّة .. وهذا مالمسته من سياسة الدولةالحاليّة .. لا أتكلّم عن شخوص الدولة المتمثلة برئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء بل عن المناصب الاقل منهم .. هذه السياسة الجديدة تفيد المواطن في الحركة المستمرة والدؤوبة لكي لا يصاب بالخمول والجلوس في البيت دون حركة أو أي شيء يشغله والاخطر من ذلك ربما يتعرض لمرض السمنة فحرصاً منها على صحة المواطن إتُخِذت هذه السياسة ..

مساعدات الحكومة كثيرة لأبناء الشعب العراقي واشهد بذلك ومنها (القروض الميَّسرة) التي تكرمت بها على الخريجين العاطلين عن العمل وهي خطوه جبّارة لأستقطاب الخريجين وتحويلهم من مستهلكين الى منتجين بالرغم من تأخرها لسنين لكنها جيّده .. الذي لفت انتباهي وشدّني للكتابة هو للأسف بطيء الاجراءات من قبل بعض الدوائر المعنيّةِ بالأمر وتكوين سلسه طويلة ومتشعبة من الاجراءات المقيته التي هي في الحقيقة متعبة جداً جدا ًللمواطن الى مدى لا يتصوره المسؤول عن هذه القضيّة ..فكما عهدناه يتربع على عرشه ويصدّر مجموعة من الاوامر في نظره سهلة لكنها ثقيلة على كاهل المواطن البسيط .. فالموظف لا يبالي وهو على استعداد لأرجاع المواطن مئات الكيلومترات ربما لجلب تأييد سكن على الرغم من وجود بطاقة سكن في المعاملة ومعتمدة رسمياً ظمن دوائر الدولة عامّة وحدثت امامي هذه الحالة .

الروتين : وباء قاتل مصابة به الغالبية العظمى من دوائر الدولة وفيه حاله خطيره ومميتة هي اجتهاد بعض الموظفين الاعتيادين وإصدارأو تشريع بعض الاجراءات التي هي قيود تشدّ المواطن بأغلالها القاسية وتدفعة الى سلك الطرق غير الشرعية ومنها الواسطة او الرشوة . هذا تعريف الروتين لأحد المراجعين الذين اتعبتهم كثرة المراجعات .. الى متى هذا الحال يا مؤسساتنا ودوائرنا ويا موظفينا ؟؟ أما آن الاوان أن نلتفت ونهتم بالمواطن ونقدم له المعونة ومد يد المساعدة لأنتشاله من حالة الفقر والعوز والحرمان التي يمر بها ؟ تزداد الامور تعقيداً يوماً بعد يوم, حسبنا بعد سقوط النظام سوف تحل مسألة الروتين التي لطالما عانينا منها دهراً

ولّت اعمارنا ونحن نقوم بنسخ الاوراق الثبوتية لنا من دون جدوى .. بل ازداد الامر سوءاً والماضي يعيد نفسه وبقوّه كما كان العهد البائد عليك ان تزكي نفسك من الحزب الفلاني والحركة الفلانية بأنك لست بعثياً !!!... جانت عايزة.. بالأضافة الى انتشارالرشوة وبشكل كبير وبأرقام خيالية مخيفة أما الذي لا يدفع فأن أوراقه ستدفع تلقائياًالى اقرب سلّة مهملات وبعد المراجعة عليها يقولون له (المعاملة مفقوده) اجلب معاملة جديده فيرجع المسكين للمربع الاول ولا حول ولا قوّة له إلا بالله ... والمثل العراقي يقول (وعلى هالرنّة طحينج ناعم).

بالمقارنة مع دول الجوار وبعض الدول هي ليست بأمكانياتنا ولا قدراتنا نجدهم قد قطعوا شوطاً كبيراً في النظام الاداري وكيفية التعامل مع المواطنين والطرق المتبعة لذلك ومدى التزام المواطن بها ,نجد انسيابية ووضوح في الاجراءات وتوجد تعقيدات ربما لكنها ليست بمستوى التعقيد لدينا اذاً لابُدَّ من الاطلاع على قوانين وانظمة تلك الدول من أجل التعلم وتطبيق تلك التجارب المستورده للأسف على انظمتنا التي نتعامل بها وننبذ الروتين المُمِل من أجل التخفيف عن المواطن اولاً وترميم الانظمة المعمول بها حالياً في العراق ومن حق الغير أن يتعجب ويندهش بأن اول مسلّة قوانين شُرِعت في العراق من قبل حمورابي ولو علِم بذلك لأنتفض وحطمها أو اهداها للغرب ليستفيدوا منها لأننا لا نستحقها .

الله الله بالمواطن ليضع المسؤول امام عينيه المواطن المسكين الذي يرغب بالحصول على راتباً متأخراً او قرضاً يستفيد منه ليوفر رغيف الخبز لعائلته لا أن تكون دوائر الدولة مكاناً لـلعِنِ والدعاء من قبل المساكين على المقصرين من الموظفين ومصدراً لتعب المواطن ولتقدر الظروف القاسية وحرارة الصيف اللاهب وبرودة الشتاء والاموال التي تهدر في كثرة المراجعات غير المجديه ولو صرف هذه الاموال على عياله كان افضل.. نطالب من الحكومة مثلما توفر هذه المبادرات الطيبة أن تبادر بتسهيل استلامها والأستفادة منها سريعاً.. ولموظفينا الكرام اخلصوا في عملكم يبارك الله في رزقكم الحلال ويغدق عليكم من حيث تعلمون ومن حيث لاتعلمون وما اعظم قول رسول الامة ومعلّمها الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) وهويحثنا على الإخلاص في العمل حيث قال :-

(( رَحِمَ امرءٍ عَمِلَ عَمَلاً فأتقنه))

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي بكلوريوس اقتصاد وسياحة ودبلوم ادارة مدنية
2008-08-10
انا كنت خاطب زوجتي الالمانية مرة قالت لي زوجتي علي جوازي الالماني قد انتهئ ويجب تجديدة لان كانت عندنا سفرة خارج المانيا ذهبت انا وحدي الى دائرة المواطن هذا هو اسمها في الالماني وكنت احمل هوية زوجتي وجوازها فلم اتاخر اكثر من 10 دقائق حتى اعطتني الموضفة الجواز مجددا بدول سؤال وجواب فقط اخذت هويتي الشخصية لغرض تسجيل رقم الهوية هل يحدث هذا عندنا عندهم في المانيا النضام الالكتروني يعرفون في اللحضة من انت واين تسكن واين تشتغل واسماء الاخوة والاخوات والامم والاب
ابو هاني الشمري
2008-08-10
ليس كل الموظفين بل جلهم فاسدين مرتشين وهذا هو حال كل الدوائر وبلا استثناء فقد تربى القسم الاعظم من الموظفين السابقين والحاليين على اساليب التعقيد والطلبات التي لاتنتهي من المراجع بدأ بالبطاقه التموينيه ومرورا بالهويه وبطاقة السكن وتأييد المختار والمجلس البلدي وصورة القيد وشهادة الجنسية والضمان والشهود ومصائب وطلبات لها اول ولا اخر لها تنتهي بحقيبة مفتوحه يضعها الموظف بجانب طاولته ليضع المراجع فيها المقسوم ان لم يكن هناك تفاوض على المبلغ قبل ذلك.. نحتاج الى تغيير جذري في الاداره والنظام كله.
أبو ستير
2008-08-10
أحسنت يا أخ جلال، أسال المولى القدير أن يجللك بكل خير وبركة ونصر بالدنيا و الآخرة و من هم على صـنو غيرتك و كرم أخلاقك . عزيزي ،مقتلنا نحن العراقيون أننا بعيدون عن الناموس الإلهي (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) . لذلك سلبت البركة من أرزاقنا منذ زمن أبي الأحرار ص الله و س عليه و إلى الآن على الرغم من الغنى المادي الفاحش لأرضنا . و دليلي على ذلك عندما تركت الناس مسلم بن عقيل وقالوا ( الناس يكفونكم مسلم و لئلا يقطع عطاء بيت المال عنكم !) يعني ( آني شعليه). رجاء أنشري يا براثا
علي بكلوريوس اقتصاد وسياحة ودبلوم ادارة مدنية
2008-08-09
كيف نستطيع ان نجعل من هذة الادارات قريبة من المواطن وان تقدم لة خدمة كاملة وحديثة وبافصر وقت اني اتذكر عندما عملت جواز السفر العراقي دائرة تاتي اليها من الشباك الخارجي بالاحرى من جانب الحديقة الموضف جالس في الغرفة وقافل علية الباب وكانة الاتصال بة يتم فقط عن طريق هذا الشباك الحديد الصفير المصدي وفقط من هذة النافذة بينما اليوم البناء عبارة عن دائرة في مدخلها لوحة ترشد المواطن ماذا يحتاج لو على سبيل المثال يريد ان يخرج جواز السفر كم وثيقة يجلبها واي غرفة يراجعها وحتى لو كان ازدحام فموجود مكان مريح الى الجلوس وشرب القهوة او الشاي وغيرة واخذ بطاقة فيها رقم الانتضار وهو يجلس في هذا المكان النضيف ويعرف متى ياتي دورة والموضف يعرف صلاحياتة الادارية وكل شي سريع ومريح time is money
علي عماد
2008-08-09
السلام عليكم ورحمته بارك الله فيك يا اخي جلال وبارك الله بوكالة براثا على هذه المقالة . لقد اكثرنا من التعليقات والمقالات التي تنتقد نظامنا الاداري ولكن اعتقد ان لااحد من المسؤلين يكلف نفسه بقراءة التعليق او المقال وانهم يستلمون الرواتب الضخمه ولا يهمهم ما يلاقيه افراد الشعب عند مراجعة دوائر الدولة جميعها بدون استثناء وليمت الفقراء جوعا وكمدا . لقد بدا الشارع العراقي يترحم على نظام المقبور صدام وهذا بداية الماساة اصحو يا حكامنا كما صحى اهل الانبار الشجعان وكافحوا الفساد الذي هو اخطر من الارها
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك