المقالات

فتنة كركوك العراقية

1244 16:11:00 2008-08-10

بقلم: عبد الرزاق السلطاني

الاجتهاد والاختلاف في الرأي هو من سمات الديمقراطية اذا ما فهمت في انساقها الصحيحة ومعالمها الواضحة، وعندما نأخذ فرصة كافية لتفحص مفاهيمنا للوقوف على نقاط الضعف واكتشاف مراكز القوة في تجربتنا الرائدة بالتالي سندرك ننا امام مفاهيم ربما تحتاج الى تصحيح في بعض مواطنها، وليس غريباً في أصولنا ومبادئنا المراجعة بعد ان اقصتها القراءات الاحادية والفهم المتحيز الذي خلف في كثير من الاحيان حلولا ترقيعية، لذا علينا اعتماد خطاب ثقافي وفكري علني يتناول جوهر الاشكاليات ويتبنى نسقا من المفاهيم كالتسامح والاعتراف بالآخر، كي يتمكن الجميع من تجاوز ادران الماضي وترسباته الاقصائية، في التخلي عن المنهج التصادمي العدواني واللاقانوني الى المنهج المؤسساتي هو دليل التقدم الديمقراطي وسط الصعوبات وعدم تخلي البعض عن افكارهم السابقة وهضمهم مفاهيم العراق الجديد وتداولية السلطة والسلم الاهلي، وهذا ما بدى يطفوا واضحاً بعد ان تساقطت الفصائل الارهابية المسلحة تحت اقدام قوات الامن العراقية، وربما ستكشف الايام المقبلة للعراقيين والعالم اسراراً جديدة عن الاسباب الحقيقية التي تدفع باتجاهات نظرية المؤامرة واشعال الفتن واستغلال اية فرصة لايجاد شرخ بين العراقيين ودق اسفين الفرقة بين مكوناته، فان تداعيات ازمة كركوك اعطتها المسوغ لادخال المدينة المتعايشة موجات من الشد والشحن الكلامي والاعلامي والنفسي، في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة وبدعم مباشر من قوانا الدينية والوطنية لتمهيد أرضية مناسبة لاستكمال شروط التطبيع والتوافق الوطني للحفاظ على ديموغرافيتها، فضلاً عن تذليل العقبات التي تسهم في تبديد الهواجس التي تحول دون اجراء الانتخابات في موعدها المحدد وصولاً الى خارطة طريق تضمن حقوق مكونات الشعب العراقي ضمن الاسس الدستورية والقانونية، اذ تصر قوانا الوطنية على اجراء الانتخابات فور استكمال المضامين المتعلقة بها، في الوقت الذي يظهر خط واضح مغاير تماماً لطروحاتنا ومتبنياتنا ويتستر بيافطة الوطنية ويعمل تحت الطاولات والغرف المظلمة لتعطيل هذه الارادة لتحقيق مصالح فئوية وانتخابية ضيقة.

لقد بات واضحاً بسط الحكومة العراقية سيطرتها على الوضع الامني المأزوم في مناطق العراق المختلفة، ما ادى الى اختفاء المظاهر المسلحة فيها الامر الذي فتح الباب على مصراعيه لخلق اجواء الاستقرار وعودة الصلات الدبلوماسية بين العراق والعالم لتشكيل مناخاً مؤهلاً للاستثمارات لاسيما العربية منها لملئ الفراغات والانفتاح على التجربة العراقية وبناء العلاقات المتوازنة والنظر بعين الواقعية السياسية لما تحقق من الانجازات وعلى الصعد كافة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك