المقالات

لنجعل رضا الله هي الغاية والمقصود : بالعقل والسنة والكتاب نقضي على مبادئ النفاق و الإرهاب

1270 20:01:00 2008-08-10

( بقلم : سيد صباح بهبهاني )

بسم الله الرحمن الرحيم (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا) فصلت/ 46 .

لنجعل رضا الله هي الغاية والمقصود ...!

رضا الله هي الغاية والمقصود: قبل الأعمال توحيد الصف، والثاني وصف العمل. الشق الأول: (ومن يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين).. بحمد الله تعالى، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، محمد بن عبد الله وآله وأصحابه والتابعين. من أكبر نعم الله على المسلمين، أنهم لا يختلفون في كتابهم.. فالمسلم في أقصى المغرب، لا يختلف كتابه عن المسلم في أقصى المشرق.. والمصاحف في بلاد العرب هي نفسها في كل بلد، لا يختلف في آية ولا خط ولا رسم حرف.. فإن كتبت كلمة “رحمت” بتاء مفتوحة.. ألفيت ذلك في كل مصحف بأي أرض من بلاد المسلمين، لا فرق بين عربي وعجمي، أو سني وشيعي، أعني مذهب الإمام جعفر الصادق أستاذ الإمام أبي حنيفة النعمان رضوان الله عليهم أجمعين. وفوق هذا الاتفاق الكامل الشامل في كتاب الله، يجمع المسلمون على أن كتابهم هو حبل الله المتين، وأحد الثقلين، والأصل الأول للشريعة.. عقيدتنا هي التوحيد - في ظاهرها وباطنها، في سرها وإعلانها -لا إله إلا الله وحده لا شريك له- رست قواعدها على العقل السليم، ومنطق الحق والوجدان الكامل، نمت أصولها على طاعة الله -تعالى- وطاعة الرسول (صلى الله عليه وآله وعلى أصحابه السلام) وسجدت لله رب العالمين. وعقيدتنا -هي الإسلام برسالته الخالدة- هي القرآن بأحكامه وتعاليمه.. هي السنة المحمدية الغراءُ، تمحضت عن شريعة الله، فجاءت على أحسن خلق وأكمل صورة، فباركها الله في منزل النبوة ومهبط الوحي، (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه)، فجاءت على مستوى الحق والعدل والفضيلة.. والحق لا تفترقان.. استمدت إيمانها من وحي الله - تعالى- وأخذت تعاليمها وأحكامها عن السنة وعن أهل البيت والصحابة.. وأن الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، نقلوا الصحيح حتما عن المبعوث رحمة للعالمين البشير النذير خاتم الأنبياء والمرسلين محمد (صلى الله عليه وآله وعلى أصحابه السلام)، فترفعت عن المساومة بشيء من!.. وإن الله - تعالى- قال في سورة التوبة 32: (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ). .

والدين الذي اختاره الله ورضيه لعباده، الدين الكامل الذي أتم الله به نعمته على المؤمنين، وختم به الأديان كلها.. ودين الإسلام دين احتضن كل الفضائل، وجمع الخير للفرد وإعطاء ه كل الكرامة، وكفل للمجتمع هناءه وسعادته ورقيه، وفشل الضلال في تشويه صورته وانحراف مبادئه بكل ما أوتي من حول وقوة، فصمد كالطود الراسخ والأشم لا تزعزه عواصف الضلال.. هذا هو القرآن. وهو الأصل الأول في التشريع عند جميع المذاهب.. لا يختلف السني مع الشيعي الجعفري في الأخذ بسنة رسول الله -صلى- بل يجب أن يتفق المسلمون جميعا. وأن الخلافات بين مسلم وآخر في أن قول الرسول وفعله وتقريره سنة، لا بد من الأخذ بها.. إلا أن هناك فرقا بين من كان في عصر الرسالة، يسمع عن الرسول -صلى-، وبين من يصل إليه الحديث الشريف بواسطة أو وسائط. فإذن لتصفو القلوب، وتتوفر على حب الآل وحب الصحابة، والتراضي عنهم، وأن نستغفر للجميع كما علمنا الله -تعالى- حيث يقول في سورة الحشر: (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا ) الحشر/10. والشق الثاني: هو شهر رمضان شهر عظيم ومبارك، لأنه شهر الله، وقد كرمه وشرفه وعظمه وفضله على سائر الشهور، ويوم الجمعة عظيم لأن الله كرمه وفضله على سائر الأيام، وليلة القدر عظيمة لأن الله عظمها وجعلها خير من ألف شهر. فالشرف كل الشرف، والفضل كل الفضل، والكرم كل الكرم، والعظمة كل العظمة، بالانتماء إلى الله ولا شيء سوى الانتساب إلى الله -سبحانه وتعالى-، فقد خص الله -تعالى- شهر رمضان دون غيره من الشهور بنزول القرآن وليلة القدر، فجعل أيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات.. وسماه شهر الرحمة والبركة والمغفرة، وشهر الضيافة عند الله، وشهر الصبر وشهر المواساة.. فعلى الإنسان المتفكر والمتدبر والساعي لإيجاد علاقة وثيقة بينه وبين ربه، أن لا يضيع مثل هذه الفرص الثمينة، وليسع لتقوية هذه الإصرة بينه وبين الله -جل جلاله- وهو على بينة من عمله هذا، وما يجنيه من هذا العمل الخالص لوجه الله الكريم. فالصوم واحد من هذه الأسباب القوية، للشد مع الله -تعالى- والتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها.. وعرف مع من يبني علاقة!.. وحقيقة التقرب، هي النية وحضور القلب والإخلاص، والأعمال الاركانية والأعمال المسنونة، وأديتها بكمال صورتها.. وكنت طالبا زيادة الأجر والثواب، فهي بمنزلة الحاجبين واستقواسهما واللحية والأهداب وتناسب الخلقة، وغير ذلك مما يفوت بفوات بعضها الحسن والجمال وبفوات بعض كمالها، ويصير الشخص بسبيه مشوه الخلقة مذموما غير مرغوب فيه.

وإذا عرفت ذلك: فاعلم – يا حبيبي- أن صلاتك وصيامك وقيامك، قربة وتحفة تتقرب بهما إلى حضرة ملك الملوك، جارية يهديها طالب التقرب والجاه من السلاطين إليهم.. وهذه التحفة تعرض على الله ثم ترد إليك في يوم العرض الأكبر، فإليك الخيرة في تحسين صورتها أو تقبيحها، فمن أداها على النحو المأمور به، بأعمالها الواجبة والمندوبة وشرائطها الظاهرة والباطنة، مع الإخلاص وحضور القلب.. وتأمل في أنك إذا أهديت تحفة إلى ملك من ملوك الدنيا، بل إلى من دونه بمراتب كثيرة، كيف تجتهد وتسعى في تجويدها وتحسينها ليقبلها.. فما بالك أيها السائل المغفل، الذي لم يتذوق حلاوة الشهر.. هل كان طيش سباق أم وقعة أعلاه؟.. أما تعلم بأن هديتك وتحفتك إلى ملك الملوك الذي منه بدؤك وإليه عودك؟!.. وأن كل فرض لا يتمه الإنسان فهو الخصم الأول على صاحبها يوم العرض الأكبر، وتقول: (ضيعك الله كما ضيعتني)!.. فحضر ذهنك هذا هو مذهب الإمام جعفر الصادق (رضوان الله عليه) وأبو الأئمة الأربعة وبه اقتدوا.. فإذا أخلصت سرك لوجهه، فابشر.. وسئل الصادق (رضوان الله عليه): ما لنا ندعو ولا يستجاب لنا؟.. فقال: لأنكم تدعون من لا تعرفونه، وتسألون من لا تفهمونه.. فالاضطرار عين الدين، وكثرة الدعاء مع العمى عن الله من علامة الخذلان، لأن من لم يعرف ذلت نفسه وقلبه وسره تحت قدرة الله، حكم على الله بالسؤال، وظن أن الله سؤاله دعاء، والحكم على الله من الجرأة على الله تعالى. إذن قطع الهمة عن خطوات الشياطين، وانزل نفسك منزلة المرضى، وطهر باطنك من كل كدر وغفلة يقطعك عن معنى الإخلاص لوجه الله. قال الحبيب محمد (صلى): قال الله تعالى: الصوم لي وأنا أجزي به.

والصوم يميت مراد النفس، وشهوة الطبع، وفيه صفاء القلب، وطهارة الجوارح، وعمارة الظاهر والباطن، والشكر على النعم، والإحسان إلى الفقراء، وزيادة التضرع والخشوع والبكاء، وحبل الالتجاء إلى الله، وسبب انكسار الهمة، وتضعيف الحسنات، وفيه من الفوائد مالا يحصى ولا يعد، وكفى بما ذكرته لمن عقله ووفق لاستعماله !.وأن مسألة السنة والشيعة ما هي إلا جعل الفتنة وزرع بذور الشقاق بين المسلمين ، نحن المسلمين اليوم يجب علينا أن نقتدي بالإسلام الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أصحابه السلام ، وسار عليه الخلفاء الراشدين رضوان الله وأهل البيت لشرح السنة النبوية الشريفة لا السنة التي شرحها يزيد وأعوانه ، ولهذا السبب ثار الحسين رضوان الله عليه ضد يزيد وأعماله ،وعرف الناس من الشرق إلى الغرب أن الإسلام الصحيح والمبادئ العظيمة التي جاء بها رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله) لا صلة لها بهؤلاء العلماءو الحكام الذين نصبوا أنفسهم على الأمة ظلما وعدوانا وهم يريدون طمس دين محمد صلى الله عليه ، واثبت ذلك الإمام الحسين يوم عاشورا قبيل المواجهة بينه وبين عساكر الأمويين ومن والاهم من بلاد الشام وارض السواد :

أن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي يا سيوف خذيني

محبين يجب علينا أن نفهم معنى ثورة الحسين رضوان الله عليه ..! عليكم أولا أن تبحثوا في مفاهيم ومضامين ثورة بطل الأحرار الحسين ع .. و نخبر كم لماذا نبكي على هذه الشخصية العظيمة والفذة .. والقائد الملهم والرجل ذي المواقف الرجولية والبطولية . فأقسم إذا عرفت الحسين عليه السلام حق المعرفة أنك سوف تبكي بدل الدموع الدم ، بل أقوى من ذلك بكثير علمنا الحسين( رضوان الله عليه) أن الإسلام هو أن تعبد الله فقط ، ولا تعبد غير الله شيئا ، ولا تخاف من يزيد الذي حرف معالم دين الله القويم ، ونفس العملية اليوم يجب علينا أن نتحد ونجعل تقوى الله أساس عملنا ورضاه غايتنا وبهذه الأعمال نوقف هذه الأحقاد التي هي أساساً بدعة. ولقد نظم الإمام الشافعي رضوان الله عليه مدحه لفقه أهل البيت رض إذ قال :

ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم .. مذاهبهم في أبحر الغي والجهل ركبت على اسم الله في السفن النجاة .. وهم أهل بيت المصطفى خاتم الرسل مسكنا بحبل الله وهو ولاؤهم .. كما قد امرنا بالتمسك بالحبل إذا افترقت في الدين سبعون فرقة .. ونيفا كما قد صح في محكم النقل ولم يلك ناج منهم غير فرقة.. فقل لي بها يا ذا الرجاجة والعقلأفي فرق الهلاك آل محمد .. أم الفرقة اللائي نجت منهم قل ليفإن قلت في الناجين فالقول واحد.. وان قلت في الهلاك حفت عن القول إذا كان مولى القوم فيهم فإنني .. رضيت بهم مازال في ظلهم ظليفخلي عليا لي إماما ونسله .. وأنت من الباقين في سائر الحل

إن هذا الاعتراف الصريح من أحد أئمة الفقه الذي يرجع أليه عشرات الملايين من المسلمين منذ قرون وقرون يثبت بصورة لا شك فيها ولا جدال أن نظرتنا في الإمامة والخلافة إنما هي نظرة ثاقبة . وكل يوم عاشوراء للعمل من دار الممر لدار القرار محبين عظم الله لكم الأجر والصلاة و السلام على رسول الله وعلى( آله الأطهار) والخلفاء الراشدين والصحابة الكرام رضوان الله عليهم.ونعم ما قيل لتصحيح الغل :أشكو إليك حوادثاً دهرية ... ضلت بها من قبلنا القدماء .

المحب المربيسيد صباح بهبهاني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك