المقالات

صولة ثأر بصراوية ضد أعضاء في جيش المهدي المنحل

1470 13:14:00 2008-08-11

( بقلم : عواد عباس الموسوي )

كما كنا قد حذرنا مرارا و تكرارا من أن ظاهرة المليشيات وكما يستفاد من تاريخ و تجارب الأمم و الشعوب في تاريخها القديم و الحديث هي من أسوا الظواهر التي يمر بها متجمع ما ، و أن عواقبها و نتائجها تظل تتفاعل و تستمر لمدة طويلة ملقية بظلال قاتمة على الأمن و السلم الأهليين . و مع حجم التحذيرات التي أطلقها الكثيرون منذ تشكيل مليشيا مقتدى الصدر باعتبارها أول تشكيل مسلح خارج نطاق القانون فإن اللافت حقا هو أن مقتدى الصدر و رغم الكم الهائل للبيانات و الخطابات و الاستفتاءات و التصريحات و اللقاءات و هلم جرا و التي تناول فيها ما يعنيه و ما لا يعنيه لم يتعرض يوما ولو بكلمة واحدة إلى تلك الحقيقة التي تقول إن المليشيات المسلحة خطر يهدد المجتمع و أمنه ولو من الباب النظري أو التحديد العائم أو مجرد كلمة تقال على الأقل ليغذي عقول أتباعه بشيء نافع و واقعي بل أننا نرى انشغاله المطلق بالمقاومة و تلغيم العقول بأفكار هدامة و شحذ همة المتعطشين للدم و القتل تحت ستار باطل هو المقاومة ... و على أية حال فإن من العواقب و النتائج الطبيعية إلى حد كبير هو المرور بمرحلة الثأر و الانتقام من قبل ضحايا مليشيات مقتدى الصدر و هو أمر كان متوقعا تماما بمجرد فقدان تلك المليشيات لسطوتها و تزعزع أركان نفوذها و انهيار قيادتها الميدانية و عدم قدرتها على لملمة أوراقها و اللعب بنفس الحرية التي كانت في السابق .

هؤلاء الضحايا و اغلبه أناس بسطاء فجعوا بقتل أحد ذويهم أو إعاقته إعاقة جسدية بالغة أو حتى فقدان الممتلكات و تدميرها نتيجة أعمال جيش المهدي و مقاومته البائسة قاموا أخيرا في مدينة البصرة بعمليات تصفية لكوادر من جيش المهدي و هذه العمليات كانت ذات طابع عشوائي و غير منظم ما يؤكد أنها مجرد عمليات انتقام وثأر و ليست كما يريد أن يختلقه بعض قادة مكتب الصدر هناك من كونها تتم بواسطة شبكات منظمة و أنها تنتمي إلى أحزاب سياسية و تنطلق في تنفيذ عملياتها من منطلق مصالح بعض الأحزاب ، و لا سيما أننا جميعا نعلم أن الجيش العراقي المتواجد حاليا في مدينة البصرة و قيادات هذا الجيش هي في اغلبها الأعم محايدة و غير منتمية لأي حزب أو جهة سياسية و بالتالي فلو كانت تلك العمليات كما يقول مكتب الصدر هناك لذكرت تلك القيادات ذلك و لن تضطر لإخفائه بأي شكل و تحت أي ظرف . و إذا كانت ثمة قيادات تتعاطف مع طرف ما فإن المؤشرات تدل على تعاطفها مع الصدريين لا مع الأحزاب الأخرى كما هو حال اللواء محمد جواد مثلا الذي بدأ يغازل جماعة مقتدى هناك و الظاهر أنها من باب الشفقة بعد انكسارهم المدوي في صولة الفرسان .

تؤكد المصادر الخبرية و منها مجلة النور أن تلك الهجمات التي يبدو أنها لا تتبع برنامجا أو سياسة تقطيع أوصال بقدر ما هي عمليات انتقامية ضد عناصر يعتقد أنهم يقفون وراء قتل نساء ومواطنين كانوا معارضين لسياسة التطرف الديني التي انتهجها تيار الصدر في البصرة . و تمضي المصادر قائلة إن المؤشرات الميدانية تؤكد أن عمليات استهداف مقاتلين من الميليشيا الصدرية لا تتبع تنظيماً له برنامج عمل واضح المعالم ، بقدر ما هي عمليات انتقام فردية يقوم بها بعض الأشخاص بدافع الثأر العشائري انتقاما لأشقاء أو شقيقات أو أقارب قتلوا على يد ميليشيا المهدي في أوقات سابقة .

نرى إن مثل هذه العمليات الثأرية سوف تستمر و تتزايد مع الوقت إلى حين شعور المواطنين الذين ذاقوا الأمرين على يد مليشيا مقتدى بأنهم قد أطفأوا نار غضبهم و غسلوا ثوب البشرف البصراوي من عار تلك المجاميع المتخلفة و الهمجية التي أحالت هناك مع أطراف مستفيدة من التعاون معهم الأوضاع إلى حضيض السوء فكان على الحكومة التدخل و حتى اللحظة فهذا التدخل قد جاء بأكله الذي يتمنى البصراويون أن يستمر يانعا مخضرا بلون السلام و راحة البال بعيدا عن القتل و العنف و التدمير الصدري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سعد البصراوي
2008-08-12
لا يسعني وانا اقرأ مقالك الجميل الا تحيتك اولا على قلمك الرائع ,,,,اما المحتوى فهو نتيجة اكيدة وطبيعية ومع الاسف مؤلمة وكان بالامكان الحفاظ على ارواح عزيزة خسرناها من وراء دفعات الشحن العنفوي للعصابات التي قتلت الكثير الكثير من ابناء البصرة ولاسباب تافهة او على الشبهه ...ما حدث كان مؤلما حقا والله ....وبشر القاتل بالقتل...ولو بعد حين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك