المقالات

مقتدى ووثيقته الدموية على الطريقة الصدامية

1250 15:26:00 2008-08-16

( بقلم : جميل الحسن )

دعا مقتدى الصدر في بيانه الاخير الذي اصدره لمناسبة ولادة الامام المهدي (ع) العراقيين الى توقيع وثيقة عهد بالدم للعمل على تحرير العراق والعالم الاسلامي من الاحتلال والاستعمار والتي اسماها بجيوش الظلام .ومن دون شك فان بيان مقتدى الاخير يمثل نتاجا لعقليته السطحية والمتخلفة حين يطلب من ابناء الشعب العراقي وعلى طريقة صدام الحرب وتقديم التضحيات من اجل تحرير ليس العراق فحسب ,

بل دول العالم في نظرة كونية وشمولية يعلن من خلالها نفسه على انه المنقذ العالمي والاسلامي الذي سيستطيع بجيوشه الظلامية المتخلفة التي اجادت فنون السرقة والاختطاف والابتزاز ونهب مؤسسات الدولة والاعتداء على المواطنين وفرض قوانينها الخاصة من تحرير العالم وانقاذه من الظلم كما يزعم ,فضلا عن التصدي العلمي والثقافي والفكري للغرب .هذا الخلط الواضح والتشتت في طرح الرؤى والافكار ليس جديدا على مقتدى في اسلوبه الخطابي التي لا يفهم منها المقابل شيئا ,فهاهو في بيانه الاخير يطالب ابناء الشعب العراقي باعلان البيعة بالدم للامام المهدي (ع) ولا نعلم المغزى من ذلك فهل ان الامام (ع) بانتظار مقتدى واتباعه من اللصوص والسارقين وقاطعي الطريق ليبايعوه بيعتهم الخطيرة والمهمة وبالدماء او من خلال دعوة مقتدى الساذجة والطفولية للتصدي الفكري للغرب بالافكار البالية والمتخلفة التي يحملها مقتدى واتباعه .

ان اسلوب البيعة بالدم هو في الواقع اسلوب كان شائعا في عهد الطاغية المقبور صدام والذي يبدوا ان مقتدى معجب به كثيرا ,حيث يحرص دوما على تقليد اساليبه في الخطابات والرؤى والافكار مادامت تجسد زعامته السياسية وتلبي طموحاته الغريبة في الهيمنة على البلاد ومقدراتها وافشال مشروع بناء العراق الجديد .وهذه الاساليب سبق ان كررها مقتدى في السابق عندما امر برسم الجداريات له ووضعها في الشوارع والساحات الداخلية في مدن الثورة والشعلة والحرية وحي العامل والبياع وغيرها من المناطق التي كانت خاضعة لنفوذه والقاء القصائد والاناشيد الحماسية المروجة والمادحة له والتي تهاجم ايضا اعدائه .لقد اعتاد العراقيون وفي عهد النظام الصدامي البائد على مشاهدة الوفود المتملقة للطاغية المقبور وهي تكتب الرسائل الممهورة بالدم لتعلن من خلالها الولاء والبيعة له من اجل الحصول على الجوائز والاموال وكنا قد شعرنا بان هذه الاساليب البعثية الصدامية قد زالت وانتهت ,

لكن مقتدى يصر هذه الايام على استعادتها وتكرارها من جديد من اجل الترويج لافكاره الساذجة والتافهة وهو يتحدث عن قدراته الكارتونية في تحرير العالم من الاستعمار ومواجهة الغرب فكريا مع علمه بضحالة قدراته واستحالتها في القيام بمثل هذا العمل الذي هو من اهم الاشياء التي تقوم عليها فكرة الامام المهدي (ع)التي يحاول مقتدى الاساءة اليها بطريقته الصبيانية الجاهلة وتحريضه من جديد لابناء الشعب العراقي على اثارة الفوضى والاضطراب في داخل العراق من جديد وكانه لاتوجد حكومة وطنية منتخبة في العراق وهي وحدها من يحق لها قانونا ودستوريا المطالبة بزوال المحتل وانهاء وجود القوات الاجنبية من البلاد وكأنه ايضا لم يكتفي بحروبه الثلاث السابقة التي راح ضحيتها الالاف من خير ة شبان وابناء العراق وما الحقه من تدمير هائل بالعديد من المدن العراقية ,حتى يعود اليوم ليدعوا الى اضرام نار جديدة من الحروب والمشاكل في العراق يبقى سعيرها متوهجا من دون ان ينطفيء ,شيء واحد لم يفعله مقتدى في رسالته الاخيرة واظنها قد فاتت عليه وهي ان يطالب (بوصلة كاع )ينطلق منها لتحرير العالم من الاستعمار والاحتلال ولكن من دون ان تهتز شواربه هذه المرة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك