( بقلم : اسعد راشد )
بين فترة واخرى يخرج لنا الجنرال وفيق السامرائي على بعض القنوات العربية منها المستقلة ليبرز مواهبه في الاكاذيب والتلفيقات ضد العراق بعد ان كان احد المستشارين الامنيين والعسكريين للرئيس جلال الطالباني ـ شافاه الله ـ كما لم يفت المستر جنرال ان ينشر مقالاته في الصحف المريضة مثل الشرق الاوسط تلك المقالات التي تغير لونها وطعمها مائتين درجة حيث بعد ان كانت "معتدلة" حسب بعض المراقبين العراقيين اصبحت اليوم "متطرفة" تدار بكميات الدولار واوزانها واحجامها ومن اي فئة من 1 الى 100 !
الجنرال وفيق بشواربه العريضة والثخينة التي مازالت تذكرنا بجرائمه يوم ان كان مديرا ورئيسا للاستخبارات العسكرية ‘ الجرائم التي لن ينساها الشعب العراقي وخاصة الشعب الكوردي ودوره في المذابح ضد اخوتنا الكورد والتي اطاحت به كمستشار لفخامة الرئيس جلال بعد ان افتضح امره وكان قاب قوسين او ادنى من الاستدعاء للتحقيق والاعتقال يتحول الى مرتزق لدي ال سعود يتقرب اليهم والى اضرابهم من الطائفيين والقتلة بسب طوائف المسلمين والتحريض المذهبي المبطن الذي بدأ يمارسه اخيرا في صحافة ال سعود الصفرا ء بنشر اوساخه فيها او على قنوات الرذيلة والتحريض الطائفي .
كل المقربين للاستاذ جلال ولمقر فخامته في بغداد قالوا ان هذا الجنرال كان فاشلا بكل معنى الكلمة وحتى ان معلوماته التي كان يعتمد عليها لاسداء المشورة الى السيد رئيس الجمهورية كانت اما مغلوطة واما مطعمة بنكهة "بعثية" وطائفية وكان على اتصال مستمر مع مدير المخابرات الشهواني الذي كان يزوده بتقارير تتلائم مع توجهاته الطائفية والعنصرية وقد استاء مام جلال لمرات من تصرفاته ومن ما كان يقدمه من معلومات ومشورة خالية من المهنية والمصداقية .
واليوم وبعد ان وجد نفسه خالي الوفاض وقد جرد من منصبه بدأ بالتقرب الى اوباش العرب والى المناوئين للعملية الديمقرطية في العراق ولكن باساليب لاتقل فداحة وقساوة وقذارة عن تلك التي يمارسها البعثيون والطائفيون والمتجمعين على موائد ال سعود للارتزاق حاله حال كل الاقلام الطائفية التي تدعي بعدم الطائفية الا انها تمارس بخبثها في ابشع صورها وهي مهنة قديمة معروفة بل ومفضوحة حيث ليس هناك طريق اسرع للوصول الى قلوب اعداء العراق وشيعته من السب والشتم والغمز واللمز من نافذة "ايران" التي غدت كما يقول اغلب العراقيين الشماعة التي تعلق عليها مشاكل الكون والتاريخ وحتى فشل "الحياة الزوجية " !
المهنة الجديدة للسيد جنرال هو التشويش على المشهد العراقي وخاصة على مكون اساسي في هذا المشهد وهم الشيعة عبر ادخال "العنصرالايراني" في كل ما يجري في العراق والسعي بمهاراته التي اكتسبها خلال ترأسه لجهاز الاستخبارات العسكرية في العهد الصدامي للضرب على وتر "العدو الايراني" والخطاب الطائفي المبطن الذي بدى واضحا في مقالات الارتزاق التي ينشرها في تلك الصحيفة الطائفية التابعة لال سعود.
لا نستطيع ان نفهم كيف تغير هذا الجنرال فجأة من "عنصر وطني" داعية للسلام والاستقرار وبسط الامن الى رجل لا يؤمن الا بالحرب وانها السبيل الوحيد للقضاء على "القوى الماردة" وان الديبلوماسية لا تنفع مع اناس العناد ديدنهم والحلول قد استنفذت مع الدول التي تسعى للدخول في النادي النوي ! ... وهو ما جاء في مقال له نشرته كاالعادة تلك الصحيفة الطائفية حيث يدعوا بشكل فضيح الى حرب واسعة والى تدمير المنطقة من خلال استخدام الحلول غير الديبلوماسية التي في نظره قد وصلت الى طريق مسدود وقد كان عنوان المقال واضحا في رسالته الحربية "لا تغدقوا الحوافز فانهم لا يفهمون لغة الحوار"!! ‘ هذا التغير في الخطاب وفي النهج يكشف بلا هوادة ان الرجل وبعد ان فشل من الحصول على كعكته ولم ينل على مايريد حتى ولم يقبل في ان يكون موظف في محافظة السامراء ـ مسقط رأسه ـ فانه توجه الى ال سعود ليقدم خدمته الطائفية ويتقرب اليهم بهذا التحول "الستراتيجي" ويبدأ بشن حملة واسعة في مقالاته ضد ايران والشيعة لاعتقاده ان ذلك سوف يرضى الطائفيين والامريكان في نفس الوقت !
وهنا استذكر بعض ما جاء في مقاله تحت عنوان "فيلق القدس الايراني و(القاعدة ) في قارب واحد"! وقد كان واضحا في هذا المقال الذي تم نشره بتاريخ 21 يوليوا من هذا العام وفي ذات الصحيفة الرخيصة وقبل ان ينشر مقاله الحربي الاخير ان الرجل وجد ان طريق الحرب واشعال نارها في المنطقة مستحيل ـ وهذا حسب نظره وجسب اهوء اولياءه الجدد في الرياض ـ دون ربط القاعدة بايران وابعاد الشكوك عن اي دور لال سعود وبندر والتنظيمات السنية المتطرفة في العراق والمرتبطة مباشرة بالاستخبارت السعودية وبالتالي بالقاعدة فيما يجري من اعمال قتل وتفجير وارهاب في العراق والمنطقة يقول الجنرال: "والأكثر من هذا ألم تحتضن إيران عناصر قيادية من «القاعدة»، بأي شكل؟ وألم تقدم مساعدات مالية سخية لفروع «القاعدة» في المناطق الساخنة من العراق لاستهداف ضباط الجيش والسياسيين من السنة؟ الى أن أصبحت «القاعدة» أداة لتنفيذ البرامج الإيرانية، ثأراً من كل من وقف في وجه الاندفاعات الإيرانية خلال عقد الثمانينات. ألم يقدم فيلق القدس أسلحة ومساعدات الى طالبان الوجه الآخر لـ«القاعدة»؟"
وكما قال ذلك الكاتب العراقي الشريف باسم العوادي بان ما اورده الجنرال لا يمثل حتى ربع الكأس الفارغ حيث ان القاعدة معروفة بتوجهاتها وارتباطاتها الفكرية والعقدية والعالم يعرف من الذي انشأها فهي صناعة سعودية بامتياز وكل التنظيمات السنية التي تفرعت منها في العراق كانت بمعرفة سعودية وتنسيق مع رئيس مجلس الامن القومي السعودي الامير بندر ابن سلطان ‘ تقول صحيفة لوس انجلس نقلا عن ضابط امريكي ان "45% من الميليشيات الاجنبية التي تستهدف القوات الامريكية والمدنيين العراقيين وكذلك القوات الامنية العراقية تاتي من السعودية وان 15% من سوريا ولبنان و10 بالمائة من شمال افريقياـ طبقا لاحصاءات امريكية عسكرية معتمدة ـ وتقريبا نصف الاجانب الـ135 من المحتجزين في السجون العراقية هم من السعوديين" واوضح المصدر ان 50% من المقاتلين السعوديين جاؤوا الى العراق لتنفيذ عمليات انتحارية" ـ ملف برس تاريخ 15/7/2007 .. واذا عرفنا هذه الحقيقة وادركنا مدى الدور السعودي والعربي في اعمال الارهاب في العراق فاننا نستطيع ايضا ان نفهم ابعاد التصعيد الاخير في العمليات الانتحارية ضد المدنيين العراقيين الشيعة والتي كانت اخرها ضد زوار كربلاء بمناسبة الشعبانية وذكرى مولد الامام المهدي عليه السلام .
وفي تقرير هام ودراسة تحليلية خطيرة معتمدة على معلومات شبه رسمية ومستقاة من مصادر مخابراتية وسياسية للسفير الامريكي السابق في كوستريكا كورتين وينزر والمبعوث الخاص للشرق الاوسط في بداية عهد الرئيس الامريكي رونالد ريجان بعنوان "السعودية والوهابية وانتشار الفاشية السنية" ‘ يقول : (( على الرغم من النجاح الذي حققته الولايات المتحدة حتى الان في تدمير البنية التحتية لتنظيم القاعدة وشبكاتها الارهابية الا ان عملية "التفريخ الايديولوجي " للقاعدة مايزال مستمرا على المستوى العالمي وان جهود امريكا لمواجهتها تظل قاصرة لان مركز دعمها الايديولوجي والمالي هو السعودية التي تقيم فيها العائلة الملكية الموالية للغرب ولسنوات طويلة تحالفا مع الوهابية الاسلامية ‘ وان ادارة بوش لم تبذل الجهد اللازم لمجابهة هذا الانتشار بسبب اعتمادها على النفط السعودي والخوف من عدم استقرار المملكة والاعتقاد بان دعم امريكا للديمقراطية سيكون كافيا لمواجهة التطرف الديني بالاضافة الى هاجس المواجهة مع ايران ))..
ومصداقا لهذا التقرير ودور التفريخ الايديولوجي للقاعدة كما سماه السفير الامريكي السابق وينزر في نشر الارهاب فان صحيفة الشرق الاوسط السعودية نشرت بتاريخ 12 اغسطس 2008 في عددها 10850 تقريرا مفصلا حول دور السعودية والوهابية اخيرا في بناء وترميم اكثر من 160 مسجدا في البوسنة بكلفة العشرات من الملايين من الريالات السعودية‘ فقط مسجد الملك فهد ابن عبد العزيز ال سعود في مدينة السراييفوا بلغت تكلفة بناءه اكثر من 35 مليون ريالات سعودية ويعد المسجد اكبر مسجد في البلقان يقع على مساحة اكثر من 8187 متر ا مرابعا ويتسع لاكثر من خمسة الاف مصل‘ كما انفقت اكثر من 19 مليون من الريالات في طباعة المصاحف والكتب الوهابية التي تشكل فعلا "تفريخا ايدلوجيا للقاعدة ..
ونعود الى مهاترات الجنرال وفيق السامرائي وتفاهاته وما يريد ايصاله من رسائل خاطئة والارتزاق من المنابع السعودية حيث بنشره الاضاليل والاكاذيب وسعيه الطائفي بربط القاعدة بالشيعة وايران خاصة وان محاولات هذا الربط مازالت مستمرة وليس اخرها مسرحية "اعتقال رجل سعودي من نجد من قبل الشرطة العراقية كان يحاول العبور الى ايران وقد اعترف بانه يعمل لصالح المخابرات الايرانية" وهي على طريقة ما يكتبه الجنرال الفاشل والمتهم بعلمه وضلوعه في عملية بيع فتيات كرديات ضمن عمليات الانفال الى مصر ابان العهد الصدامي حول" القاعدة وفيلق القدس في زورق واحد" !والاغرب ان تطالب وزارة الداخلية السعودية فتح اتصال مع الجانب العراقي للتأكد من هوية الشخص المعتقل والذي تقول عنه السعودية بانه "غير معروف لدينا"!!
اما اعن القاعدة والميليشيات السنية التي تحظى بدعم السعودية والتي لا تلتقي ابدا لا في خطها ولا في ممارساتها الارهابية مع اي من الاطراف الشيعية ولا ايران فهي حدث ولاحرج وقد ونشرت صحيفة الحياة بتاريخ 25 فبراير 2006 العدد 15667 وثيقة مهمة حول خريطة التنظيمات الارهابية السنية المسلحة وميليشياتها والتي تعد نقطة في بحر المجاميع المسلحة السنية المرتبطة بالسعودية والقاعدة مباشرة او غير مباشر وكلها من مناطق لا يجرأ اي شيعي او حتى ايراني ان يطأ قدمه فيها وحتى المناطق المختلطة طائفيا تمنع تلك المجاميع بيع منتجات ايرانية فكيف اذن تسمح بوجود ايراني او حتى شبح شيعي ! فقد عددت تلك الوثيقة الميليشيات الارهابية التابعة للمناطق السنية على الشكل التالي :
# الجيش الاسلامي واساسه الجيش العراقي السابق وضباطه البعثيين
# جماعة انصار السنة وهم جماعة سلفلية مرتبطة بالقاعدة بشقه الافغاني
# انصار السنة
# كتائب ثورة العشرين يقودها الضاري والفيضي وشلة هيئة علماء المسلمين
#جيش المجاهدين
# مجلس شورى المجاهدين يقودها الارهابي عبد الله الجنابي ويعتقد جيش المجاهدين تابع له وتتواجد ميليشياته في الموصل وهيت وسامراء والقائم والرمادي وغيرها .
# تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ـ وقد تحول الى مجلس شورى المجاهدين ودولة العراق الاسلامية ولها تفرعات كثيرة وميليشيات مثل :
"سرايا الجهاد الاسلامي " و " التوحيد والجهاد" و "جيش الطائفة المنصورة" و " اسود التوحيد" و "سرايا الغرباء" و "وسرايا انصار التوحيد" و"كتائب الاهوال" ..
# المقاومة الاسلامية وهي تابعة للحزب الاسلامي !
# "جيش الراشدين" و "الحركة الاسلامية لمجاهدي العراق" و"كتائب الحسين" و" سرايا الحق" .
# الفصائل البعثية وهي ما تبقى من جيش محمد .
اما ما لم ترد اسماءهم في الوثيقة المذكورة فهي ايضا كثيرة وكلها من المناطق السنية وهي كالتالي ـ بعضها ـ :
*المنظمة الاسلامية .
*درع الاسلام .
* جيش الفاتحين .
*الوية القصاص العادل .
*كتائب الجهاد في العراق .
*الجبهة الاسلامية للمقاومة العراقية .
* فيلق عمر الارهابي .
ونحن هنا بدورنا ايضا نوجه سؤالنا الى الجنرال السامرائي : هل كل تلك المجاميع الارهابية ايضا من صنع ايران ؟؟؟؟؟ ومن صنع الانفال للعراقيين الكورد ومن ذبح المئات الالاف من الشيعة في الجنوب وفي المقابر الجماعية ومن عمل مباشرة مع الدولة السعودية في قمع الانتفاضة الشعانية وقتل واعدم العشرات الالاف من اهل الجنوب العراقي ؟؟
وغير كل ذلك نسأل الجنرال ان كان رأى بام عينيه مشاهد ذبح يقوم بها اطفال السنة في العراق ضد الابرياء حيث يتم تدريبهم وتعليمهم عبر دورات عسكرية يتخللها عرض افلام ذبح للرجال ينفذها رجال الزرقاوي واخرى عمليات قطع رؤوس حدثت وتحدث في السعودية ضد من يسمونهم المجرمين او عصابات المخدرات او مرتكبي الزنا!!
فهل هؤلاء الاطفال الذين يتم تحريضهم على حمل السلاح والسكاكين وادخالهم في دورات تتم خلالها حفلات ذبح يقومون بها ‘ هم في ايران ام في بلدان شعوبها مسالمة يقوم ابناء بالمطالبة بحقوق المواطنة والمساواة ووقف التمييز الطائفي !! ام في مناطق يعرفها الجنرال جيدا و المدرك تماما لتاريخ وتفاصيل عملية بيع الفتيات الكرديات الى مصر؟ ؟؟
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha
