المقالات

شرعنة الدكتاتورية

1166 20:25:00 2008-08-17

( بقلم : علاء الموسوي )

ساعدت التوافقات والاجماع السياسي في المشهد العراقي على اعاقة، بل منع حصول اي تقدم في جانب التشريعات، اذ يستمر مجلس النواب ـ والى يومنا هذا ـ في تلكوئه وعدم قدرته على اصدار التشريعات والقوانين من خلال عدم التزامه بالمواعيد النهائية لشرعنتها في العمل السياسي. وهذا بطبيعة الحال يدفع الى ضرورة التفكير بحلول جذرية وجادة لتخليص الواقع السياسي العراقي من ضريبة التوافقات ـ غير المجدية ـ والتي يدفع ضريبتها المواطن البسيط ، متحملا بذلك امزجة النظرية التوافقية، واطرافها الموغلة بعقلية الدكتاتورية المفرطة في التعامل والطرح. الشيء الذي يمكن استخلاصه من مراقبة السجال السياسي العراقي في المرحلة الراهنة، هي أن هناك ديمقراطية حقيقية تصل أحيانا إلى حد الفوضى في اتخاذ القرارات وشرعنة القوانين وتأجيلها في الوقت نفسه!.

الامر الذي يجعل تلك الديمقراطية (عراقية الطراز) تتحول الى شكل من اشكال الدكتاتورية المغلفة بأسمية التوافق وغيرها من المسميات والعناوين الفارهة. إذا كان من المنطقي حصول تباين حول السياقات والآليات والشكل الأنجع لنظام انتخابي فعال وتمثيلي، فإن مثل هذه الخلافات سرعان ما تحولت إلى استقطاب على أساس الهوية العرقية وهو استقطاب تميل أطرافه إلى رفع سقوف مطالبها بعد أن تتحول مواد قانونية (فنية) إلى قضايا (قومية) و(مصيرية) وبالتالي يفقد النقاش عقلانيته ويغدو صراعا لإثبات الوجود فقط لا غير. بعيدا عن السوداوية في طرح الاراء، لا اعتقد شخصيا ان مجلس النواب سيتمكن (بعجز الاخر.. وغياب الثلة.. وبعد الاحبة..) من التواصل لاقرار قانون مجالس المحافظات في هذا العام، اذا ما كانت هناك رؤية حاسمة بوجه التوافقات المعطلة، واقناع جميع الاطراف بحساسية الموقف الوطني تجاه تمزيق كركوك وجعلها ذريعة لتأجيل تلك الانتخابات، ناهيك عن الابتعاد عن تلك اللغة المعبرة والمشرعة لدكاتورية الطرح والالتزام بمعطيات المصالح الضيقة لدى البعض من اطراف التكتل النيابي في العراق الجديد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك