المقالات

هل ستنجح انتخابات مجالس المحافظات ؟

1632 12:03:00 2008-08-26

بقلم : ( علي الملا ).

المستقبل كلمة تصور الآتي من الزمن بكل ما يحمل من سعادة وشقاء ويسر وعسر والانسان يسعى دائما الى تامين هذا المستقبل ورسم ابعاده وصناعته وفق ما يراه مناسبا له , وقد كان العراقيون في السنين السابقة لا يعرفون معنى المستقبل ولا يملكون القدرة على صناعته او حتى ابداء الرأي فيه لانه أمر من اختصاص القائد الملهم والتفكير بالمستقبل يعني تجريد القائد الضرورة من اهم صلاحياته المتعلقة بما سيكون عليه عبيده في السنوات القادمة , وجاء التغيير وانقلبت الموازين واصبح مصير القائد بيد رعيته المظلومين فنال جزاءه وولى الى حيث يجب ان يكون واصبح لهذا الشعب حرية الاختيار , فبعد ان كان يتحكم بمصيره القادة الانقلابيون , أصبح متحكما بمصير القادة المنتخبين وهذا غاية ما تصبو اليه شعوب العالم ولكن المفصل المهم والأختبارالأهم في حياة هذا الشعب هو القدرة على الاستمرار بذات الزخم الذي بدأ به مسيرته الديمقراطية وهذا هو الوتر الحساس الذي عرف كيف يضرب عليه عشاق الذل وعباد الأصنام فراحوا يبثون الدعايات ويثبطون العزائم ويطفؤن جذوة الهمم في النفوس مراهنين على تخاذل الناس عن حقهم كما فعل ابو موسى الشعري في جيش علي ع . وقد جاءت فرصتهم الذهبية عندما تضاربت المصالح واختلفت الآراء بين الكتل النيابية وعدم التصويت على قانون انتخاب مجالس المحافظات , فبعد ثلاث سنوات من تضليل الناس وبث الدعايات المغرضة جاءت الضروف المؤاتية لتوجيه الضربة القاضية الى قلب الديمقراطية الغضة وهي بعد لم يشتد عودها وقد استطاعوا ان يزرعوا الأحباط في نفوس الناس حتى انني سمعت من احد المسؤولين في مدينة النجف الأشرف ان نسبة الناخبين الذين راجعوا مفوضية الانتخابات لتحديث سجلاتهم لا يتجاوز العشرة في المئة من المسجلين لديهم وهذا يعني هزيمة للحرية وانتصارا للعبودية اذا بقيت الأمور على حالها ولا أرى في الأفق بوادر تغير وانقلاب موازين مادام الكل يقف موقف المتفرج معولاً على يد الغيب في التدخل لتغيير الواقع .

ان منظمات المجتمع المدني مقصرة جدا في دورها التوعوي والتثقيفي ومتخاذلة عن اداء مهامها في تحشيد المجتمع وتوجيهه الى صنادق الأقتراع وكأن هذه المنظمات قد نسيت ان وجودها مرهون بوجود الديمقراطية في العراق وان أعواد المشانق ستنصب من جديد في شوارع المدن العراقية لكل من دافع عن الحرية وسعى من أجل تحقيقها , وان (البدلات الزيتونية) قد بدأت بعض معامل الخياطة بانتاجها وتخزينها متوقعين ان يكون عليها طلبا كبير في الايام القريبة مما سيجعلها تحقق ارباحا خيالية اضافة الى الحظوة والدعم من النظام الذي سيبعث من جديد .

 كما ان الأعلام العراقي قد اثبت فشله الذريع وبأمتياز بدءا ًمن شبكة الأعلام العراقي صاحبة اكبر ميزانية وصولا الى ابسط جريدة , وهذه الهزيمة كارثة الكوارث ومصيبة المصائب لأن البلد الذي لا يملك اعلاما قادرا على تجيه المجتمع ومحاكات العقول وملامسة النفوس فهو بلد أخرس تسهل هزيمته وزعزعت استقراره فالأعلام هو السلاح الأكثر تطورا وفتكا في العالم اليوم وهو القادر على اسقاط حكومات وهزم جيوش وسحق امة بكاملها , واعلامنا الأرتجالي الهزيل غير قادر على هز شعرة من رأس حارس في دائرة من دوائر الدولة فكيف يستطيع تغيير مفاهيم رسختها عقود من القهر والأستبداد ! وكيف يستطيع ان يغير وجهة نظر العالم والمحيط الأقليمي للعراق وهو لا يستطيع ان يغير حتى وجهة نظر العاملين فيه والمعتاشين على الرواتب التي يدفعها لهم , فمن واجبنا التنبيه والقاء الحجة قبل فوات الأوان لأننا في صراع مع الزمن اضافة الى صراعنا الأزلي مع المتسلطين على الرقاب والوقت ليس في صالحنا كشعب ٍما زال يضمد جراحه العميقة ويلملم شتاته في زمن مليء بالمؤامرات والمتناقضات وكلما بريء من طعنة وجهت اليه طعنات من أقرب المقربين له , فعلى الجميع مراجعة حساباتهم من الاعلاميين والمسؤولين ومؤسسات المجتمع المدني اذا اردنا ان يبقى المجتمع مدنيا ولا يعود عسكريا كما في كان في السابق.

ان ماهو آت ٍ أكثر سوداوية مما مضى ما لم يتم تدارك الخلل ومعالجة الأمور بسرعة لأن فشل الانتخابات لمجالس المحافظات يعني فشل الديمقراطية العراقية برمتها وضياع لكل الدماء التي سفكت من اجل حرية الانسان في هذا البلد واذا حدث لا قدر الله وانهار البناء فلن يجد العراق من يتعاطف معه لا في الأرض ولا في السماء بل حتى الله سبحانه وتعالى لن يتعاطف مع اناس ضيعوا حقهم بأيديهم وفتحوا الباب على مصراعيه لجلاديهم .    

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك