المقالات

دقائق في حضرة زعيم الطائفة الإمام المفدى السيستاني

2422 15:32:00 2008-08-27

( بقلم : عبد الكريم الحاج صالح الحيدري )

إنهُ يومٌ ليس كباقي الأيام...أن تلتقي كإعلاميٍ زعيمَ الطائفةِ الشيعيةِ المسلمة ,ألا وهو الإمامُ السيستاني (مدّ اللهُ في عمرهِ الشريف), ما إن اخبرني زميلي وأخي سعد فخر الدين بالتهيؤ لمقابلة خاصة..فقلت له مع من؟ فقال لي لاعليك إنها مقابلة مهمة, فانتظرته أمام مقر عملي و بعد دقائق جاء لاصطحابي بسيارته برفقة عدد من الزملاء, سألته إلى أين؟ فقال:"للقاء الإمام السيستاني"...

خفق قلبي ..وعرق جبيني و سرح خيالي إلى أيام الصبا ,حيث اصطحبني والدي (رحمه الله) وأنا لم أتجاوز السبع سنين إلى الاحتفال الذي أقيم برعاية الإمام الراحل السيد محسن الحكيم (قدس سره الشريف) لافتتاح دار الحكمة في- طرف المشراق - وعندما همّ والدي لتقبيل يد الحكيم ((قدس سره الشريف) ) دفعني والدي إلى خلفه, فما إن رآه الإمام سحبني لجسده الطاهر وظمني إليه ,ومنذ تلك اللحظات عشقت أبوة وتواضع المرجعية ..وتعلقت بها ..إنها لحظات خالدة لايمكن أن ينساها الإنسان ماطال حيا, تلك اللحظات تذكرت بها لقائي أنا وابن خالتي الشهيد السعيد الصيدلي محمد جواد عبد الرضا, الذي غيبه النظام المباد في غياهب السجون, بالشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر (رض) وتلك اللحظات التي كنا نلتقي بها بشهيد المحراب(رض) في معتقله بعد انتفاضة صفر المباركة ولحظات مع الإمام الخوئي(رض) في جامع الخضرة ..إنها المرجعية الدينية التي جعلها الباري عزّ وجل لنا عزاً وكرامة للناس ... تواضعٌ لا يمكن للحروفِ أن تصفه,كبرياء,عنفوان,تحدي..إنهم أحبار الأمة ,وطريقها للخلاص من أدران الحياة,دقائق معدودات وفقنا الباري لكي نكون في كنف زعيم طائفتنا الحقة ,انه الإمام أبي محمد رضا,نجله محمد رضا أبو حسن هذا الشاب الذي نذر نفسه لخدمة أبينا وقرة أعيننا الإمام السيستاني .فكم أنت محظوظٌ يا أبا حسن ..نعرف جيدا أنكم أهل بيت كنتم ومازلتم مشروعا للتضحية من اجل المبادئ التي نهلتم منها. استقبلنا حجة الإسلام السيد محمد رضا السيستاني استقبالا ينم على التربية الإسلامية الحميدة التي ينهل منها.. تحدث لنا عن المرجعية ودورها الأبوي وسأل عن أحوالنا والجهات التي نعمل معها, وكان سماحته مستغربا للبعض من الإعلاميين الذين يروجون أخبارا غير صادقة لاسيما عن مرجعيتنا الرشيدة ..

وبكل تواضع وامتنان ودون أن يسأل عن هوية الكاتب أو الصحفي الذي نشر هذه المعلومة التي أقلقت المحبين والمريدين للمرجعية الرشيدة ((خبر مرض سماحة الإمام السيستاني)) برغم أن القاصي و الداني يعرف جيدا انه لم ينقطع عن استقبال الناس ,فكيف بهذا الصحفي ينقل خبرا غير دقيق كان له أثر سلبي على العالم اجمع فضلا عن النجف الأشرف والعراق الذي يمر بمرحلة مخاض , و بين لنا أن كل ما يصدر من البيانات المختومة والصادرة من المكتب الشريف وما يتحدث به الأخ حامد الخفاف هو رأي المرجعية فضلا عن ما يطرحه إمام وخطيب الحضرة الحسينية المطهرة أثناء صلاة الجمعة, والباقي كله ليس برأي المرجعية وكلنا يعرف ذلك جيدا, فكيف عرف هذا الصحفي أن سماحته أطال الباري بعمره الشريف ميت سريريا ,الم يخجل هذا الصحفي من انه يعمل في هذه المدينة الشريفة التي ابتليت بأنصاف الأقلام وأنصاف الرجال ناهيك على الموتورين من أصحاب السحت الحرام أن ينقل خبرا كاذبا وعن من؟! عن زعيم الطائفة ,ولنا حول هذا الموضوع عودة أخرى بعد ما كتبناه قبل 4 سنوات من مواضيع تحدثنا فيها بالتفصيل, ما أثار ضغينة بعض من هؤلاء الموتورين!! كل هذه الأفكار راودتني ونحن نستمع إلى ذلك الحديث المفعم بالإيمان والإخلاص للباري عز وجل من سماحة حجة الإسلام و المسلمين السيد أبو حسن..بعدها حان الوقت لملاقاة راعي وداعي السلام. المشغول بهموم المسلمين والعراقيين وموحد كلمتهم..انه الإمام السيستاني ..فما إن دخلنا على حضرته حتى همّ روحي له الفدى أن يحتضننا..

لكننا سبقناه باحتضان يديه الشريفتين نقبلهما ونتبرك بهما.. يده الكريمة ,البيضاء , يده التي تداولت الآلاف الكتب والفت وكتبت عشرات المؤلفات من اجل سعادتنا وسعادة المؤمنين ومن اجل أن يبقى الإنسان حليف القران ..حليف الحق وأهله.. أسد سكوته هدير وكلامه زئير, وما إن هممت أن انهض بعد السلام عليه حتى سحب يدي وقال لي: اجلس هنا إلى جنبي! سالت دموعي في حضرته. سيدي أبا محمد رضا..أنا اجلس إلى جانب أبي هذه الأمة , ماذا؟ من أنا؟ ومن نحن؟ لكي يطلب منا إمامنا أن نجلس معه ليحدثنا و ليستمع إلينا ونستنشق الهواء الذي يستنشقه ويتمناه كل الموالين للسلام,نعم.. في البدء لم اصدق.. نعم إنني جالس إلى جانب الإمام الذي يتمنى كل المؤمنين أن يتبركوا بمشاهدته وليس الجلوس إلى قربه,التفتّ يمينا وشمالا ..نعم إني في حضرته .. وان الإمام بجانبي ,فتمالكت نفسي وقدمت لسماحته الإخوة الآخرين الذين كانوا معي من الإعلاميين, سيدي هذا سعد أبو الجيج مراسل صحيفة الواشنطن بوست, سيدي هذا خضر الياس مراسل موقع البلاغ ,سيدي هذا فاضل البديري مراسل قناة العالم ,سيدي هذا السيد حسن الخرسان مراسل تلفزيون المنار ومراسل وكالة الصحافة الفرنسية ,سيدي هذا قاسم عبد السادة مراسل قناة الحرية . وأخيرا هذا سعد فخر الدين مراسل صحيفة لوس أنجلس تايمز,إنها جلسة في رحاب الإمام السيستاني, جلسة نشم فيها عطر الجنان ...

رحب سماحته بنا داعيا لنا ولكل الصحفيين النجفيين و العراقيين بالموفقية لخدمة الناس و للعمل خداما للحق و الحقيقة, كما عبر عن ألمه وأسفه لما يتعرض له الصحفيون من أذى و إصابات و اغتيالات ومضايقات..قال الإمام: "عليكم بالحقيقة ونقلها كما هي إلى المجتمع وكونوا داعين إليها," وسأله احد الإخوة عن صحته فقال سماحته: "له الحمد والشكر وببركات دعاءكم بخير وعافية"..بعدها تحدث سماحته عن النجف الأشرف التي عاش فيها منذ شبابه المبكر مشيداً بشجاعة أهلها على مر العهود..نعم سيدي أبا محمد رضا ستبقى وصاياكم وإرشاداتكم السديدة نستقي منها الفضيلة والحق, و تبا للأقلام المأجورة التي لم يرق لها دورَكم وانتم تعيدون للنجف الأشرف وللعراق وللإسلام ألقهُ وزهوهُ الذي أرادَ أعداءُ الله طمره.

عبد الكريم الحاج صالح الحيدريالنجف الأشرف المحروسة بالله ورسوله وأسده الغالب وأنفاس زعيم الطائفة الإمام السيستاني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
منير الجمالي
2008-08-31
كنت أتمنى أن أكون معكم لأتشرف بمقابلة سد العراق المنيع الإمام المفدى السيد السيستاني أطال الله عمره الشريف فهنيئا لك و للإخوان معك يا أبا ميثم. أخوك منير الجمالي
علي الحسني
2008-08-29
حضرة الاخ الغالي طيب النسب والقلب والحسب أخونا وسندنا وعضيدنا الفاضل الأستاذ عبد الكريم الحيدري المحترم في البدء نوجه لشخصكم الركريم بأصدق التبريكات وأحر التهاني بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك سائلاً المولى العلي القدير أن يتقبل صيامكم وقيامكم وأعمالكم ودعائكم ونومكم وجلوسكم وويحفظكم من كل سوء ومكروه .. حبيبنا أبو ميثم / نحن بشوق إليكم ويحز في النفس أن لا نلتقي بكم إلا قليلا ولساعات في رحب مدينة أمير الؤمنين (ع) في زيارتنا الأخيرة وإن شاء الله العودة قريبة جدا والإستقرار في مدينة مولانا وإمامنا داحي باب خيبر علي بن أبي طالب(علهما السلام).. نقدمخالص شكرنا وعظيم إمتنانا لرسالتكم المباركة والتي تضمنت الحديث مع إمامنا المفدى آية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظله الشريف) وحقيقة كانت قبسات إيمانية وكلمات معطرات ونفحات مباركة ,نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ إمامنا السيد أبا محمد رضا ويجعله خيمة لنا وسنداً منيعاً من كل النوائب والظلامات والأعمال الشيطانية التي ريد البعض لنا أن نرتكبها ونسير في طريقها ولكن هيهات .. بارك الله بكم مع خالص سلامنا للأهل الكرام وإلى إخوانك في الجامعة الإسلامية مع خالص تحياتي وإحترامي . أخوكم المقصر علي الحسني - هولند وخادم النجف الأشرف المحروسة بالله ورسوله وأسده الغالب وأنفاس زعيم الطائفة الإمام السيستاني
أبو عبدالله
2008-08-29
هنيئا لعيونكم التي تكحلت برؤية الطلعة البهيةلسيد الاشراف,ولآذانكم التي أنصتت للنبرة العلويه, ولشفاهكم التي لثمت اليدالمباركه,ولانوفكم التي شمّت الرائحه الموروثة النبوية .هنيئا لكل من تشرف بالمثول أمام الامام المبارك ونسأل الله أن يبقيه لنا ذخرا وفخرا ولعن أعداءه أعداء الاسلام.
النجفي_مو مهندس_
2008-08-29
اخي ابو ميثم من يقرأ مقالك هذا لا يصدق انك انت من كتب قبل يومين مقالا يوجه فيه المرجعية و يعلمها ماذا يجب ان تفعل مع احترامي و تقديري لك المقال السابق حول وزير الكهرباء
Mahmoud Al-shimmary
2008-08-28
هنيئا لك سيدي ولكل أصحابك وأتمنى أن يكرمني الله كماا أكرمكم وأن لايتوفاني قبل الحصول على هذا الشرف الرفيع. وتبا للقاعده النجسه والبعث وعلاوي وجماعة قدّو وموقع كتابات العفن
محمد العارضي
2008-08-28
هنيئا لك يااخي وكل الزملاء معك ان تشرفتم بلقاء السيد السيستاني وكنت اتمنى ان اكون معكم فافوز بلقاء الطهر ولكن اطماناننا عليه من خلالكم اثلج قلوبنا والحمد لله رب العالمين
عبد الحسين العبيدي
2008-08-28
كنت اتمنى ان اكون معكم في هذا اللقاء المبارك ولكن لسوء حظى كان هاتفي مغلقا كوني كنت مشغولا بتقديم الاخبار في اذاعة النجف الاشرف حينها ، وانا شاكرا لمحاولاتك الاتصال بي و هنيئا لكم ماجنيتموه من ثمار هذا اللقاء ،ونسأل الباري عز وجل ان يمن على سماحتة بدوام الصحة والعافية.
salman
2008-08-27
والله ابكيتني ..فهنيئا لكم على هذه النعمة التي انعم الباري بها عليكم
ابو حوراء
2008-08-27
كم تمنينا ان نكون معكم بهذا الشرف الذي نلتموه فهنيئا لنا بالامام السيستاني
صباح طالب
2008-08-27
بسم الله الرحمن الرحيم تحية حب وأجلال الى الأب الحنون والمرجع العالي الغالي والذي علا صيته وشانه بكل مكان وبدون منافس فعلأ اثلجت قلوبنا ورفت جفوننا لسماع وقراءت اخبار سماحته سائلين العلي القدير ان يحفظه وأن يطيل عمره لتكثر دروسه لكل من يغالي ويناصب العداء الى ال البيت واتباعهم بظل محمد وعش ال بيت محمد اللهم احفظ امامنا وولينا من كل شر امين يارب العلمين. صباح/ السويد
سعد فخرالدين
2008-08-27
لقد أجدت يا أخي يا أبا ميثم فيما كتبت فلقد عبرت عن مشاعر كل من حضر اللقاء الروحاني مع سماحة الإمام السيستاني أدامه الله خيمة للعراقيين.
سعد فخرالدين
2008-08-27
لقد أجدت يا أخي يا أبا ميثم فيما كتبت فلقد عبرت عن مشاعر كل من حضر اللقاء الروحاني مع سماحة الإمام السيستاني أدامه الله خيمة للعراقيين.
احمد البصرى
2008-08-27
كل عمرى على عمرك ياسيدى السيستانى ياقرة عيون المحبين والمؤمنين حفظك الله واعز الدين بك واغاظ المنافقين
عراق
2008-08-27
السلام على امير المؤمنين السلام على سيد المتقين ووصي رسول رب العالمين ايخيب سيدي ومولاي من جاورك حاشا وحاشا لله فكيف بمن ذاب بحبك وانتهل من علمك وصار يجري في عروقه من تقواك لا بل صارت عروقه من علمك ومن وحيك ان هذا الذي انعم الله عليه بما انعم على الاولياء الصالحين من الصبر والحكمة وحبه للناس وحب الناس له انما لانه احتضن مدينة جده والمدينة احتضنته ومن سبقه من الافذاذ وما تحتضن الان من الرجالات الذين لو اعطو حقهم لارتفع شأن العراق الى السماء ولكن الناس في غفلة نسأل الله ان تزول عنهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك