المقالات

الامام علي(ع)والمدينة الفاضلة

1674 13:13:00 2008-08-28

( بقلم : علي الخياط )

لقد رسم الفلاسفة منذ قديم الزمان في كتبهم صورة للمدينة الفاضلة التي تصوروا انها افضل المدن التي يمكن أنْ تتحقق على الارض لتحقق بزعمهم السعادة والرخاء للبشرية جمعاء، فمن الفلاسفة القدماء الذين كتبوا عن المدينة الفاضلة هو افلاطون ، وجاء من بعده فلاسفة آخرون لا مجال لذكرهم في هذه العُجالة فرسموا مدناً تصوروا أنها مدن فاضلة ، واذا ما تدبرنا هذه المدن التي كتب عنها الفلاسفة لوجدنا ان هناك فروقا هائلة بين مدينة واخرى ، ذلك لان كل مدينة لم تكن خاضعة الا لميول ورغبات وتصورات واهواء ونزعات من كتبها وهو طبعا من البشر، قد يكره صالحا من الامور، وقد يحب طالحا منها، فهي كالدساتير الوضعية تتحكم فيها اهواء ورغبات واضعيها، حتى إن بعض الفلاسفة قد صرح اكثر من مرة بان مثل هذه المدن صعب تحقيقها ان لم يكن مستحيلا فمن اذن يحقق هذه المدينة الفاضلة ويخرجها من حيز النظرية الى التطبيق .

 لقد حاول الانبياء ان يحققوا هذه المدينة الفاضلة ، مدينة الله على الارض ولكن وقفت في وجوههم وحالت دون تحقيقها واخراجها الى الوجود قوى الضلالة والشر والكفر والطغيان ، فكان أن عاش بسبب هذه القوى الشريرة بنو البشر في عذاب وهوان وعوز وفاقة لان هذه القوى الشريرة كانت تساند الظلم والظالمين والبغاة والطغاة الذين عاثوا في الارض فسادا وحللوا الحرام وحرموا الحلال، وعاشوا في ترف وبذخ وعاش المغلوبون على امرهم في فقر مدقع ، وهكذا مضت العصور تلو العصور على هذا النحو المؤلم.

وحين بعث الله سبحانه وتعالى محمدا صلى الله عليه واله وسلم انهزم الكفر والشرك وارسل الاسلام انواره لتبدد الظلام، وتشيع الرخاء والامن والسلام في نفوس بني البشر ، وحين آلت الخلافة الى امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)، مضى قدما في اخراج المدينة الفاضلة ، مدينة الله الى الوجود ، ولكن الطغاة البغاة الظالمين منعوه كما يقول احد العلماء الفضلاء ، ولو تركوه لاكلوا من فوقهم ، ومن تحت ارجلهم ، ولعاشوا عيشة راضية مرضية. ان المدينة الفاضلة مدينة الله ستتحقق وسترى الحياة بازكى واسنى وابهى صورها على يد بقية الله في ارضه المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف، وحينئذ سيحمل الزكاة من تستحق عليه على ظهره ، ولا يجد احدا يعطيها اليه لان جميع الناس سيعيشون في رخاء وهناء ودعة وسلام في المدينة الفاضلة مدينة الله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك